Beirut
16°
|
Homepage
"لبنان ما مات بـ 13 تشرين"
صفاء درويش | المصدر: ليبانون ديبايت | الاحد 13 تشرين الأول 2019 - 5:53

"ليبانون ديبايت"ـ صفاء درويش

‎"لبنان ما مات بـ 13 تشرين، انزرع بأرض خصبة، ارتوت بدم الشّهداء. بدموع الأرامل والأيتام، ولا بُدّ إنو هالأرض الخصبة ترجع تنتج وطن سيّد حر مستقل"، هكذا وصف الجنرال ميشال عون ذكرى 13 تشرين بعد أربعة أعوام على أحداثها، في خطاب اعتاد في كل عام أن يوجّهه إلى "شعب لبنان العظيم"، فبين 13 تشرين من العام 1990 و13 تشرين 2019 ثلاثة عقود لم تُغيّر في الرجل سوى مناصبه، من قائد الجيش العسكري المقاتل، فرئيس الحكومة "الصامد"، فالمقاوم سياسياً من المنفى، وصولاً إلى أكبر تكتل نيابي جامع، فرئيس للجمهورية.

عن ذكرى 13 تشرين يتحدّث الجميع، ولكن ليس هناك أفضل من الوزير السابق بيار رفّول كي يصف تلك المرحلة، هو رفيق درب الجنرال وحافظ أسراره، يحدّثك كروائي كبير لا يفوته أي تفصيل، نبرة صوته تتبدّل حسب قساوة حكايات المرحلة، يُشعرك وكأنّك على أبواب قصر بعبدا مُنتظراً وصول الطيران بقلبٍ بارد لا يرتجف.


يروي رفول أنه "قبل ما يقارب الـ 10 أيام من 13 تشرين الأول 1990، وصلت إلى قصر بعبدا رسالة من الحزب السوري القومي الإجتماعي، يدعو فيها "القومي"، بالنيابة عن النظام السوري، العماد عون لزيارة سورية في سبيل الوصول إلى حل سياسي، حينها لم يمانع العماد عون في تلبية الدعوة، وتقرّر إرسال وفد من ثلاث شخصيّات في موعد حدّده السوريون وهو 13 تشرين الأول".

ويتابع، "وقبل أيام قليلة من التاريخ المذكور، سأل مقرّبين من عون عن سبب تمركز آليات عسكرية سورية في أحد المقرّات، إلا أن تطمينات وصلت إلى قصر بعبدا نفت أي ردٍّ عسكري مقرّر، ولكن، وقبل ليلة واحدة من 13 تشرين، تسرّبت الخطّة المعدّة من الجيش السوري للهجوم على "قصر الشعب" في بعبدا، وتبيّن بأن الموعد المقرّر هو خدعة من ترتيب غازي كنعان، لكن لم يتردّد العماد عون برهة في قرار خوض المعركة حتى خواتيمها".

رفول يقول عن صبيحة يوم 13 تشرين الأول، أنه تاريخ "القرار المُتّخذ خارجياً وداخلياً، بالتعاون مع أفرقاء لبنانيين، لإنهاء حالة وطنية استلمت كرة النار في 22 أيلول 1988"، حينها لم يستطع أي من المسؤولين السياسيين من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ونواب ووزراء من التوصل إلى تشكيل حكومة، فـ"رموا الكرة في ملعب العماد عون"، وأشار الأخير إلى أنه "سيشكّل الحكومة من خلال المجلس الأعلى للدفاع الذي يمثّل كافة الطوائف".

يُتابع رفّول رواية الأحداث التي سبقت معركة 13 تشرين الأول، "حيث أجبر ثلاثة من أعضاء الحكومة من الطوائف السنية والشيعية والدرزية على تقديم استقالاتهم، وذلك بهدف تضييق الخناق على العماد عون، إلا أن "حكومة العماد عون لم تسقط لا بالترهيب ولا بالترغيب"، كاشفاً عن "تلقي العماد عون في تلك الفترة ثلاثة عروض لتولّي رئاسة الجمهورية، ورفضها جميعها لكونها لا تتناسب والمبادئ التي حملها".

ويقول: "في 13 تشرين الأول "خسرنا معركة ولكن لم نخسر حرب الدفاع عن لبنان واستعادة السيادة اللبنانية، فهو تاريخ استشهاد الأحبة، الشعلة المضيئة، تاريخ رفض تسليم لبنان، ومقاومة نهاية لبنان الوطن وجعله دويلات، كل دويلة مرتهنة لدولة خارجية ما".

وأبرز الأحداث التي لم تغب عن ذهن رفول، هي "محاصرة الجيش السوري لكافة الطرقات المؤدّية إلى قصر بعبدا، وما ترافق مع ذلك من قصف مدفعي من قبل "ميليشيات" لبنانية، ومن قصف قام به الطيران الحربي السوري".

وتحدّث رفول عن الاتّصال الذي قام به في اليوم التالي، بعددٍ من الأشخاص ليطمئن على سلامتهم، وكان من بينهم فريد حمادة، الذي أجاب نجله على الاتصال الهاتفي، أبلغه بأن العماد عون انتقل إلى السفارة الفرنسية، ويريد من رفول الإتصال به، وكان أول ما سأل عنه العماد عون عند اتصال رفول به هو أحوال الضباط وعناصر الجيش الذين خاضوا المعركة، والضباط الذين اقتيدوا إلى سوريا، ونقل رفّول لعون المعلومات التي توافرت لديه، وقال العماد عون لرفول: "حافظوا على القاعدة الشعبية فما يحصل مؤقّت فقط، والقاعدة الشعبية هي أساس التغيير القادم، خليكن متماسكين وصامدين وافتحوا على كل الناس، بس ما تزيحوا عن مبادئكم".

ويُشدّد رفول على أن "بعد النفي القسري للعماد عون إلى فرنسا، انتقلت المعركة من معركة عسكرية إلى معركة في إطارها الإجتماعي والسياسي، رفع شعلتها شباب "التيار"، وخاضوا النضالات ضد الوصاية السورية التزاماً بنهج العماد عون، في حين كانت بقية القوى السياسية مرتهنة، وحين خرج الجيش السوري من لبنان بات "المرتهنين" يقولون أنهم هم من أبعدوا الوصاية السورية عن لبنان".

ووفق رفّول، فإن " كُثر حاولوا عزل حالة ميشال عون السياسية بعد عودته من المنفى، إلا أنه كان لصناديق الإقتراع كلام مختلف عن القاعدة الجماهيرية التي "اختارت قائدها ومنقذها ومن سيعيد لبنان الوطن".

ويعتبر رفّول أن "النهج نفسه الذي وقف ضد ميشال عون في السابق، يقف اليوم في مواجهة العهد القوي"، وفي ذكرى 13 تشرين التي تصادف اليوم، يتوجّه رفول للمناصرين والمحازبين وحتى الأخصام بالقول: "في عهد ميشال عون لا خوف على الحرية والسيادة والاستقلال".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر