في هذا الإطار، يؤكد العميد الركن المتقاعد جورج نادر، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "إسرائيل عندما تعلن استهداف عسكري يتعاون مع حزب الله، فإن ذلك بحد ذاته يشكّل تصعيدًا واضحًا، ومحاولة لتكريس مؤشّر جديد في العلاقة بين الدولة اللبنانية والحزب، وكأن الدولة باتت متماهية مع الحزب أو تغطّي تحركاته".
ويشير نادر إلى أن "إسرائيل لا تميّز بين الدولة وحزب الله، بل تتعامل معهما كجسم واحد، وتعتبر أي موقع أو طرف هدفًا مشروعًا متى رأت فيه مصلحة عسكرية، دون أي تردّد، الإعلان عن هذه السياسة واضح، وهي تمضي بها علنًا".
ويضيف: "نحن اليوم أمام واقع صعب، سواء قبلناه أم لا، هذه مجرد قراءة للوقائع، فالمرحلة دقيقة، والتطورات الميدانية والسياسية تشير إلى تصعيد قائم، ما نتوقعه بصراحة هو أننا مقبلون على مرحلة حرجة وخطيرة، وهناك تاريخان يحددان المرحلة المقبلة، تاريخ عرض ما أنجزه الجيش اللبناني في جنوب الليطاني على مجلس الوزراء، وتاريخ اجتماع ترامب ونتنياهو لمعرفة ما ينتظرنا".
ويتوقع نادر الأسوأ، موضحًا أن "إسرائيل تتصرّف كما تريد، وغير مستعدة لتقديم أي تنازلات حقيقية، وهذا بالضبط ما كنا نخشاه، الحل الإسرائيلي مصيبة وليس حلًا، فهو يقوم على فرض وقائع على الأرض، خصوصًا في جنوب لبنان، بما في ذلك تهجير الأهالي ومنع عودتهم، وإنشاء منطقة عازلة، وهو أمر لا يمكن للبنان تحمّله".
ويتابع نادر: "لذلك، نتمنى على الدولة اللبنانية أن تقنع حزب الله بأن دوره الإقليمي قد انتهى، وأن الذرائع السابقة لم تعد قائمة، وأن تسليم السلاح هو المخرج الوحيد، فالمؤشرات الحالية تدل على أن الاحتمال الأكبر هو التوجه نحو مزيد من التصعيد، وربما مواجهة أوسع بعد العيد".