Beirut
16°
|
Homepage
"لائحة سوداء" في المستقبل
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 09 كانون الأول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

يأخذ الرئيس سعد الحريري وفريقهُ بهدوء قضايا إعادة ترتيب البيت الداخلي للـ"مستقبل"، والذي أظهرَ تصدعاتٍ واضحة خلال الشهر المنصرم، اتضحَ خلالها أنَّ "التيّار" لم يرتقِ بعد إلى مستوى التنظيم بل لا زال تيّاراً يجتمع أعضائهُ على المصلَحة.

هناك أسباب عدّة لتوقّف "التيّار" عند حدود التطوّر، منها ما هو شخصي مُرتبط بزعامات لديها من النفوذ السياسي أكثر مِما يمتلك الحريري وفريقه مجتمعين، ومنها ما هو سياسي عقائدي، إذ لا يتمتّع "التيّار" بعقيدة سياسيّة واضحة، وهو ما نغّصَ عليه ولادته الّتي اُريدَ لها أنّ تكون على "الطراز الحديث" فاصطدم بجدار التقليديّة اللبنانيّة الّتي طبعته بالكثير منها، فجعلت منه تياراً لا يَستقيم على خُطى الاحزاب الحديثة.


وتأسيساً على الاسباب مجتمعة، نمت بين جُدران "التيّار" أجنحة ما لبثت أنّ بدأت بالتصارع فور سلوك "الحريري" مساراً تغييريّاً تطويريّاً لهندسة خطّه السياسي.

وبصرف النظر عن الآليات التي اعتُمدت، فإنَّ مُعارضة توجّهات سياسيّة أو التنافس بين جناح وأكثر داخل "التيّار" الواحد لا يعني أبداً أنّ يُقدم أحد على الحفر أسفل رئيسه في الداخل ثم طعنه في الظهر أثناءَ وجوده في الخارج! وهذا لا يمكن تسميته إلّا "تآمراً".

من هنا إتضحَ أنَّ في "التيّار" "أزمةً بنيويّةً" ومعالجتها يجب أنّ تتمّ برويّة وهدوء، لذا اوجَبت الضرورات إجراء "هندسة شاملة" تحوّل الحالة "الحريريّة" من "تيّار" يجذُب على اُسس غير ثابته، إلى حزب منظّم يمتلك عقيدة ثابتة.

الازمة التي مرَّ بها الرئيس الحريري كشفت عن وجود "الازمة الكيانية" ما فتحَ المجال أمامَ بعض أركان الدائرة الداخليّة – القريبة، إلى التسريع بمشاريع التطوير ومُباشرة الاعداد لـ"ورشة تغييريّة شاملة" ترتكز على مبدأ تحويل "التيّار" وتطويره.

الرئيس الحريري، وفق أوساط مُتابعة، يُريدها خطوات تغييريّة نحو الافضل غير نابعة من خلفيات انتقاميّة مردودة على مفاعيل ما حصلَ بعد تاريخ 4 تشرين الثاني، لذا يرفض أنّ تحصل عمليات اقصاء من "التيّار" استناداً على عوامل ثأر أو ما شابه.

لذا أحالَ تطبيق "مفهوم الغربَلة" الذي صرّح به بُعيد تحريره من باريس، إلى الدائرة الضيّقة مع لفت نظرها إلى عدم ارساء أجواء انتقاميّة أبداً تاركاً لنفسه هامش تقديم الملاحظات الضروريّة.

وعليه، بات للدائرة تصوراً واضحاً عن "الغربلة" المُراد تنفيذُها، التي ووفق معلومات "ليبانون ديبايت"، لن تؤولَ لصالح الاطاحة بشخصيات خارج "الجدران الزرقاء" بلّ ستقوم على "شفشفت وقصقصت أجنحة" مِمّا سينتُج عنه تقليصاً في الأدوار.

ولكي لا تؤثّر التغييرات على المحيط، من المتوقّع أنّ تُتَخذ اجراءات تحسبيّة – حمائيّة، تقوم على سياسة العزل دون الاخراج، ما سيرتب تخفيفاً من التأثيرات على المحيط.

وتقول الرّواية، أنَّ أحد المسؤولين الزُرق أسرَّ بـ"فكرة الاصلاحات" لمرجعيّة دينيّة بتكليفٍ من جهة رسميّة داخل "التيّار"، بغية نيل بركة التغطية، سارداً الاسباب الكامنة خلف ذلك.
وفيما لم يسرّب أي إنطباع معاكس خرجت به المرجعية، يبدو راسخاً أنّها وبأقل تقدير، وافقت "الدائرة الحريريّة" على خطواتها، مع تفضيل أنّ تجري الامور بهدوء بعيداً عن أيّة "شوشرة" أو حساسيّات.

وعلم "ليبانون ديبايت" أنّه لن يكون هناك الآن عمليات إبعاد على النحو الذي سُرّبَ في الاعلام، بل "لجم مرحلي" يُبعد شخصيات عن واجهة الاحداث السياسية لمصلحة آخرين ثبّتوا أنفسهم ضمن دائرة الثقة.

وثمة رواية تتحدث عن أسماء بعينها سيجري استهدافها في عملية "التنظيف والترويض" داخل "المستقبل" ظهر لها وجود ضمن ما يصطلح تسميته بـ"لائحة سوداء" مؤلفة من اسماء جرى تداولها سابقاً وأخرى بقيت قيد الكتمان لدى الدائرة الضيّقة، المعلومات تشير إلى أنَّ جزءً منهم من أعضاء نشطون في ما يسمى "مجموعة العشرين" يتّهمون بـ"تسريب محاضر جلسات مع الرئيس الحريري الى بعض الطباخين بشكل مباشر أو عبر وسطاء".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 10 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 12 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر