اقليمي ودولي

الميادين
الأحد 21 كانون الأول 2025 - 16:49 الميادين
الميادين

معركة غير مرئية… خرق إيراني_روسي يقلق إسرائيل!

معركة غير مرئية… خرق إيراني_روسي يقلق إسرائيل!

ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، في تقرير نُشر اليوم الأحد، أنه بعد اختراق حساب "تيليغرام" الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت ونشر محتويات منه، تلقّت جهات إسرائيلية رسالة إضافية من القراصنة خلال الساعات الماضية، ما زاد منسوب القلق داخل المؤسستين السياسية والأمنية.


وبحسب الصحيفة، زعم القراصنة أنهم نجحوا في اختراق هواتف وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي لوزراء في الحكومة الإسرائيلية، وأعضاء في الكنيست، وشخصيات سياسية، ومسؤولين حكوميين آخرين، مشيرةً إلى أن التقديرات الأولية ترجّح أنهم تمكّنوا بالفعل من التسلّل إلى تطبيقات وهواتف عدد من هذه الشخصيات.


ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد ما تصفه الأوساط الأمنية الإسرائيلية بـ"الحرب الرقمية" التي تخوضها إيران ضد إسرائيل، والتي باتت تشكّل أحد أخطر مسارات المواجهة غير المباشرة بين الطرفين، خصوصًا مع انتقال الصراع من الأبعاد العسكرية التقليدية إلى الفضاء السيبراني والتقني، حيث يصعب رسم خطوط ردع واضحة.


وفي هذا السياق، أعلن جهاز الشاباك قبل يومين أنه تمكّن من تعقّب واعتقال المواطن الروسي فيتالي زفياغينتسيف، البالغ من العمر نحو 30 عامًا، وهو عامل أجنبي في إسرائيل، للاشتباه بارتكابه مخالفات أمنية بتوجيه من جهات استخباراتية إيرانية.


وأظهر التحقيق أن زفياغينتسيف بدأ منذ تشرين الأول 2025 بالتواصل مع شخص عرّف عن نفسه باسم "رومان"، وادّعى أنه يقيم في روسيا، وتبيّن لاحقًا أنه يعمل لمصلحة الاستخبارات الإيرانية. وبحسب ما أوردته "معاريف"، نفّذ المشتبه به، تحت غطاء سياحي، سلسلة مهمات تصوير استهدفت بنى تحتية وسفنًا في موانئ مختلفة داخل إسرائيل، مقابل مبالغ مالية تلقّاها عبر وسائل رقمية.


وتُعد هذه القضية، وفق الصحيفة، القضية رقم 34 وربما 35 التي يكشفها الشاباك في سياق ما تصفه إسرائيل بمحاولات إيرانية متواصلة لاختراق العمق الإسرائيلي، وسط تقديرات بأن هناك ملفات إضافية لم يُكشف عنها بعد، ما يعكس اتساع نطاق هذا النشاط الاستخباراتي الرقمي.


وذهب تقرير "معاريف" أبعد من ذلك، معتبرًا أن إيران تبذل جهدًا واسعًا وممنهجًا في حربها ضد إسرائيل عبر الفضاء الرقمي، من خلال اختراق الهواتف المحمولة والحسابات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى محاولات تجنيد شبان وشابات إسرائيليين أو مقيمين وسياح داخل إسرائيل لتنفيذ مهمات تتراوح بين جمع المعلومات والتأثير النفسي.


ولفت التقرير إلى أن هذه العمليات، وإن لم تكن دائمًا مهمات تجسس كلاسيكية بالمعنى التقليدي، إلا أنها تمتلك قدرة عالية على إلحاق أضرار جسيمة بالأمن الإسرائيلي، سواء عبر كشف معلومات حساسة، أو زعزعة الثقة بالمؤسسات، أو بث الخوف والإحباط داخل المجتمع.


وفي تقييم لافت، رأت الصحيفة أن إيران باتت تسيطر على "الطيف الرقمي" وتستخدمه على نطاق واسع لتحقيق أهداف متعددة، تبدأ بزرع شعور عام بأن الجميع مكشوفون أمام قدرات القراصنة الإيرانيين، ولا تنتهي عند محاولة إحداث تصدّعات في ولاء المواطنين للدولة الإسرائيلية، وخفض المعنويات، وإرباك المشهد الداخلي.


وفي المقابل، وجّه التقرير انتقادات حادّة لأداء المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في هذا المجال، معتبرًا أن هناك تشتّتًا واضحًا بين الجهات المعنية بمواجهة التهديدات السيبرانية، من الشاباك، إلى هيئة السايبر الوطنية، ومجلس الأمن القومي، والجيش الإسرائيلي الذي تتوزّع فيه المسؤوليات بين وحدات متعددة، إضافة إلى وزارة الدفاع عبر أجهزة أمنية خاصة، ما يضعف القدرة على بناء ردّ موحّد وفعّال.


ورأت الصحيفة أن إسرائيل، رغم قدراتها التقنية العالية، لا تبادر إلى شن هجوم رقمي واسع ومؤثّر على إيران يوازي حجم الاختراقات التي تتعرّض لها، معتبرة أن الهجمات السيبرانية الإسرائيلية لا تبدو حتى الآن قادرة على خلق توازن ردع حقيقي. واستدلّت على ذلك بأن الأنظمة الحيوية في إيران، من الاتصالات إلى الإنترنت وأجهزة الصراف الآلي ومحطات الوقود، ما زالت تعمل بشكل طبيعي، رغم الاختراقات التي طالت شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى.


وختمت "معاريف" تقريرها بمقارنة لافتة، إذ شبّهت أداء إسرائيل في هذه الحرب الرقمية بالطريقة نفسها التي أدارت بها المواجهة قبل السابع من تشرين الأول على جبهتَي لبنان وغزة، في إشارة إلى فشل استخباراتي وتقديري قد يتكرّر، لكن هذه المرة في ساحة غير مرئية عنوانها التكنولوجيا والفضاء السيبراني.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة