Beirut
16°
|
Homepage
اللعنة
ليلى حاطوم | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 01 آب 2020 - 13:15

"ليبانون ديبايت" - ليلى حاطوم

ملعون الرئيس حسّان دياب.

ملعون هو إن حَكم وإن تراجع، وإن لاحق الفساد وإن لم يلاحقه.


ملعون هو لأنه قَبِلَ منصباً بات حِكراً على مجموعة ضباع سياسية، ولا صلاحيات لديه من دون توافق الجميع في مجلس الوزراء، والجميع في قبضة تلك الضباع.

والضبع، لمن لا يعلم، هو رمز لبنان؛ وهو كنّاس الطبيعة.

وهؤلاء الضباع باتوا رموزاً ساهموا في كنس أملاك لبنان واللبنانيين على مدى عقود عبر استغلال مناصبهم لإصدار مراسيم اشتراعية غير مشروعة أو إعطاء عقوداً بالتراضي أو وضع شروطاً لمناقصات لا تنطبق إلا على ضباعهم أيضاً.

ملعون هو الرئيس حسّان دياب لأنّه عندما طالب بحقه في تعويض عن 35 سنة عمل، والذي تم تجميده منذ أشهر بسبب نزوات شخص من المفترض أن يكون عاقلاً وموزوناً، قام هذا الشخص بتخطي جميع قوانين المؤسسة التعليمية وسرّب المعلومات الخاصة بتقاعد الرئيس للصحافة "مع رشة ملح وبهار وكثير من الكذب"، وقام بتصوير "المطالبة بالحق" وكأنه جرم.

قد أكون مخطئة؛ وقد لا يكون دياب منقذاً بل شخصية أتوا بها لتنفيذ أجندة خارجية أم داخلية.

لكن عليّ اللعنة إن لم أستغلّ الفرصة في محاولة لملاحقة ضباع الحكومات الماضية والأحزاب التي نهشت الوطن ولاسترجاع ما نهبوه.

وفي حال أثبت دياب صدق ما وعد به، نكون قد حققنا خطوة نحو تحرير لبنان من هذه العصابات والتبعية لها، وفي حال لم يكن من نعتقد أنه هو، نكون على الأقل قد حاولنا مساعدة الوطن.

ملعون هو من ينجرّ وراء شعارات نفس الأحزاب التي تغذيها السفارات شرقا وغربا وشرق أوسطياً، مصدّقاً أن هذه الجهات التي حكمت لبنان وسرقته، و/أو عززت الفساد فيه، تريد اليوم إصلاحه.

ملعون مرتين من ينزل بهتاف عن الوطن وهو يؤمن بأن طرفاً واحداً في لبنان مسؤول عمّا وصل الوضع إليه.

ملعون هذا الشعب الذي يأبى أن يتحمل مسؤولية مخالفاته المتكررة على مدى ٥٠ عاماً أقلّها انتخاب نفس الزُمر الحاكمة دون أن يتعلم من أخطائه.

وفي لبنان لدينا مثل مهم: "مين جرّب المجرّب كان عقله مخرّب" والشعب أثبت منذ عقود أن عقله مخرّب.

ملعون هذا الشعب الذي يريد دولة القانون لكنه يقوم بالمستحيل للتهرب من دفع مخالفة أو الوقوف على إشارة حمراء.

ما هذا الإنفصام في المطالب؟ يهتفون للاستعانة بمحمد بن سلمان والشيخ محمد بن راشد (مع حفظ الألقاب) لمحاكمة الفاسدين وإرجاع لبنان إلى عصره الذهبي، لكنهم في نفس الوقت عند أدنى تحرك باتجاه أحد الزعماء أو زبانيتهم يحرقون الوطن دفاعاً عمّن نهبهم.

شعب تحكمه نفس العوائل السياسية منذ قيامه. هم يمنعون الشعب من الزواج المدني ويجيّشون مع رجالات الدين لتعزيز الطائفية بين الناس ويكرّسونها في وظائف الدولة، فيما هم يختلطون ويتزوجون مدنياً، يتشاركون مع بقية المسؤولين من الطوائف المختلفة، ويتقاسمون الحصص كالعادة.

ملعون من يستمع لرجال دين يقودون أحدث سيارة ويلبسون "الذهب والاستبرق" ويعظونهم عن القناعة والتواضع فيما هو ينام بلا عشاء ويرى في الكهرباء نعمة يجب أن يشكر المسؤولين عليها.

وملعون هذا الشعب الذي يريد بناء وطن عبر تشويهه حرقاً وتخريباً وإغراقاً واعتداءً على الأملاك الخاصة قبل العامة.

ملعون هذا الوطن الذي يتحرّك قضاؤه بـ "ريموت كونترول" لمنع الكفاءة لصالح تعزيز التعيين الطائفي، والذي يُطبّق القانون على فئات دون الأُخرى، لأن العدالة في لبنان ليست عمياء بل هي ترى ناس بسمنة وناس بزيت.

ملعون هذا الوطن الذي تقف فيه تعيينات القضاء وحراس الأحراش والناجحين في مجلس الخدمة المدنية لاعتبارات طائفية.

في هذا الوطن ينادي رئيس مجلس النواب بتداول السلطة وهو على كرسيه منذ التسعينات. وينادي فيه رئيس الجمهورية ضد التوريث السياسي فيما عائلته الممتدة مزروعة في جوانب الدولة، ويتكلم فيه رؤساء حكومات ما بعد الطائف عن محاربة الفساد والطائفية وبعضهم غارق في الأمرين "لفوق راسه".

ملعون مصرف هذا الوطن المركزي الذي لم يتحرك بعد لتطبيق ما يجب فعله لحماية العملة الوطنية وكأنّما يُنفذ أجندة محددة ومرسومة من الخارج.

وملعون قطاعه المصرفي الذي استرخى وعاش على الفوائد دون اعادة توظيف الأموال وقامر بمدّخرات المودعين عندما سلّمها للمصرف المركزي طمعاً في مغريات الفوائد العالية ودون أي دراسة جدوى أو سؤال عن نوعية الأعمال التي تُدرّ 30٪ فائدة التي وعدهم بها رياض سلامة، أو "بيرني مادوف" كما يسميه النائب الجنرال أنطوان بانو.

ملعون من يريد تهجير اللبنانيين لتوطين اللاجئين السوريين والفلسطينيين مكانهم في صفقة قرن رُسِمت منذ زمن وتم طبخها على نار هادئة لإعادة تشكل شرق أوسط جديد لا يرى في من يحتل الأرض عدواً.

وملعون هذا الوطن الذي باتت مقاومته أكبر منه لدرجة أن من ينتقد أخطاؤها تتم مهاجمته وتخوينه وتكفيره تماما كما يقوم أتباع بقية الأحزاب بتخوين وتكفير من ينتقد ممارساتها وتجاوزاتها ونفاقها وزعمائها.

ملعون هذا الوطن الذي احتله جيرانه ولا يزال البعض يدافع عن كل قضايا العالم إلا قضايا وطنه.

وملعون هذا الوطن الذي يتآمر فيه إعلامه مع من يُمعن في حرقه وتخريبه وسرقته. وملعون من يطالب بالحرية المُطلقة لنعيش في فوضى الشتائم والطعن بالأعراض وتهديد لقمة عيش المغتربين بإسم الحرية المطلقة دونما اعتبار لحقوق وحريات الآخرين.

بئس الزمن الذي بات فيه شخص مثلي، لم يدرس الإعلام، لكنه امتهنه على مدى ٢٠ عاماً، يحتاج لأن يقول لمن تخرّج من الإعلام أن يلتزم بآداب العمل والمهنية والموضوعية.

وبئس الأمر أن أضطر لأن أكتب ما هو واضح ليقرؤه من سيوافق ضمنياً ومن ثم سيسكت ليترك الأمر للذباب الإلكتروني والتوابع في الهجوم.

بلد لن يتخلص من اللعنات إلى أن يقرر شعبه التخلص منها.

ما أكثر المنافقين في هذا الوطن وما أندر الوطنيين.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر