اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 16 كانون الأول 2025 - 13:52 العربية
العربية

من الزلازل إلى الأهرامات… هوغربيتس يثير عاصفة من الأسئلة

بعد غياب طويل عن الظهور، عاد راصد الزلازل الهولندي المثير للجدل "فرانك هوغربيتس" إلى الواجهة مساء الاثنين عبر مقطع فيديو جديد، إلا أنّه هذه المرة لم يتناول الزلازل كما اعتاد، بل تطرّق إلى أهرامات الجيزة في مصر، ما أثار موجة جديدة من الجدل.


وفي فيديو حمل عنوان "من بنى أهرامات الجيزة؟"، زعم هوغربيتس أن بعض الأبحاث تشير إلى أن بناء الأهرامات استند إلى معرفة فلكية متقدمة للغاية، تشمل أحجام الكواكب وسرعة الضوء ونقاط الأوج، معتبرًا أن هذه المعارف لم يكن المصريون القدماء يمتلكونها في زمن تشييد الأهرامات.


وأشار إلى وجود مسائل فلكية مرتبطة بالأهرامات لا تزال مجهولة بالنسبة إلى غالبية الناس، متوقفًا عند بعض المعالم المعروفة، مثل الثقوب المحفورة في الجرانيت الوردي. وقال إن هذا النوع من الحجر شديد الصلابة، وإن الثقوب المستديرة تمامًا فيه تتطلب مثاقب خاصة، مضيفًا أنه بحسب الروايات التاريخية، لم تكن لدى المصريين القدماء التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ مثل هذه الأعمال.


وتساءل هوغربيتس عن كيفية بناء الأهرامات ولماذا ومتى شُيّدت بدقة، مشيرًا إلى أن كل ما هو معروف أنها تقع على هضبة الجيزة بمحاذاة دقيقة، وبُنيت باستخدام أحجار ضخمة تزن أطنانًا عدة، جرى نقلها من مسافات تصل إلى مئات الكيلومترات، معتبرًا أن طريقة نقل هذه الأحجار لا تزال غير واضحة.


ولفت إلى أن الأهرامات على هضبة الجيزة ليست مصطفّة على خط مستقيم تمامًا، إذ إن هرم منقورع الأصغر لا يقع على الخط نفسه، في حين أن الأهرامات محاذية بشكل شبه كامل للاتجاه الشمالي.


كما أشار إلى استنتاجات للعالم هانز جليتو تتعلق بقواعد الأهرامات الثلاثة، وربطها بأحجام الشمس والأرض وسرعة الضوء، قبل أن ينتقل للحديث عن أحجام الأهرامات نفسها وربطها بأحجام بعض الكواكب.


وقال إن هرم خوفو مرتبط بالأرض، مستعرضًا نسبة حجم خوفو إلى حجم خفرع التي تبلغ نحو 1.168، ومقارنًا إياها بنسبة حجم الأرض إلى حجم كوكب الزهرة، والتي تبلغ 1.167، معتبرًا أن الفارق الضئيل لا يتجاوز 0.1%.


وأضاف أن هذه المعادلة تشير إلى ارتباط خوفو بالأرض وخفرع بالزهرة، مع احتمال أن يكون هذا التشابه مجرد صدفة.


وتابع قائلاً إنه يمكن ربط الأهرامات الثلاثة بالكواكب الداخلية الثلاثة: عطارد والزهرة والأرض، موضحًا أن هرم خوفو هو الأكبر، يليه خفرع، ثم منقورع الأصغر حجمًا، على غرار ترتيب أحجام هذه الكواكب.


وأشار إلى أن هذا التطابق بين اصطفاف الأهرامات والكواكب الثلاثة يكون كاملًا في عام 3088 قبل الميلاد، وتحديدًا خلال شهري نيسان وأيار من ذلك العام، حين تصطف عطارد والزهرة والأرض بالطريقة نفسها التي تصطف بها الأهرامات على هضبة الجيزة، مؤكدًا أن هذا الاصطفاف لا يحدث إلا عندما يكون عطارد في نقطة الأوج.


وأوضح أن قسمة قاعدة هرم منقورع على قاعدة هرم خوفو تعطي نسبة 0.458، في حين أن قسمة نقطة أوج عطارد على نقطة أوج الأرض تعطي نسبة 0.459، بفارق لا يتجاوز 0.2%. وأضاف أن وحدة القياس المصرية القديمة، وهي الذراع، تساوي وفق موسوعة بريتانيكا نحو 0.457 متر، معتبرًا أن هذا التطابق لافت، رغم أن أصل هذه الوحدة لا يزال غير معروف بدقة.


وعرض هوغربيتس هذه العلاقات في شكل معادلات، مشيرًا إلى أن قاعدة هرم خوفو مقسومة على ثانية ضوئية واحدة تساوي حجم الأرض مقسومًا على حجم الشمس، وأن نسبة حجم خوفو إلى خفرع تساوي نسبة حجم الأرض إلى الزهرة، فيما تساوي نسبة قاعدة منقورع إلى قاعدة خوفو نسبة نقطة أوج عطارد إلى نقطة أوج الأرض، وهي قريبة من قيمة الذراع الواحدة.


واعتبر أن هذه المعارف فلكية متقدمة، متسائلًا عن كيفية امتلاك المصريين القدماء لها، ومؤكدًا أنهم لم يكونوا على دراية بأحجام الأرض والزهرة وعطارد والشمس في زمن بناء الأهرامات، مضيفًا أن هذا التناسق لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة، وأن هندسة الأهرامات الدقيقة تتجاوز الفهم التقليدي.


وطرح هوغربيتس مجموعة من الأسئلة، مؤكدًا أنها ستبقى مطروحة، وربما تكشف الاكتشافات المستقبلية منظورًا مختلفًا للأهرامات، وقد تتيح ربط بعض الخيوط.


وكان الملياردير الأميركي إيلون ماسك قد أثار جدلًا واسعًا قبل أشهر بعد منشور على منصة أكس زعم فيها أن الكائنات الفضائية هي من بنت الأهرامات. وردّ حينها عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، موضحًا أنه تواصل مع ماسك مرتين قبل أن يعتذر الأخير ويقرّ بخطئه.


وأكد حواس أن لدى مصر اكتشافات كثيرة تدحض مثل هذه الادعاءات، مشيرًا إلى بردية "وادي الجرف" المكتشفة في سيناء، والتي توثّق تفاصيل تتعلق ببناء هرم خوفو، بما في ذلك نقل الأحجار عبر مراكب نهر النيل، الذي كان متصلًا بقنوات تصل إلى موانئ في منطقة الأهرامات لتسهيل عملية النقل.


ومنذ أيام، جدّد حواس نفيه أي صلة للكائنات الفضائية ببناء الأهرامات، مؤكدًا أنه لا وجود لمثل هذه الكائنات ولا علاقة لها بالموضوع. ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها ادعاءات مماثلة حول بناة الأهرامات، إذ أثار هذا الملف جدلًا متكررًا عبر مراحل تاريخية مختلفة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة