المحلية

الوكالة الوطنية للاعلام
الأحد 21 كانون الأول 2025 - 12:49 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

الراعي من بكركي: الشرعية والقانون أساس الخلاص الوطني

الراعي من بكركي: الشرعية والقانون أساس الخلاص الوطني

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة داخل الصرح البطريركي في بكركي، لمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لاستشهاد صبحي ونديمة الفخري. وعاونه في الذبيحة الإلهية المطرانان حنا علوان وأنطوان عوكر، أمين سرّ البطريرك الأب كميليو مخايل، أمين سرّ البطريركية الأب فادي تابت، والأب جورج يرق، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات.


وشارك في القداس أمين عام الرابطة المارونية المحامي بول يوسف كنعان وعضو المجلس التنفيذي إيلي مخايل، قنصل جمهورية موريتانيا إيلي نصار، الرئيس السابق للرابطة المارونية السفير خليل كرم، عائلة الشهيدين فخري برئاسة باتريك، منسق عام وعضو الهيئة التنفيذية للمؤسسات المارونية التابعة للبطريركية المارونية أنطوان إزعور، رئيس بلدية الغابات بشارة قرقفي، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، إلى جانب حشد من الفاعليات والمؤمنين.


وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم" (متى 1:1)، تناول فيها نسب يسوع المسيح بوصفه تحقيقًا لوعود الله لإبراهيم، أب المؤمنين، والذي خرج من نسله خلاص الجنس البشري. وأشار إلى أن المسيح هو رأس البشرية الجديدة المفتداة وعلة الخلاص الوحيدة للعالم أجمع، وهو ابن داود الملك الذي وُلد من نسله، وتقوم له مملكة لا نهاية لها هي الكنيسة التي تكتمل في مجد السماء.


وأوضح أن الكنيسة تحتفل في هذا الأحد بنسبة يسوع إلى العائلة البشرية، إنسانًا خاضعًا للشريعة لكنه مخلّص العالم ومشتهى الأمم، الألف والياء ومحور التاريخ. ورحّب بالحاضرين، موجهًا تحية خاصة إلى أولاد المرحومين صبحي ونديمة فخري في الذكرى الحادية عشرة لاغتيالهما أمام منزلهما في بتدعي البقاعية، من دون سبب سوى سرقة سيارتهما هربًا من الجيش اللبناني. ولفت إلى أن القتلة معروفون، وأن أولاد الضحيتين رفضوا الأخذ بالثأر وتركوا القضية بيد القضاء اللبناني، مستذكرًا الشهيدين ومعزيًا عائلتهما.


كما وجّه الراعي تحية خاصة إلى عائلة المرحومة كلوديت جوزيف صفير، أرملة المرحوم طوني يوسف غسطين من عمشيت، التي وُدّعت قبل نحو ثلاثة أسابيع، مع ابنها وابنتيها ووالدتها وأشقائها وأنسبائها، مذكرًا إياها في الذبيحة الإلهية ومجددًا التعزية لعائلتها.


وأكد البطريرك أن نسب يسوع يبرز التدبير الإلهي، إذ دخل المسيح تاريخ البشر كابن معروف في عائلة ومجتمع، معتبرًا أن الشرعية ليست تفصيلًا ثانويًا بل جزء من سرّ الخلاص. ورأى أن نسب يسوع، الذي يضم قديسين وخطأة وملوكًا وضعفاء ونجاحات وانكسارات، يشكّل إعلانًا إنجيليًا بأن الله لا يخجل من تاريخ البشر بل يدخله ويحمله ويحوّله.


وأشار إلى أن الانتماء إلى عائلة ونسب وهوية هو نعمة، وأن الليتورجيا تذكّر بأن المسيح شاء أن ينتمي وأن يكون له اسم وتاريخ. واعتبر أن إنجيل النسب هو إنجيل الأمانة الإلهية، حيث يفي الله بوعوده عبر الأجيال، وما يبدو تأخيرًا هو في الحقيقة نضوج في التدبير، داعيًا إلى قراءة الحياة بكل تعقيداتها كجزء من تاريخ خلاص أوسع.


ورأى الراعي أن إنجيل نسب يسوع يحمل اليوم رسالة تاريخية ووطنية، مشيرًا إلى أن للبنان نسبه وذاكرته وهويته الروحية والثقافية والإنسانية، وأن إنكار النسب وتشويه الهوية يؤديان إلى ضياع الوطن. وأكد أن لا خلاص من دون شرعية، ولا شرعية من دون احترام القانون، ولا قانون حيًّا من دون عدالة ورحمة، محذرًا من أن الوطن من دون مؤسسات فاعلة وأمانة للدستور وحماية لكرامة الإنسان يبقى مهددًا في جوهره.


وأضاف أن تاريخ لبنان، على غرار نسب يسوع، ليس مثاليًا لكنه حقيقي، فيه نور وظلال ومجد وانكسار، داعيًا إلى شفاء هذا التاريخ وقراءته بصدق ومسؤولية، والعمل على إدخال الوطن في مسار خلاص جديد عبر إصلاح المؤسسات، واستعادة الثقة بين الدولة والمواطن، واحترام الدستور، وصون العيش المشترك، معتبرًا أن السلام ثمرة قرارات شجاعة تُتخذ اليوم في ضوء الذاكرة والهوية والمسؤولية.


وختم الراعي بالصلاة من أجل لبنان وقادته ليكونوا أمناء لمسؤولياتهم وخدّامًا للخير العام، ومن أجل العائلات وكل متألّم أو حزين، راجيًا أن يجد الوطن طريقه إلى سلام عادل وشامل ودائم.


وبعد انتهاء القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة