وبحسب مصوّر الفيديو، فإن عددًا من الأشخاص أقدموا على تحطيم الصليب بذريعة بثّ تراتيل وأناشيد ميلادية في المكان. وعلق المصوّر بسخرية، متسائلًا عن هوية الفاعلين، مشيرًا إلى أنّ المنطقة شهدت مؤخرًا وجود "وجوه غريبة"، في إيحاءٍ واضح إلى أنّ ما حصل ليس تفصيلًا عابرًا ولا فعلًا بريئًا.
وكشف المصوّر أنّ الصليب كان موجودًا في المكان منذ نحو 15 عامًا، ولم يُسجَّل طيلة هذه الفترة أي إشكال حوله، قبل أن يتم تحطيمه اليوم في توقيت حساس، معتبرًا أنّ ما جرى يمكن تفسيره على أنّه محاولة واضحة لإثارة فتنة طائفية. لكنه شدّد في الوقت نفسه على أنّ المسيحيين، رغم الاستفزاز، لن ينجرّوا إلى أي ردّة فعل من هذا النوع.
سرعان ما انهالت التعليقات الغاضبة والمستنكرة عبر مواقع التواصل، حيث طالب العديد من الناشطين بفتح تحقيق فوري في الحادثة، ومراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة إن وُجدت، لكشف هوية الفاعلين ومحاسبتهم، معتبرين أنّ ما جرى يُعدّ عملًا إجراميًا يمسّ بالعيش المشترك وبالسلم الأهلي.
اللافت أنّ عددًا كبيرًا من المواطنين المسلمين عبّروا أيضًا عن إدانتهم الشديدة لهذا الفعل، مؤكدين أنّ تحطيم رمز ديني مسيحي لا يمتّ بصلة إلى الإسلام ولا إلى قيمه الأخلاقية، وأنّ ما حصل لا يمكن فهمه إلا في إطار محاولات مشبوهة لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وهي محاولات فشلت أمام وعي الناس ورفضهم الانجرار إلى أي صدام مذهبي.
وفي بلد أنهكته الأزمات والانقسامات، يثبت اللبنانيون مرة جديدة أنّ محاولات العبث بوحدتهم وبنسيجهم الاجتماعي لن تمرّ، وأنّ أي فعل مشين يهدف إلى إثارة البلبلة والفتنة سيصطدم بوعي جماعي يرفض المسّ بالرموز الدينية وبالعيش الواحد، ويضع المسؤولية على عاتق الأجهزة المعنية لكشف الحقيقة ومحاسبة المرتكبين.