"RED TV"
على وقع الغارات الإسرائيلية المتواصلة جنوبًا وفي البقاع، يستمر المسلك الديبلوماسي في مساره الهادف إلى خفض التصعيد الإسرائيلي على لبنان، في ظل حراك سياسي إقليمي متجدّد. وفي هذا السياق، يحطّ رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في بيروت، في زيارة رسمية تستمر ليومين، يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة وعددًا من الشخصيات السياسية. وتأتي الزيارة تتويجًا لجولة التحرّكات المصرية الأخيرة تجاه لبنان، والتي بدأت بزيارة رئيس المخابرات العامة حسن رشاد في تشرين الأول الماضي، تلتها زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قبل نهاية الشهر الفائت، في إطار سعي القاهرة إلى لعب دور وسطي يهدف إلى احتواء التوتر القائم بين بيروت وتل أبيب.
وتشير مصادر سياسية مواكبة إلى أن مصر تحاول تثبيت حضورها كطرف داعم للاستقرار، على الرغم من أن المبادرة المصرية لم تلقَ حتى الآن صدى واسعًا في الأوساط اللبنانية، في ظل تشابك الملفات وتعقيد المشهد الإقليمي. في المقابل، تفيد مصادر مقرّبة من حزب الله بأن الزيارة المصرية ستركّز بشكل أساسي على بحث اتفاقيات اقتصادية مع الدولة اللبنانية، إلى جانب إعادة بلورة الطرح المصري، الذي لم يكن في صيغته الأولى يقدّم حلًا واضحًا للأزمة اللبنانية. وتوضح المصادر أن رئيس المخابرات العامة المصرية طرح خلال زيارته أفكارًا أولية، أعقبها تقديم وزير الخارجية المصري أفكارًا معدّلة، أُرفقت بدعوة موجّهة إلى الثنائي الشيعي لزيارة القاهرة.
وبحسب المصادر نفسها، طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري في حينه مزيدًا من التفاصيل حول المبادرة المصرية، قبل البتّ في إمكان تلبية دعوة الزيارة، مؤكدة أن الأمور لم تنضج بعد للوصول إلى نتائج ملموسة. وتربط مصادر الحزب بين التصعيد الإسرائيلي الحالي في الجنوب والبقاع ومحاولات التشويش على زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى فرنسا، وعلى الاجتماع الرباعي الذي سيُعقد هناك، حيث من المقرّر أن يقدّم خلاله تقريرًا مفصّلًا حول عمل الجيش اللبناني، ولا سيما في منطقة جنوب الليطاني، بما يتعلّق بمخازن الأسلحة والأنفاق التي تسلّمها.
الـــمــــزيــــــــــد
