اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 24 كانون الأول 2025 - 07:54 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

إيلي فلدشتاين يهزّ المشهد الإسرائيلي

إيلي فلدشتاين يهزّ المشهد الإسرائيلي

أثار الجزء الثاني من المقابلة التلفزيونية التي أجراها إيلي فلدشتاين، المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عاصفة سياسية وإعلامية في إسرائيل، بعد اتهاماته المباشرة لنتنياهو ولمستشاره المقرّب يوناتان أوريخ بالعلم الكامل بتسريب وثيقة سرّية إلى صحيفة "بيلد" الألمانية، في واحدة من أكثر القضايا حساسية المرتبطة بالأمن والتلاعب الإعلامي داخل إسرائيل.


المقابلة، التي بثّتها قناة "كان 11" الإسرائيلية، جاءت في سياق التحقيقات الجارية بحق فلدشتاين في ما يُعرف بفضيحة الوثائق السرّية، والمتداخلة مع ما بات يُسمّى إعلاميًا بـ"قطرغيت"، وهي قضية تتعلّق بشبهات ترويج رسائل تخدم المصالح القطرية داخل إسرائيل. وفي هذا الإطار، قال فلدشتاين بوضوح إن نتنياهو لم يكن فقط على علم بالوثيقة المصنّفة سرّية، بل كان، بحسب تعبيره، الجهة التي وقفت فعليًا خلف قرار تسريبها إلى الصحيفة الألمانية، معتبرًا أن الرواية الرسمية التي ادّعت أن رئيس الحكومة اطّلع على الوثيقة لأول مرة عبر وسائل الإعلام هي "كذبة كاملة".


وعندما سُئل بشكل مباشر عمّا إذا كان نتنياهو على دراية بكل تفاصيل التسريب، أجاب: "كان يعرف كل شيء"، موضحًا أن إخراج وثيقة بهذا المستوى من الحساسية لا يمكن أن يتم من دون علم وموافقة أعلى المستويات السياسية. وفي السياق نفسه، كشف فلدشتاين أن المستشار الإعلامي يوناتان أوريخ كان شريكًا كاملًا في العملية، وعلى اطلاع بكل تفاصيلها، من مصدر الوثيقة، إلى سبب منع نشرها داخل إسرائيل، وصولًا إلى اختيار الجهة الإعلامية الأجنبية التي تولّت نشرها.


وأشار فلدشتاين إلى أن العلاقة بينه وبين أوريخ، إلى جانب المستشار شروليك أينهورن، كانت قائمة على تنسيق وثيق، لافتًا إلى أنهم عملوا كفريق واحد ضمن دائرة مغلقة، وأن الهدف من نشر الوثيقة في الخارج كان تجاوز الرقابة العسكرية الإسرائيلية، معتبرًا أن هذه الممارسة ليست جديدة، وأن اللجوء إلى الإعلام الأجنبي عند منع النشر داخليًا هو أمر متّبع منذ سنوات.


وأضاف أن نتنياهو، بعد نشر الوثيقة في "بيلد"، أجرى اتصالًا هاتفيًا معه ومع أوريخ، شكر فيه على النشر، ثم ناقشوا كيفية الرد على استفسار من قناة "N12" حول ما إذا كان رئيس الحكومة قد اطّلع على الوثيقة. ولفت إلى أنه هو من صاغ الرد الإعلامي خلف الكواليس، واتُّفق على أن يُقال إن نتنياهو لم يتلقَّ الوثيقة من الجيش، في ما وصفه بهندسة رواية إعلامية مضلِّلة.


وفي ما يتعلّق بقضية "قطرغيت"، قال فلدشتاين إنه استُخدم من دون علمه لخدمة مصالح لا يعرفها، موضحًا أنه فشل في اجتياز التصنيف الأمني في نيسان 2024، لكنه استمر بالعمل في مكتب نتنياهو بناءً على طلب أوريخ، من دون أن يتقاضى أجرًا مباشرًا. وأشار إلى أن راتبه دُفع عبر وسيط، قبل أن يتبيّن لاحقًا أن مصدر الأموال هو اللوبي الأميركي جاي فوتليك، الذي يعمل لصالح قطر، مؤكدًا أنه لم يلتقِ أي مسؤول قطري ولم يتواصل مع أي جهة قطرية، لكنه بات مقتنعًا بأن رسائل إعلامية جرى تمريرها عبره كانت تخدم مصالح الدوحة.


في المقابل، ردّ يوناتان أوريخ بسلسلة تغريدات ساخرة على منصة "X"، نفى فيها الاتهامات وهاجم وسائل الإعلام، معتبرًا أن قضية "قطرغيت" محاولة لصرف الأنظار عن ملفات أخرى، إلا أن هذا الرد، بطابعه الساخر، زاد من حدّة الجدل بدل احتوائه.


وتأتي هذه التطورات وسط توصيفات إسرائيلية للمقابلة على أنها بمثابة "زلزال سياسي"، ليس فقط بسبب مضمونها، بل لأن مصدرها شخص كان في قلب مكتب رئيس الحكومة. كما طُرحت تساؤلات جدية حول دور رئيس ديوان نتنياهو، تساحي برافرمان، على خلفية اتهامات بتدخّل محتمل في مجريات التحقيق، وهي اتهامات لم يُفتح تحقيق رسمي بشأنها حتى الآن.


ورغم أن نتنياهو لم يُستدعَ للتحقيق ولم يُشتبه به رسميًا حتى هذه المرحلة، فإن إفادات فلدشتاين أعادت فتح ملف العلاقة المعقّدة بين السياسة والأمن والإعلام في إسرائيل، وطرحت علامات استفهام واسعة حول طريقة إدارة الملفات الحساسة في مكتب رئيس الحكومة، في واحدة من أكثر الفترات توترًا وحساسية في المشهد الإسرائيلي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة