اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 23 كانون الأول 2025 - 15:18 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

الدروز في واجهة التدخل… تحقيق يكشف استراتيجية إسرائيل لإرباك سوريا الجديدة!

الدروز في واجهة التدخل… تحقيق يكشف استراتيجية إسرائيل لإرباك سوريا الجديدة!

بدأت مروحيات إسرائيلية بالوصول إلى جنوب سوريا في 17 كانون الأول 2024، بعد 9 أيام على سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وفق تحقيق موسّع نشرته صحيفة "واشنطن بوست".


وأفاد التحقيق بأن الشحنات التي أُلقيت جوًّا بشكل سرّي شملت منصّات للمساعدات الإنسانية، إضافة إلى نحو 500 بندقية وذخائر ودروع واقية، بهدف تسليح ميليشيا درزية تُعرف باسم "المجلس العسكري"، بحسب ما أكده مسؤولون إسرائيليون سابقون شاركوا مباشرة في العملية.


وبيّنت الصحيفة أن إسرائيل سعت من خلال هذه الخطوة إلى التأثير في مسار التطورات داخل سوريا عبر دعم "ميليشيات درزية حليفة"، في إطار مساعٍ لإضعاف التماسك الوطني السوري، ما من شأنه تعقيد جهود الرئيس أحمد الشرع الهادفة إلى توحيد البلاد بعد حرب أهلية طويلة.


ولفت التحقيق إلى أن الإمدادات الإسرائيلية السرّية تندرج ضمن جهد طويل الأمد لدعم الدروز، وهم أقلية دينية لعبت تقليديًا أدوارًا سياسية في عدد من دول الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا الدعم لا يزال مستمرًا حتى اليوم، وفق مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين.


وبلغ تدفّق الأسلحة ذروته عقب اشتباكات وقعت بين مقاتلين دروز سوريين ومسلحين متحالفين مع الشرع، قبل أن يتراجع في شهر آب مع انتقال إسرائيل إلى مسار التفاوض مع الشرع. ومع ذلك، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات إسقاط جوي لمعدات عسكرية غير فتاكة، مثل الدروع الواقية والإمدادات الطبية، لمقاتلين دروز سوريين، ما يُقوّض عمليًا قدرة الشرع على تركيز السلطة، بحسب قادة دروز في سوريا ومسؤول إسرائيلي سابق.


كما يقدّم إسرائيليون رواتب شهرية تتراوح بين 100 و200 دولار لنحو 3 آلاف مقاتل درزي، وفق ما أفاد به مسؤولون درزيون.


وتحدّثت "واشنطن بوست" مع أكثر من 20 مسؤولًا إسرائيليًا وغربيًا حاليًا وسابقًا، إلى جانب مستشارين حكوميين وقادة دروز وزعماء سياسيين في سوريا وإسرائيل ولبنان، حيث اشترط العديد منهم عدم الكشف عن هوياتهم، لكشف تفاصيل الدعم الإسرائيلي للدروز السوريين، والذي تضمّن أشكالًا من التعاون السرّي لم يُعلن عنها سابقًا.


وأوضح التحقيق أن الاستراتيجية الإسرائيلية الشاملة منذ سقوط الأسد تقوم على ضمان عدم ظهور نظام قادر على تهديد إسرائيل على حدودها الشمالية الشرقية، في وقت يعتقد فيه مسؤولون إسرائيليون أن واشنطن "ساذجة" في قبول تأكيدات الشرع بأنه تخلّى عن أفكاره المتطرفة.


وتعود العلاقات الإسرائيلية مع الدروز إلى عقود طويلة، إذ شغلوا مناصب بارزة داخل إسرائيل، بما في ذلك مواقع رفيعة في الجيش والحكومة، ما جعلهم حلفاء طبيعيين في سوريا بنظر كثيرين داخل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية.


ويعكس هذا الدعم عدم الثقة الإسرائيلية بالشرع، إضافة إلى تاريخ إسرائيل الطويل في التدخل الهادئ داخل دول مجاورة أنهكتها الحروب الأهلية.


وذكرت الصحيفة أن رفض إسرائيل السماح للشرع بتوحيد البلاد، بما في ذلك استمرار دعمها للدروز، شكّل مصدر توتر بين القدس ودمشق، وكذلك بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي جعلت دعم الشرع ركيزة أساسية في السياسة الإقليمية الأميركية.


ويعوّل عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية والكونغرس على الشرع لإعادة الاستقرار إلى سوريا، بما قد يخفّف التوترات الإقليمية، ويفتح الطريق أمام عودة ملايين اللاجئين، ويساعد على تقليص النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.


في المقابل، يؤكد مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل، رغم عدم ثقتها بالشرع، أبدت براغماتية عبر تقليص دعمها للدروز، وخفض الضغط العسكري، ومنح المفاوضات فرصة خلال الأشهر الماضية.


ونقل التحقيق عن مسؤول إسرائيلي قوله: "قدّمنا المساعدة عندما كانت ضرورية للغاية، ونحن ملتزمون بأمن الأقليات، لكن هذا لا يعني أننا سنرسل قوات خاصة للتمركز بجوار الدروز أو ندخل في تنظيم ميليشيات".


وأشار المسؤول إلى إدراك متزايد داخل إسرائيل بأن ليس جميع الدروز يلتفون حول الزعيم الروحي الدرزي الشيخ حكمت الهجري، الذي يقود دعوات للانفصال عن دمشق بدعم إسرائيلي.


وردًا على طلب تعليق رسمي، قال مسؤول حكومي إسرائيلي: "بعد هجمات 7 تشرين الأول، إسرائيل مصمّمة على الدفاع عن مجتمعاتها على الحدود، بما في ذلك الحدود الشمالية، ومنع ترسّخ الأعمال العدائية، وحماية حلفائنا الدروز، وضمان أمن دولة إسرائيل من أي هجمات برية أو غيرها"، فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق.


ويرى بعض المحللين الإسرائيليين والأميركيين أن الاستخدام المكثّف للقوة العسكرية الإسرائيلية في سوريا، إلى جانب الجهود السرّية لتعزيز الانفصال الدرزي، أفضى إلى نتائج عكسية وأضرّ بالعلاقات، في مرحلة بدا فيها الشرع منفتحًا على تهدئة دبلوماسية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة