أكدت إيران تمسّكها بحقها الأصيل وغير القابل للتصرّف في الدفاع المشروع عن النفس، مشدّدة على أنّها ستردّ بحزم وبشكل متناسب في حال تعرّضت سيادتها أو أراضيها أو شعبها أو مصالحها الوطنية لأي هجوم أو عمل عدواني.
وأفادت وكالة "تسنيم" أنّ سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أميرسعيد إيرواني وجّه رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وإلى رئيس مجلس الأمن سامويل زيبوغار، على خلفية تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدّد فيها بدعم مهاجمة إيران في حال استمرار برنامجها الصاروخي أو النووي.
وأوضح إيرواني في رسالته أنّ هذه التهديدات تشكّل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، ولا سيّما المادة الثانية الفقرة الرابعة، التي تحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدول.
وأشار إلى أنّ “سجلّ العدوان المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران خلال الفترة من 13 إلى 24 حزيران 2025 يعزّز خطورة هذه التصريحات”، معتبرًا أنّها ليست مجرّد خطاب سياسي، بل تهديد صريح يعكس نية عدوانية مستمرّة.
ولفت السفير الإيراني إلى “اعتراف الرئيس الأميركي في 6 تشرين الثاني 2025 بالمسؤولية والمشاركة المباشرة في عدوان حزيران 2025”، الذي قال إنّه شمل هجمات على مدنيين وبنى تحتية ومنشآت نووية سلمية خاضعة لضمانات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مؤكدًا أنّ هذا الاعتراف يستوجب مساءلة جنائية دولية للمسؤولين الأميركيين المتورّطين، بما في ذلك جريمة العدوان.
وانتقد إيرواني ما وصفه بـ“ازدواجية المعايير الأميركية”، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة دولة نووية ووصية على معاهدة عدم الانتشار، رغم سجلّها في مهاجمة منشآت نووية سلمية ودعمها غير المشروط لإسرائيل، التي وصفها بالحائز الوحيد للأسلحة النووية في غرب آسيا، معتبرًا أنّ ذلك يشكّل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي ويقوّض نظام عدم الانتشار العالمي.
كما حمّل مجلس الأمن مسؤولية التقاعس عن مواجهة هذه التهديدات، معتبرًا أنّ ذلك أسهم في ترسيخ الإفلات من العقاب وتشجيع السلوك غير القانوني الأميركي والإسرائيلي. وطالب المجلس بإدانة صريحة للتهديد باستخدام القوة ضد إيران، وإلزام الولايات المتحدة بالوفاء بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، والتحرّك الحازم لمنع مزيد من التصعيد من دون ازدواجية في المعايير.
وختم إيرواني رسالته بالتأكيد أنّ تجاهل هذه الانتهاكات سيقوّض مصداقية مجلس الأمن ويضرّ بالنظام القانوني الدولي، مجدّدًا إدانة إيران لهذه التهديدات، ومشدّدًا على حقّها المشروع في الدفاع عن النفس وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والاستعداد لاستخدام هذا الحق بحزم وتناسب في مواجهة أي اعتداء مستقبلي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، يوم الاثنين، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه بنيامين نتنياهو، أنّه سيدعم ضربات جديدة ضد إيران إذا واصلت طهران تطوير برامجها الصاروخية والنووية. وفي المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزكشيان في وقت سابق من يوم الثلاثاء إنّ ردّ طهران على أي عدوان سيكون صارمًا.
ويُذكر أنّ إسرائيل كانت قد قصفت منشآت نووية إيرانية في حزيران بعد اتهامها بإدارة برنامج عسكري سرّي، وهي اتهامات نفتها إيران، قبل أن يتبادل الطرفان الضربات على مدى 12 يومًا، مع مشاركة الولايات المتحدة مرّة واحدة في الهجوم على مواقع نووية إيرانية. وأكدت إيران عزمها إعادة بناء المنشآت المتضرّرة ومواصلة تطوير صناعتها النووية، بما في ذلك بناء محطات طاقة نووية جديدة، مع إبداء استعدادها لتنفيذ إجراءات بناء الثقة.
اقترح عناوين جذابة ومشوقة