المحلية

محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت
الخميس 18 كانون الأول 2025 - 07:00 ليبانون ديبايت
محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت

اتفاق وقف إطلاق النار: ما دور “الأسد” بالحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان؟

اتفاق وقف إطلاق النار: ما دور “الأسد” بالحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان؟

"ليبانون ديبايت"- محمد علوش


لم ينتهِ النقاش أو الصراع الفكري في لبنان حول اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في تشرين الثاني من العام 2024، رغم مرور ما يقارب 13 شهرًا على توقيعه، إذ لا يزال الخلاف قائمًا حول ما إذا كان الاتفاق المُعلَن هو نفسه الذي جرى التوقيع عليه، وحول ما إذا كان لبنان قد وافق على ما تقوم به إسرائيل اليوم من عدوان يومي مستمر أم لا. ولكن ماذا في الوقائع التي تكشفها مصادر مواكبة لتلك المرحلة؟

تقول المصادر إن فهم مرحلة وقف إطلاق النار وما تلاها من أحداث لم تنتهِ حتى اليوم، يتطلّب الربط الكامل بين الحرب، ووقفها، وسقوط النظام السوري السابق، إذ إن تسلسل الأحداث بين وقف الحرب على لبنان في تشرين الثاني 2024، وسقوط النظام السوري لاحقًا، يطرح أسئلة مشروعة حول ما إذا كانت إسرائيل تتحرّك وفق معطيات مسبقة وخطة متعددة المراحل، لا وفق سياسة ردود الفعل، مشيرة عبر “ليبانون ديبايت” إلى أن قرار تل أبيب القبول بوقف إطلاق النار في لبنان، في ذروة تصعيد لم تحقق فيه إنجازات حاسمة، لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق الإقليمي، ولا عن إدراكها أن استمرار الحرب على الجبهة اللبنانية كان يستنزفها عسكريًا وسياسيًا دون أن يفضي إلى كسر حزب الله.


بعد أسابيع من الحرب التي بدأتها إسرائيل بسلسلة إنجازات عسكرية ضخمة، بدأت هذه الإنجازات تتآكل، فمع محاولات التقدّم البري التي اصطدمت بإرادة قتال غير عادية، وغياب العمليات العسكرية النوعية، بدأت إسرائيل تخشى على منجزاتها. فمن زاوية إسرائيلية بحتة، لم يكن وقف الحرب تعبيرًا عن رغبة في التهدئة، بل إعادة تموضع لاستكمال الحرب بشكل آخر، وهو ما لم يكن واضحًا بالنسبة للبنان الذي توصّل إلى اتفاق لوقف الحرب يقوم على القرار 1701، تمامًا كما حصل عام 2006، ولكن مع فارق كبير في مسار حرب الـ33 يومًا وحرب الـ66 يومًا.


ما ظنّه لبنان إنجازًا في الاتفاق، أرادته إسرائيل مدخلًا للانتقال التدريجي من الحرب الشاملة بين طرفين إلى الحرب الانتقائية من طرف واحد، إذ ترى المصادر أن الفرضية القائلة إن إسرائيل كانت على علم بقرب سقوط النظام السوري ليست بعيدة أبدًا عن المنطق السياسي. فإلى جانب امتلاك إسرائيل قدرة استخبارية عميقة داخل الجغرافيا السورية، وهي لاعب مباشر في الملف السوري منذ سنوات، سواء عبر الضربات العسكرية أو من خلال التنسيق مع قوى دولية وإقليمية، كانت رسالة التهديد العلنية من نتانياهو لبشار الأسد واضحة في خطاب رئيس حكومة العدو الذي تحدّث فيه عن الاتفاق مع لبنان. وعليه، من الصعب، بل من المستحيل، تصوّر أن انهيارًا بهذا الحجم حصل من دون أن يكون في دائرة التقدير المسبق لإسرائيل، وهذا الإدراك يجعل وقف الحرب على لبنان يبدو كخطوة محسوبة بالكامل.


في المقابل، لا توجد مؤشرات جدّية على أن حزب الله كان يمتلك معرفة مماثلة بمصير النظام السوري، لا سيما أن سلوك الحزب في الأيام والساعات التي سبقت سقوط دمشق عكس رهانًا على بقاء الحد الأدنى من التماسك داخل النظام وعلى “مقاومة” سقوطه. وهذا الفارق في المعرفة أو التقدير هو عنصر حاسم في فهم ما جرى بالنسبة للمصادر، التي تعتبر أن إسرائيل كانت تدرك أن المشهد الإقليمي مقبل على زلزال سيجعلها في حلّ من اتفاق وقف إطلاق النار، وسيجعل المقاومة في عزلة تجعلها غير قادرة على استعادة معادلات الردع.


تعامل لبنان مع الاتفاق بوصفه محطة لإنهاء الحرب، في حين كانت إسرائيل تنظر إليه كفرصة لاستكمالها بشكل مختلف وفرض الشروط دون أي كلفة. وبالتالي، تجزم المصادر أن ما توصّل إليه لبنان من اتفاق كان يمثّل “الأفضل” بالنسبة إليه لو تم الالتزام به، وليس صحيحًا أن لبنان وافق على ما تقوم به إسرائيل، وليس صحيحًا أن هناك ملاحق سرّية وافق عليها لبنان، إنما ببساطة ما يجري اليوم من قبل العدو الإسرائيلي ليس تطبيقًا للاتفاق، بل انتهاكًا كاملًا له، بنيّة الوصول إلى اتفاقات استسلام تعكس هذه المرحلة الجديدة من عمر المنطقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة