Beirut
16°
|
Homepage
جريمةٌ وبدمٍ بارد !!
شادي هيلانة | السبت 30 أيار 2020 - 10:18

"ليبانون ديبايت" - شادي هيلانة

لا نُبالغ إن قُلنا أننا نرى يوميًا ما تقترفه الأيادي الغاشمة من الجرائم ضدّ الانسان في كل بقعةٍ من العالم وبدوافعٍ مختلفة ولكل منها أغراض وأهداف سواءً شخصية كانت، مصلحية أم سياسية، ولعلّ أخطرها تلك العقائدية الدافع التي تفرض نفسها على حامليها أن يتصرفوا وفق ما تمليه عليهم الأفكار والفلسفات النابعة من الأنفُس الشريرة التي نشأت في واقع شرير.

جريمةُ قتل المواطن الأميركي الأسود لأسباب عنصرية تثبت أن الكراهية تسلب الإنسان إنسانيته، وتحوّله إلى وحشٍ كاسر. في الحقيقة، شاهدتُ مقطع فيديو عرضته الكثير من محطات التلفزة يُظهر إعتداء رجل شرطة أميركي في مدينة مينيابولس بولاية مينيسوتا الأميركية، على شخص "أسود"بحيث وضع ركبتيه على عنق الرجل الأسمر البشرة عند تواجده أسفل سيارة، ليلاقي حتفه بعد عجزه عن التنفس ولم تشفع له توسلاته! وقد أشارت وسائل الإعلام أن ما حدث حقيقة وليس فيلم "فوتوشوب" وتمّ تحديد هوية الضحية وإسمه المستر جورج فلويد.


وذكرت الكثير من المواقع الإخبارية ومنها موقع صحيفة الديلي ميل البريطانية، أن أربعة ضباط بقسم شرطة مينيابوليس طردوا بسبب وفاة جورج فلويد، بل إن رئيس شرطة مينيابوليس ميداريا أرادوندو، أعلن في يوم الثلاثاء الماضي أن أربعة ضباط ضالعين في الحادث تم إيقافهم عن العمل، قائلاً:"هم الآن موظفون سابقون"، في إشارة منه لطردهم من وظائفهم.

مقطع الفيديو الذى تمّ نشره إلتقطه أحد المارة يوم الإثنين الماضي، حيث شاهد الجريمة و أظهر أن فلويد يكافح للتنفس على الأرض بينما ركع شرطي أبيض على رقبته لعدة دقائق، ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولاية عن فتح تحقيق في وفاة الرجل.

هذه الجريمة أثبتت مجدداً أن العنصرية والكراهية تُفقد المتأثرين بها النزعة الإنسانية، وقد تعاطف مع الضحية ملايين الناس من مختلف أصقاع العالم بل بكاه الكثيرون بعيدًا عن الدين والعرق والثقافة، كما تعاطف مع الضحية ساسة أميركيون وأوروبيون وروس وصينيون وهنود..

تعاطف مع الضحية جميع بني البشر الذين يؤمنون بحق الآخر بالعيش.

شهدنا جميعًا الجريمة المدوية في دولة تعتبر نفسها ديمقراطية ومحافظة على حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة, ومن يمثلها يقتل بدم بارد مواطن بسيط أمام أنظار الجميع وفي وضح النهار.

إنه الشرطي الأميركي الأبيض الحامل لكل تلك الأحقاد المتراكمة في تاريخ بلده من التمييز العنصري منذ تأسيس بلده على أكتاف الشعب الأصلي وعلى حسابه، والذي إرتكب جريمة لا تُغتفر وبدم بارد وتمثّلت هذه الجريمة النكراء بقتل المواطن جورج فلويد.

هذا الأميركي قلبًا وقالبًا وفكرًا وعقلية وتاريخًا لم يهتم لما قاله المارة بأن القتيل يحتضر من تحت رجله، إلى أن توفي وهو يأنّ تحت أقدام هذا المجرم, إنها جريمة ليست بحق فلويد فقط وإنما بحقّ الانسانية جمعاء...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر