بحسب ما أوردته الكاتبة آنا برسكي في تقرير نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، يصل اليوم الإثنين إلى إسرائيل توم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والموفد الأميركي المكلّف فعليًا بملف محور سوريا–لبنان، في زيارة سياسية حسّاسة تحمل دلالات متعددة. ومن المقرّر أن يلتقي باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعددًا من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، في ظل تصاعد الضغوط الأميركية للدفع نحو الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقطاع غزة، واستمرار التوتر على الجبهة اللبنانية، وبقاء علامات استفهام مفتوحة في الساحة السورية.
وتشير صحيفة “معاريف” إلى أن التوقيت اللبناني للزيارة ليس تفصيلاً عابرًا، إذ يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته ضد البنى العسكرية التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة على منع الانزلاق نحو مواجهة شاملة. وفي هذا السياق، لفت التقرير إلى الإدانة السريعة التي أصدرها رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون لهجوم إطلاق النار الذي وقع في سيدني، في خطوة اعتُبرت محاولة لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي حول التزام لبنان الرسمي بخطاب الدولة ومكافحة الإرهاب.
غير أن التقرير يؤكد أن الفجوة بين الخطاب الدبلوماسي والواقع الميداني في لبنان لا تزال واضحة. فبينما تُطلق إدانات رسمية لأحداث تقع خارج المنطقة، يواصل حزب الله نشاطه العسكري انطلاقًا من الأراضي اللبنانية، فيما تردّ إسرائيل بسلسلة ضربات تستهدف مواقع وبنى عسكرية في الجنوب.
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، كما تنقل آنا برسكي، يعكس هذا المشهد جوهر المعضلة اللبنانية: دولة تتحدث بلغة السيادة والمسؤولية في المحافل الدولية، لكنها تعجز، أو تمتنع، عن فرض سلطة فعلية على تنظيم مسلّح ينشط من أراضيها ضد إسرائيل.
ويصل توم باراك، وفق “معاريف”، برسالة أميركية واضحة إلى هذا الملف: ضبط النفس الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر من دون مقابل. واشنطن تنتظر من بيروت خطوات ملموسة، تشمل تعزيز سيطرة الجيش اللبناني في الجنوب، وتقييد حرية حركة حزب الله، وإظهار استعداد حقيقي لتحمّل المسؤولية الأمنية. وفي المقابل، تؤكد إسرائيل أنها لن تكتفي بتصريحات أو إدانات بعيدة، طالما أن التهديد الأمني على حدودها الشمالية لا يزال قائمًا.