أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي ضجةً واسعة، بعدما وثّق لحظة سقوط تمثال الحرية وتحطّمه خلال ثوانٍ قليلة، نتيجة عاصفة شديدة ضربت المنطقة، ما دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأن الرمز الأميركي الأشهر تعرّض للانهيار.
ويُظهر الفيديو التمثال وهو يتأرجح بقوة بفعل الرياح العاتية، قبل أن ينكسر ويسقط على سيارة كانت متوقفة أسفله، متسببًا بتناثر الشظايا في أرجاء موقف السيارات، في مشهد صادم تداوله المستخدمون على نطاق واسع.
غير أنّ التحقيق في حقيقة المقطع أظهر أن التمثال المنهار ليس النسخة الأصلية الشهيرة الواقعة في ميناء نيويورك على جزيرة الحرية، بل نسخة مقلّدة أصغر حجمًا تقع في جنوب البرازيل، وتحديدًا في مدينة غوايبا، التي تشهد منذ يوم الأحد عاصفة قوية ترافقها رياح تصل سرعتها إلى نحو 90 كيلومترًا في الساعة، فضلًا عن انقطاع واسع في التيار الكهربائي.
وبحسب السلطات المحلية، يبلغ ارتفاع هذه النسخة نحو 24 مترًا، وهي منصوبة خارج متجر كبير في المدينة. وأكدت فرق الدفاع المدني أن الحادثة لم تسفر عن وقوع إصابات، فيما سارع موظفو المتجر وعدد من المتواجدين إلى إبعاد السيارات القريبة تفاديًا لأي أضرار إضافية.
يُذكر أن مئات النسخ من تمثال الحرية تنتشر حول العالم، في دول عدة منها فرنسا، والبرازيل، واليابان، وإسبانيا، وأستراليا، والدنمارك، وألمانيا. أما النسخة الأصلية، فقد صمّمها النحّات الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي، ودُشّنت في 28 تشرين الأول 1886، كهدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها.
ويبلغ ارتفاع التمثال الأصلي 305 أقدام مع القاعدة، وهو مصنوع من صفائح نحاسية تغطي هيكلًا فولاذيًا، ويجسّد سيدة تحمل شعلة في يدها اليمنى ولوحًا منقوشًا عليه تاريخ إعلان الاستقلال الأميركي في يدها اليسرى، فيما يرمز التاج ذو الأشعة السبع إلى القارات السبع والبحار السبعة.
لم يسبق أن تعرّض تمثال الحرية الأصلي لانهيار مماثل، إلا أنه تأثّر بانفجار “بلاك توم” عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، حين فجّر عملاء ألمان مصنع ذخيرة في نيوجيرسي. كما خضع التمثال لعملية ترميم شاملة عام 1986، شملت استبدال الشعلة وتعزيز الهيكل الداخلي، ما جعله أكثر متانة في مواجهة عوامل الزمن والطقس.