الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أكرم سريوي، يرى في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "تحذير بريطانيا لمواطنيها بتجنب التنقل والسفر إلى عدة مناطق لبنانية ليس الأول، بل هو تحديث أكثر تفصيلاً لتحذيرات سابقة. ومن المستغرب أن يصدر هذا التحذير في هذا التوقيت بالذات، بعد جولة السفراء والدبلوماسيين والملحقين العسكريين الأجانب التي نظمها الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني، وبعد الإشادة الدولية بتنفيذ الجيش لبنود اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل العام الماضي.
ويعتبر أنه "من الناحية الأمنية يمكن تفهّم التحذير البريطاني، لأن الغارات الإسرائيلية على معظم المناطق التي حددتها الوزارة لم تتوقف، والاغتيالات والقصف مستمران، وبالتالي لا يمكن اعتبار هذه المناطق آمنة، خاصة أن إسرائيل ما زالت تطلق تهديدات بالتصعيد وتوسيع نطاق عملياتها. أما من الناحية السياسية، فإن التحذير يصب في خانة الضغط والتهويل على لبنان، وهو مستغرب خاصة أنه يأتي بعد بوادر تهدئة واستجابة لبنان لمبادرة رفع مستوى التفاوض مع إسرائيل، وتعيين مدنيين في لجنة الميكانيزم".
ويشير العميد سريوي إلى أن "بعض الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، تدعم المطالب الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة تحت ضغط العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما تبدو فرنسا أقرب إلى وجهة نظر الحكومة اللبنانية، التي تطالب إسرائيل بالالتزام بشروط الاتفاق ووقف اعتداءاتها على القرى والمدن اللبنانية، والانسحاب من الأراضي المحتلة، مما يتيح للدولة اللبنانية بسط سيادتها على كامل أراضيها".
ويضيف: "يمكن أيضًا قراءة التحذير البريطاني الأخير على أنه مستند إلى معلومات حول نية إسرائيل بتصعيد ميداني على الأرض، ربما قبيل زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، بهدف فرض واقع معيّن قبل لقائه مع ترامب، الذي قد يطلب منه تخفيف الضغط على جبهة لبنان، لتسهيل المساعي الدبلوماسية. إسرائيل تستغل هجوم سدني الأخير ذريعة للضغط على الدول الغربية، ولتحميل إيران وحزب الله المسؤولية عن الهجوم، لتبرير استمرار عمليات القصف والاغتيالات الواسعة النطاق في لبنان".