"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

عادت الأوراق لتُخلط من جديد في البقاع الغربي، مع إعلان رئيس لجنة الإدارة والعدل النّائب روبير غانم عزوفه عن الترشّح لانتخابات 2018، وانسحاب مُرشّحة التيار الوطنيّ الحرّ عن المقعد الماروني الإعلاميّة رندلى جبّور تماشياً مع قرار رئيس التيّار وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل. في حين يُواجه النّائب السّابق لرئيس مجلس النواب الاستاذ إيلي الفرزلي سيناريو "إقصائي" بقيادة تيّار المُستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، بحسب أوساط سياسيّة بقاعيّة.

الأوساط لفتت الى أنّ "المعركة الانتخابيّة في البقاع الغربي ــ راشيّا، قد تكون شبيهة بتلك التي اندلعت عام 2009، بعدما بات التيار الوطنيّ الحرّ أقرب الى التحالف مع قوى الثامن من آذار، واعلان الانفصال عن تيّار المستقبل في هذه الدائرة التي من شأنها أن تُشكّل استثناء عن باقي الدوائر، التي سيعقد التيّارين فيها قرانهما الانتخابيّ".

وأشارت الى أنّ "السبب الأساسيّ الذي قد يدفع التيّار العوني الى خرق الاتفاق الشّامل الذي يُحكى عنه، هو الفيتو الذي وضعه تيّار المستقبل ورئيس اللّقاء الديمقراطيّ النّائب وليد جنبلاط على دولة الرئيس ايلي الفرزلي، اذ إنّ الوطنيّ الحرّ لن يتخلّى عن مُرشّحه الأكثر تمثيلاً وشعبيّة وحضوراً وصاحب الخبرة والباع الطويل في السياسة والتشريع والشأنين العامّ والمحليّ، بالإضافة الى الحيثيّة التي يتمتّع بها على صعيد البقاع الغربيّ".

ورأت الأوساط أنّ "الوطنيّ الحرّ لم يحسم خياراته بعد، وعزوف جبّور عن الترشّح، هو دليل على حالة الضياع التي يعيشها التيّار، وإدراكه التامّ أنّ لهذه الدائرة بالذات حساباتها الخاصّة، المُعقّدة والمُختلفة، ما يُبرّر التحالف على القطعة تبعاً لما تتمتّع به من تنوّع سياسيّ، وطائفيّ، وعائليّ على صعيد البيوتات السياسيّة والشخصيّات الفاعلة والاحزاب".

من جهته، أكّد الفرزلي لـ"ليبانون ديبايت" أنّه "مُتموضع في مُربّع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والتيّار الوطنيّ الحرّ، ولا يتابع تفاصيل المفاوضات والمباحثات. ومن الطبيعي أنّ يُصار الى اخراج القصص الانتخابية لأهداف عدّة، خصوصاً إذا كان هناك من يعتبر نفسه مُتضرّراً من الاتيان به"، مُشدّداً على أنّه يتحالف مع الفريق الذي يراه مُناسباً، ولا مشكلة لديه مع أيّ طرف.

الفرزلي الذي يتمتّع بحيثيّة كبيرة قادر على ترجمتها في ايّة لائحة ينضمّ اليها والذي منح للبقاع الغربي خصوصيّته لا سيّما الاداريّة منها، اعتبر أنّ "القانون الانتخابي الجديد من شأنه أن يوزّع المقاعد السّتة بشكل 3 ــ 3 بين المتنافسين، على أمل أن تكون الاحتمالات واردة ومفتوحة لمصلحة لبنان فقط"، مُشيراً الى أنّ "التأخّر في اعلان التحالفات هو أمرٌ طبيعيٌّ جدّاً، فنحن اليوم نعيش مرحلة الترشيح المُنفرد، في ظلّ حصول عمليّة مُعاينة لتوجّهات الرأي العامّ، لتأتي بعدها مرحلة اللّوائح وما الى هنالك".

أوساط قياديّة - بقاعيّة في "المُستقبل"، قالت "المُشكلة ليست شخصيّة مع الفرزلي، وغير مُرتبطة بالأسماء على الرغم من أنّ شارع التيّار الأزرق سجّل اعتراضاً على دولة الرئيس. بيد أنّ السبب الرئيسيّ يعود الى أنّ تيّار المُستقبل يدرس امكانيّة النزول مُنفرداً في هذه الدائرة، على اعتبار انه قادر على الفوز بثلاثة مقاعد نيابيّة من دون عقد ايّ تحالف. حتّى أنّ التحالفات من شأنها أن تأخذ بعض الحصص منه، من هنا ضرورة البحث بكلّ المسارات، بيد أنّ القيادة لم تحسم خيارها بعد والأيّام القليلة المُقبلة قد تشهد على الاعلان الرسميّ والنهائيّ".