دان حزب الله، في بيان، بـ"أشدّ العبارات الجريمة المشينة والفعل الشنيع الذي أقدم عليه أحد الأميركيين، والمتمثّل بتدنيس المصحف الشريف في مشهد استفزازي ينضح بالكراهية والتحريض، ويشكّل اعتداءً صارخًا على أقدس مقدسات المسلمين وعلى القيم الدينية والإنسانية التي تمثّلها الديانات السماوية جمعاء".
ولفت البيان إلى أنّ "الثقافة العنصرية وخطابات الحقد التي غذّتها تيارات سياسية وإعلامية في الغرب، والتي عملت منذ عقود على تشويه صورة الإسلام بتحريض من الإدارات الأميركية المتعاقبة ومن اللوبيات الصهيونية، خدمةً لمشاريعهم الفتنوية والاستعمارية والتدميرية، هي المسبّب الأساسي لتجرؤ هؤلاء المتطرفين على ارتكاب مثل هذه الأفعال الدنيئة".
وأكد أنّ "امتناع الإدارة الأميركية عن اتخاذ أي إجراء بحق مرتكبي تلك الإساءات، تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير الزائفة، يثبت منح الغطاء الكامل لتلك الممارسات التحريضية الخطيرة، ويكشف نهجًا يهدف إلى تأجيج الكراهية الدينية وإشعال الصراعات بين الشعوب".
ورأى أنّ "هذه الجريمة ليست خطوة منفردة أو تصرّفًا فرديًا معزولًا، بل إنّ مرتكبيها دمى متحركة بيد الاستكبار العالمي، الذي يسعى طغاته إلى توهين الدين الإسلامي لما يمثّله من منظومة قيمية وأخلاقية تشكّل سدًا منيعًا في وجه الانفلات الأخلاقي والإجرامي والعدواني على الشعوب".
ودعا البيان "الأمة العربية والإسلامية، شعوبًا ورؤساء ومرجعيات دينية وثقافية، وكذلك أتباع جميع الرسالات السماوية، إلى أوسع حملة إدانة لهذا الفعل الإجرامي الخبيث، وإلى اتخاذ موقف حازم وواضح يرفض أي تعرّض لحرمات ومقدسات الإسلام ولأي رسالة سماوية، لما تشكّله هذه الأعمال الشنيعة من تغذية للكراهية وإجهاض لجهود تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب".
ويأتي هذا الموقف على خلفية حادثة وقعت في 14 كانون الأول 2025، حين أقدم مرشّح الجمهوريين للسينات الأميركي Jake Lang، خلال احتجاج في مدينة Plano بولاية تكساس، على وضع نسخة من القرآن الكريم داخل فم خنزير في مشهد استفزازي.
وقد أثارت الواقعة غضب جماعات حقوق الإنسان وأوساط المجتمع المحلي، ووصفت على نطاق واسع بأنها إهانة واضحة للمقدسات الإسلامية، وسط انتقادات لغياب إجراءات رادعة، ما أعاد إلى الواجهة الجدل حول توظيف مفهوم حرية التعبير لتبرير الإساءة للمعتقدات الدينية.