المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 15 كانون الأول 2025 - 14:55 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

من بيروت… "السلام الأزرق" يعزّز التعاون الإقليمي في ملفّ المياه

من بيروت… "السلام الأزرق" يعزّز التعاون الإقليمي في ملفّ المياه

عُقد في السراي الحكومي صباح اليوم الاجتماع المشترك الرابع للجنة الاستشارية للسياسات واللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام. ويُعدّ هذا الاجتماع أول لقاء رفيع المستوى للمبادرة يُعقد في لبنان، ما يبرز دوره الاستراتيجي في تعزيز التعاون الإقليمي في قضايا المياه والطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية.


وشارك في الاجتماع رئيس اللجنة الإدارية للمبادرة محمد أمين فارس أمين، ونائب رئيس البعثة السويسرية لدى لبنان فنسنت باسكييه، وعضو المجلس التنفيذي لسياسات مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط البروفيسور فادي جورج قمير، إلى جانب عدد من الخبراء والمستشارين والأعضاء في المبادرة.


وفي مستهلّ الاجتماع، ألقى رئيس اللجنة الإدارية للمبادرة محمد أمين فارس أمين كلمة قال فيها: «بالنيابة عن اللجنة الإدارية، يشرفني أن أرحّب بكم في بيروت في الاجتماع المشترك الرابع للجنة الاستشارية للسياسات واللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، والمنعقد تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام».


وأعرب عن شكره وتقديره لحكومة الجمهورية اللبنانية على كرم الاستضافة في السراي الكبير، معتبرًا أنّ بيروت تُجسّد على الدوام مدينة تُبقي الحوار ممكنًا، ولا سيّما في ظلّ التحديات المتعاظمة التي تمرّ بها المنطقة. كما ثمّن قيادة الأمير الحسن بن طلال ورؤيته المستمرة التي تؤكد أنّ المياه، إذا ما أُديرت بحكمة ومسؤولية، يمكن أن تكون جسرًا للتعاون حتى في أكثر السياقات هشاشة.


ورحّب بممثلي سويسرا والداعمين للمبادرة، مشيدًا بالشراكة السويسرية التي أسهمت في الحفاظ على جوهر مبادرة السلام الأزرق كمنصة موثوقة للحوار المسؤول والبنّاء.


وأشار إلى أنّ المياه في الشرق الأوسط ليست مجرّد ملف تقني أو قطاعي، بل قضية ترتبط مباشرة بالسياسة والاقتصاد والأمن، في ظلّ تأثيرات تغيّر المناخ والتحديات الاقتصادية والأمنية، ما يجعل التعاون أكثر تعقيدًا وإلحاحًا في آن واحد. واعتبر أنّ القيمة العملية للمبادرة تكمن في إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، وبناء الثقة تدريجيًا، وتحويل التحديات المشتركة إلى أرضية لعمل مشترك رشيد.


وأوضح أنّ مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط تُعدّ المنصة الإقليمية المستدامة الوحيدة من مسار (1.5) المكرّسة لتعزيز التعاون في مجال المياه، إذ تجمع صناع القرار والخبراء والمؤسسات ضمن إطار مؤسسي يحمي الحوار ويعزّز الحلول والمنفعة المشتركة.


واستعرض ما تحقق منذ عام 2011 من جهود متواصلة أسهمت في بناء هذه الآلية الإقليمية، مشيرًا إلى أنّ المبادرة تضمّ اليوم خمس دول أعضاء، مع انضمام الجمهورية العربية السورية مؤخرًا كعضو رسمي، معربًا عن التطلع إلى انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستقبلًا. وأكد أنّ اجتماع اليوم يشكّل محطة استراتيجية لتعزيز الأولويات وضمان استدامة المنجزات مؤسسيًا وسياسيًا، بما يمكّن المبادرة من مواصلة مسارها بمصداقية أعلى وملكية أوضح.


بدوره، شكر نائب رئيس البعثة السويسرية في لبنان فنسنت باسكييه رئيس الحكومة نواف سلام على استضافة الاجتماع، معتبرًا أنّ ذلك يعكس التزام لبنان بالحوار والتعاون الإقليمي في مجال المياه. كما شكر الأمير الحسن بن طلال على قيادته والتزامه بتطوير المبادرة، ورئيس اللجنة الإدارية على جهوده، إضافة إلى ممثلي العراق وإيران وتركيا وسوريا والأردن ولبنان، مهنئًا سوريا على انضمامها إلى المبادرة.


وأشار إلى أنّ سويسرا تفخر بدعم مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط التي تحوّل المياه من مصدر للنزاعات إلى محرّك للحوار والتعاون والاستقرار، معتبرًا أنّ المياه هدية يجب احترامها وحمايتها وتقاسمها كمنفعة مشتركة. كما شدّد على أهمية الإدارة العابرة للحدود للمياه في مواجهة تغيّر المناخ، لافتًا إلى دور المبادرة في جمع الشباب والأكاديميين وصناع القرار لإيجاد حلول مستدامة.


وألقى البروفيسور فادي جورج قمير كلمة رحّب فيها بالمشاركين باسم لبنان والوفد اللبناني في المبادرة، معربًا عن الامتنان لرعاية رئيس الحكومة نواف سلام واستضافة رئاسة الحكومة اللبنانية. واعتبر أنّ الاجتماع يشكّل محطة محورية للتعاون في مجال المياه العابرة للحدود.


واستعرض قمير سلسلة خطوات عملية لتعزيز هذا التعاون، من بينها إنشاء منظمات إقليمية لإدارة الأحواض المشتركة، وبناء قواعد بيانات وتبادل المعلومات، وإطلاق مشاريع مشتركة، وتجنّب نقل التلوث بين دول الحوض الواحد، والتدريب على الإدارة المتكاملة للموارد المائية، واعتماد أساليب الري الحديثة للحد من الهدر، خصوصًا في ظلّ تأثيرات التغيّر المناخي.


وأكد أنّ الدبلوماسية المائية تمثّل مفتاحًا لمنع النزاعات، داعيًا إلى التصديق على الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه وتطبيقها، وتعزيز التعاون الإقليمي، ووضع خطط عمل مشتركة مستدامة، وتشجيع البحث والابتكار، وتحسين القدرات التقنية والمؤسسية، ودمج الدبلوماسية المائية في استراتيجيات التنمية.


وختم بالتأكيد أنّ الأمن المائي يُعدّ أحد أبرز تحديات القرن الحادي والعشرين، مشددًا على أنّ الحلول ممكنة وقابلة للتحقيق من خلال التعاون والحوار.


من جهته، أشاد رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام بدور الأمير الحسن بن طلال، معتبرًا أنّه كان ولا يزال صوتًا رائدًا يؤمن بأنّ المياه المشتركة يجب أن تكون عنصر توحيد لا انقسام. وأشار إلى أنّ للبنان مسارًا طويلًا في الدبلوماسية المائية، مذكّرًا بأنّه أول دولة عربية صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة للمياه عام 1997.


وألقى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال كلمة رئيسية عبر تطبيق «زوم»، اعتبر فيها أنّ هذا المشروع الإنساني والرؤية الجامعة يعكسان جوهر لبنان الريادي منذ الاستقلال. وشكر رئيس الحكومة نواف سلام على استضافة الاجتماع في بيروت.


وقدّم نبذة عن تأسيس مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، مشيدًا بانضمام سوريا إلى عضوية اللجنتين الاستشارية والإدارية، ومرحبًا بتفعيل اللجان الثنائية الوطنية بين دول المنطقة. وأكد أنّ المبادرة تشكّل وعاءً للتعاون والتنمية المستدامة والاستقرار، ومنصة محايدة وموثوقة للدبلوماسية غير الرسمية، تجمع الحكومات والباحثين والشباب والإعلام والمجتمع المدني.


كما شدّد على أهمية بناء قاعدة معلومات موثوقة، ودعا إلى إنشاء مجلس اقتصادي اجتماعي يُعنى بأولويات المنطقة، مؤكدًا السعي إلى إيجاد القواسم المشتركة التي تخدم شعوب الإقليم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة