أعاد تصريح لمسؤول إسرائيلي سابق في جهاز الموساد فتح واحدة من أكثر القضايا غموضًا في تاريخ الصراع بين إسرائيل ولبنان، وذلك على خلفية تقارير تحدثت عن عملية خطف حديثة في لبنان مرتبطة بملف اختفاء الملاح الإسرائيلي رون أراد.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” قد نقلت عن مصدر قضائي لبناني رفيع أن التحقيق في اختفاء الضابط اللبناني أحمد شكر يشير إلى أنه خُطف من قبل إسرائيل ضمن ما وُصف بـ“كمين استخباراتي”، على خلفية الاشتباه بصلته بملف رون أراد، الذي فُقد أثره في جنوب لبنان عام 1986.
وفي تعليق على هذه التطورات، قال رامي إيغرا، الرئيس السابق لوحدة الأسرى والمفقودين في الموساد، إن القضية تعيد إلى الواجهة سؤالًا مركزيًا لم يُحسم منذ عقود، يتمثل في مصير رون أراد الحقيقي. وأوضح إيغرا أن هناك احتمالين أساسيين لا يزالان مطروحين: الأول أن يكون أراد قد نجح في الفرار من الأسر في مرحلة ما، قبل أن يلقى حتفه خلال محاولة الهروب أو بعدها، والثاني أن يكون قد قُتل على يد سكان بلدة النبي شيت، ومن بينهم أفراد من عائلة شكر، مع طمر جثمانه في المنطقة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشير فيه مصادر قريبة من عائلة شكر إلى أن أحمد شكر هو شقيق حسن شكر، الذي قُتل مع ثمانية آخرين في معركة ميدون في البقاع الغربي عام 1988، خلال اشتباكات بين مقاتلي “المقاومة الإسلامية” وقوات إسرائيلية.
وفي السياق نفسه، قال مصدر قضائي لبناني يشرف على التحقيقات الأولية إن الأجهزة المختصة لم تعثر حتى الآن على أي أدلة مادية أو تقنية تثبت وجود أحمد شكر داخل الأراضي اللبنانية، ما يعزز فرضية تعرضه للتخدير والخطف إلى إسرائيل، سواء عبر عملية جوية معقدة أو عبر البحر، في سيناريو مشابه لعملية خطف قائد بحري لبناني من شاطئ البترون شمال لبنان في تشرين الثاني من العام الماضي.
وتسلّط هذه التطورات الضوء مجددًا على ملف رون أراد، الذي ما زال يشكل جرحًا مفتوحًا في الذاكرة الإسرائيلية، وعلى البعد الاستخباراتي العميق الذي لا يزال يحيط بالقضية بعد ما يقارب أربعة عقود على اختفائه.