لا يأخذ الخبير العسكري العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، التهديدات الإسرائيلية، ولا سيما ما قاله وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بعين الاعتبار، فالإسرائيلي يهدد يومياً لبنان وإيران، والترويج، برأيه، للرواية الإسرائيلية يُعدّ كارثة، وذلك لا يعني أن الحرب لن تقع، ولكن لا يجب أن نروّج لكل ما يقوله إسرائيلي ونبدأ بالتهويل بأن الحرب على الأبواب.
ولا يرى أجواء حرب في الوقت الحالي، ولا يعتقد أن حرباً ما ستقع قبل شهر شباط من العام المقبل، فالحرب، برأيه، تسبقها أجواء، فلا حرب تُخاض بالفطرة، بل تحتاج إلى عمل إعلامي مكثّف ونقل لوجستي.
وتوقف عند كلام سموتريتش عن موضوع الحسم قبل الانتخابات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات هي في حزيران المقبل، ما يؤشر إلى أن هناك ستة أشهر على الموعد الذي حدّده، فلماذا يبدأ الترويج للحرب في لبنان بما يؤثر على الوضع الداخلي؟ منتقداً دخول اللبنانيين في اللعبة الإسرائيلية ومساعدتهم العدو في تخريب الوضع الداخلي اللبناني عبر إشاعة أجواء الحرب، داعياً الإعلام إلى أن يكون أكثر وعياً في الترويج للروايات الإسرائيلية.
أما عن احتمال نجاح المفاوضات في كبح جماح إسرائيل باتجاه الحرب، فلا يتوقع أن تنجح، ولكن من الأفضل انتظار ما ستحمله جولة المفاوضات المقبلة وبأي اتجاه ستذهب، إلا أنه، برأيه، لن يتحقق الهدف من التفاوض.
وحول زيادة نسبة التمثيل الإسرائيلي في "الميكانيزم"، يوضح أن الزيادة لدى الإسرائيلي نابعة من حرصه الدائم على أن يضم الوفد المفاوض عدداً كبيراً من الخبراء في مختلف الشؤون، حتى في علم النفس أو التاريخ، من أجل أن تكون صورة الوفد مكتملة، في محاولة للرد على أي موضوع يُطرح، حيث تكون إجاباتهم جاهزة.
وينتقد بشدة كلام رئيس الحكومة نواف سلام حول الانتقال إلى المرحلة الثانية بما يخص موضوع السلاح، ويقول: "لينتهِ أولاً من المرحلة الأولى، بمعنى أن يتحقق من الانسحاب الإسرائيلي كما نصّ وقف إطلاق النار، وأن يُعاد الأسرى، وتتوقف الاعتداءات اليومية"، رافضاً فكرة المزايدة اللبنانية على الإسرائيلي واستباقه بالمطالب، فقبل أن يُطلب نزع السلاح من شمال الليطاني، يجب أن تنسحب إسرائيل من النقاط المحتلة، لأن العكس يعني أن لبنان يرمي أوراقه من دون مقابل.
ويصف موقف سلام بالمساير للأميركي، معتبراً أنه يحاول استباق مطالبه والاستجابة لها، ويقول: "ليس بهذه الصورة يكون الحكم، فالحكم يبدأ من منطلق وطني قبل الخارجي، لا سيما أن المشكلة اليوم تكمن في احتلال أراضٍ لبنانية واستمرار الاعتداءات"، مطالباً إياه بحل هذه المشكلة قبل الحديث عن السلاح وغيره، والكف عن تقديم أوراق للأميركي باكراً.
الـــمــــزيــــــــــد
