أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الثلاثاء، عن تفكيك شبكة لتجارة المخدرات في العاصمة دمشق، وضبط 6 من أفرادها، بينهم العقل المدبر للشبكة.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الداخلية عبر منصة "إكس" أن فرع مكافحة المخدرات في محافظة دمشق نفّذ عملية أمنية أسفرت عن تفكيك شبكة تنشط في تجارة وترويج المواد المخدرة داخل المدينة، وإلقاء القبض على متزعمها و5 من أفرادها.
وأضاف البيان أن العملية جاءت استنادًا إلى إجراءات الرصد والمتابعة، واستكمالًا لعمليات جمع المعلومات وتحليلها من قبل الفرق الأمنية المختصة، حيث نُفّذ كمين أمني محكم أدى إلى توقيف أفراد الشبكة، وضبط نحو 162 ألف حبة كبتاغون كانت بحوزتهم.
وبحسب البيان، صودرت المضبوطات أصولًا، وأُحيل الموقوفون إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
ويُذكر أن مادة الكبتاغون شكّلت خلال سنوات الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011 أحد أبرز مصادر الدخل غير الشرعي، إذ تحولت البلاد تدريجيًا إلى مركز إقليمي لإنتاج هذه المادة وتصديرها، في ظل اتهامات واسعة للنظام السابق باستخدام تجارة المخدرات كأداة تمويل بديلة في مواجهة العقوبات الدولية والعزلة السياسية.
ومع تفكك مؤسسات الدولة آنذاك، وانتشار الفوضى الأمنية، نشأت شبكات منظمة عابرة للحدود، ربطت الداخل السوري بأسواق إقليمية، ما أدى إلى تداعيات خطيرة على المجتمع السوري والدول المجاورة، سواء على مستوى تفشي الإدمان أو تصاعد الجريمة المنظمة.
ومنذ سقوط النظام السوري، أعلنت السلطات الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ضبط ملايين أقراص الكبتاغون في عمليات متفرقة، في إطار مسعى لإعادة ضبط الأمن ومكافحة الاقتصاد غير الشرعي الذي خلّفه إرث الحرب.
وعلى الرغم من تراجع وتيرة التهريب مقارنة بالسنوات السابقة، تؤكد السلطات أن الشبكات لم تُستأصل بالكامل، وأن المعركة ضد تجارة المخدرات ما زالت طويلة، في ظل الحاجة إلى إعادة بناء الأجهزة الأمنية والقضائية، واستعادة الثقة الداخلية والخارجية، ومنع استخدام سوريا مجددًا كمنصة لتصنيع وتصدير المخدرات في المنطقة.
الـــمــــزيــــــــــد
