أكد قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي أنّ القوات المسلحة الإيرانية ستُحبط مؤامرات خصومها، مشدّدًا على أنّ خيار المقاومة سيبقى الطريق المعتمد في مواجهتهم.
وقال موسوي، خلال مراسم تخرّج ضباط من حرس الثورة الإسلامية في جامعة الإمام الحسين في طهران، إنّ "أعداءنا خادعون، ويرون بقاءهم في قتل النساء والأطفال والأبرياء"، معتبرًا أنّ استهداف المدنيين يعكس طبيعة السياسات التي ينتهجها خصوم إيران.
وأضاف، اليوم الأحد، أنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" تعاديان الثورة الإسلامية والنظام والشعب الإيراني، كما تعاديان كلّ من يدافع عن البلاد، "أيًّا كان موقعه أو زيّه أو منصبه"، في إشارة إلى اتساع دائرة المواجهة السياسية والأمنية مع طهران.
وفي السياق نفسه، شدّد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أحمد وحيدي على أنّ إسرائيل تواجه مشكلات عميقة ومتراكمة، مؤكدًا أنّها لم تتمكّن من تحقيق أيّ من أهدافها في المواجهة مع إيران.
وقال وحيدي، في تصريحات لقناة الميادين أمس السبت، إنّ طهران تراقب جميع التطورات عن كثب وتضع مختلف القضايا تحت متابعة دقيقة، لافتًا إلى أنّ إسرائيل تحاول الظهور بصورة مغايرة للواقع، عبر شنّ حرب إعلامية ونفسية تهدف إلى إخفاء مظاهر الضعف الداخلي والتعثّر الاستراتيجي.
وأشار إلى أنّ هذه الحرب النفسية والإعلامية تُعد جزءًا من أدوات المواجهة المفتوحة مع إيران، في ظل عجز إسرائيل عن فرض وقائع ميدانية حاسمة، أو تغيير موازين القوى القائمة في المنطقة.
وتأتي هذه المواقف في ظل تصعيد سياسي وإعلامي متواصل بين طهران وتل أبيب، ومع اقتراب زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث يُتوقّع أن يتصدّر الملف الإيراني جدول المحادثات مع الإدارة الأميركية. وتندرج هذه التطورات ضمن سياق العلاقة الثلاثية المعقّدة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، ولا سيما في ظل رئاسة دونالد ترامب، التي تتسم بدعم أميركي واضح لإسرائيل، مقابل ضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية متصاعدة على إيران.
وفي هذا الإطار، تشهد المواجهة بين طهران وتل أبيب انتقالًا متزايدًا إلى ساحات غير تقليدية، أبرزها الحرب الإعلامية والنفسية، حيث يسعى كل طرف إلى التأثير في الرأي العام، وإظهار خصمه بموقع الضعف والارتباك.
ومع استمرار التهديدات المتبادلة، يبقى هذا الصراع مفتوحًا على احتمالات متعددة، تتراوح بين التصعيد الكلامي والضغط غير المباشر، في ظل حرص الأطراف المعنية على تفادي مواجهة عسكرية شاملة، من دون التراجع عن سياسات الردع المتبادلة.