ومن ضمن هذا السياق، يندرج النقاش الذي انطلق بين “حزب الله” والجانب التركي منذ أسابيع، والذي يضع عنوانين للانطلاق على مستوى العلاقات المستقبلية، الأول يتناول واقع الحدود بين لبنان وسوريا، والثاني يتعلق بتطوّرات المواجهة مع إسرائيل.
إنما لا يبدو أن حراك الحزب في الإقليم سيقتصر فقط على تركيا، وقد يتوسّع نحو دولٍ أخرى، خصوصًا في ضوء ما سبق وأعلنته قيادته من انفتاح باتجاه السعودية بالتوازي مع الاستعداد للتوجّه نحو مصر.
وتقول مصادر مطّلعة على هذا الحراك ل”ليبانون ديبايت”، إن الثابت حتى اليوم، يبقى الزيارة التي قام بها وفد من الحزب إلى تركيا أخيرًا، كما تنفي، نقلًا عن معلومات حزبية، حصول أي تحرّكات باتجاه السعودية، فيما أن زيارة مصر لم تحصل حتى الآن.
وعليه، تضع هذه المصادر هذا الحراك في سياق النقاش واحتمال التعاون بين القوى العربية والإسلامية، للوقوف في وجه النفوذ الإسرائيلي المتزايد في المنطقة، خصوصًا وأن المشروع الإسرائيلي يريد ضرب كل الدول العربية والإسلامية التي يمكن أن تكون قوية وقادرة على الوقوف بوجه هذا المشروع.
وهنا، ترى المصادر، أنه لا بدّ لهذه القوى العربية والإسلامية أن تتوحّد أو أن تتعاون، على الأقل في سبيل وضع حدّ لهذا النفوذ الإسرائيلي، وبالتالي، ومن هذا المنطلق، ولأن تركيا ترغب بعلاقات سوية بين سوريا وجيرانها، ولأنها ترغب في تثبيت حكم أحمد الشرع، كان التعاون بين تركيا وإيران، والحديث بين تركيا و”حزب الله”، لترتيب بعض الملفات التي قد تكون عالقة بين هذه الأطراف، وتساهم في استيضاح بعض الأمور بين الحزب والنظام السوري الجديد أو الرئيس أحمد الشرع، للمساهمة في عدم إشعال أي ملف من شأنه أن يؤثّر على الحدود بين البلدين، أو على العلاقة الأمنية بين البلدين.
لذلك، تجد المصادر المطلّعة، أن العلاقات بين تركيا وإيران، والسعودية وإيران، تصبّ كلّها في اتجاه ترتيب بعض النقاط التي يمكن أن تساهم في الحدّ من توسّع النفوذ الإسرائيلي.
وأمّا بالنسبة ل”حزب الله” بالتحديد، فتقول المصادر، إنه يملك مصلحة بالانفتاح على العالم العربي والإسلامي، وذلك بهدف المساهمة في الحدّ من المشروع الإسرائيلي، وبالتالي فهو جاهز لكل ما من شأنه أن يساهم في مواجهة هذا المشروع، علمًا أن هذا الهدف يندرج أيضًا في سياق الدعوة المفتوحة التي وجّهها الحزب للسعودية للتعاون، ويأتي في السياق ذاته، الحديث مع الجانب التركي كما مع الجانب المصري.
الـــمــــزيــــــــــد
