بعد مصادقة نتنياهو… الخارجية الأميركية تعلّق على صفقة الغاز بين تل أبيب وواشنطن

أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الخميس، تعليقًا رسميًا على إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المصادقة رسميًا على صفقة الغاز مع مصر، والتي وصفها بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل.

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان، إن "موافقة إسرائيل على اتفاقية الغاز الطبيعي مع مصر، التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار، تمثل انتصارًا كبيرًا للأعمال التجارية الأميركية وللتعاون الإقليمي". وأضافت أن "فوائد هذه الاتفاقية لا تقتصر على تعزيز أمن الطاقة فحسب، بل تدعم أيضًا الجهود الأوسع لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار غزة".

في المقابل، أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، أن صفقة الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل، التي أعلنت إسرائيل المصادقة عليها أمس الأربعاء بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، هي صفقة تجارية بحتة أُبرمت وفق اعتبارات اقتصادية واستثمارية خالصة، ولا تنطوي على أي أبعاد أو تفاهمات سياسية.

وأوضح رشوان، في بيان رسمي، أن الاتفاق يخضع لقواعد السوق وآليات الاستثمار الدولي، بعيدًا عن أي توظيف سياسي، مشيرًا إلى أن أطرافه شركات تجارية دولية معروفة، من بينها شركة "شيفرون" الأميركية، إلى جانب شركات مصرية متخصصة في استقبال ونقل وتداول الغاز، من دون أي تدخل حكومي مباشر في إبرام التعاقدات.

وشدد رشوان على أن الصفقة تندرج ضمن مصلحة استراتيجية واضحة لمصر، تتمثل في تعزيز موقعها كمركز إقليمي وحيد لتداول الغاز في شرق المتوسط، استنادًا إلى بنيتها التحتية المتقدمة واستثماراتها الكبيرة في محطات الإسالة وشبكات النقل، بما يضمن استدامة تشغيل هذه الأصول وتعظيم العائد الاقتصادي.

وأضاف أن مصر تمتلك بنية تحتية متكاملة تتيح تنويع مصادر الغاز من مسارات وشركاء متعددين، من دون ضغوط أو قيود، ما يوفر مرونة واسعة في إدارة هذا الملف ويعزز قدرتها على اتخاذ قرارات اقتصادية منسجمة مع مصالحها الوطنية.

وحذر رشوان من الانسياق وراء حملات إعلامية معادية تسعى إلى إضفاء طابع سياسي على اتفاق تجاري، مؤكدًا أن توقيت الإعلان لا يغيّر من الطبيعة التجارية للصفقة الناتجة عن مفاوضات سابقة.

وأكد، في السياق نفسه، ثبات موقف مصر من القضية الفلسطينية، القائم على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض التهجير القسري، والتمسك بحل الدولتين، مشيرًا إلى الدور المحوري للدبلوماسية المصرية في إحباط مخططات التهجير وطرح مسار إعادة إعمار غزة، كما عكسته مخرجات قمة شرم الشيخ.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أعلن، أمس الأربعاء، المصادقة رسميًا على صفقة الغاز مع مصر، واصفًا إياها بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل، بقيمة 112 مليار شيكل، أي نحو 35 مليار دولار.

وقال نتنياهو، في كلمة له، إن الصفقة ستدخل 58 مليار شيكل، أي نحو 16 مليار دولار، إلى خزينة الدولة، موضحًا أن قرار المصادقة جاء بعد مشاورات مكثفة هدفت إلى ضمان تحقيق جميع المصالح الأمنية العليا لإسرائيل.