في تطوّر ميداني لافت على الساحة السورية، أطلقت الولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة النطاق حملت اسم "عين الصقر"، استهدفت مواقع لتنظيم داعش في وسط سوريا.
وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) أنّ طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية نفّذت ضربات متزامنة على أكثر من 70 هدفاً في مناطق متفرّقة من البادية السورية، مستخدمةً أكثر من 100 ذخيرة دقيقة، وبدعم مباشر من طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الأردني. وأوضح قائد "سنتكوم" الجنرال براد كوبر أنّ العملية تهدف إلى منع التنظيم من إعادة تنظيم صفوفه أو التخطيط لهجمات جديدة ضد القوات الأميركية وشركائها في المنطقة.
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية بأنها "رد قاس جداً"، مؤكداً عبر منصته "تروث سوشال" أنّ الضربات استهدفت "معاقل داعش" في سوريا، في إطار الوفاء بالتعهّد الأميركي بالرد على الهجمات التي تطال قواته.
وبالتوازي مع الإعلان العسكري، نشرت "سنتكوم" لقطات مصوّرة للغارات الجوية، في وقت أفاد مصدر أمني سوري بأن الضربات تركزت في البادية بريف حمص، إضافة إلى مناطق ريفية قرب دير الزور والرقة.
في المقابل، صدر أول تعليق رسمي سوري على العملية، حيث أكدت وزارة الخارجية في دمشق التزامها بمكافحة تنظيم داعش ومنع أي ملاذات آمنة له داخل الأراضي السورية. ودعت في بيانها الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي إلى دعم جهود سوريا في هذا المسار، بما يسهم في حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار.
كما قدّمت تعازيها لعائلات الضحايا من رجال الأمن السوريين والأميركيين الذين سقطوا في الهجمات الأخيرة، معتبرة أن ما جرى يسلّط الضوء على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التنظيمات المسلحة.
وكان وزير الدفاع الأميركي أعلن بدوره أن عملية "عين الصقر" انطلقت بتوجيهات مباشرة، مؤكداً أن القوات الأميركية ستواصل ملاحقة عناصر التنظيم وضرب بنيته التحتية في سوريا والعراق، ضمن استراتيجية تهدف إلى تحجيم خطره ومنعه من إعادة التموضع في المنطقة.
وفي السياق، جاء إطلاق عملية "عين الصقر" عقب هجوم نفّذه تنظيم داعش في البادية السورية منتصف كانون الأول، استهدف قوات أميركية في محيط تدمر وأدّى إلى مقتل 3 أميركيين، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوعّد برد حازم وسريع.
ويُعدّ هذا الهجوم من أخطر العمليات التي نفّذها التنظيم خلال الأشهر الأخيرة، في وقت تشهد فيه خلاياه نشاطاً متقطّعاً في البادية مستفيدة من الطبيعة الجغرافية الوعرة.
ورغم تأكيد الحكومة السورية أنها تخوض مواجهات مستمرة ضد داعش، فإن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرة محدودة على التحرك وتنفيذ هجمات خاطفة. ويُنظر إلى الضربات الأميركية الأخيرة على أنها ترجمة مباشرة لمعادلة السبب والنتيجة، عبر توجيه رسالة ردع عسكرية تهدف إلى منع التنظيم من إعادة تثبيت حضوره الميداني في سوريا.