Beirut
16°
|
Homepage
نِزاع على "فوج المغاوير" بين الجيش وروكز
عبدالله قمح | السبت 15 آب 2020 - 2:01

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

أخذت تصرّفات وتحرّكات بعض الضباط المتقاعدين في الجيش اللبناني تبعث على الريبة.

ثمة من أبدى خشيته من إحتمال "عسكرة الثورة"! آخرين غاصوا في مسلسل الربط بين الظواهر التي تشهدها ساحات بيروت وأخرى سبق وأن شهدتها ساحات دمشق ومدن سورية عدة، نتحدث هنا عن أدوار تولى تنفيذها عسكريون وضباط متقاعدون أو ممن انشقوا لاحقاً. أكثر من ذلك، ثمة من بدأ التنقيب عن إحتمالات أو وجود بصمات تؤدي إلى توافر أجواء لـ"ترتيبات عسكرية" معينة تخص الثورة، الحديث هنا عن إحتمال استغلال العسكريين المتقاعدين أو بعض الضباط في ظروف غير سياسية!


إحتلال وزارة الخارجية لساعات وفق نموذج مستمد من "حالة إنقلابية ذات وجه عسكري" دفع بقيادة الجيش إلى الحذر لينقلها الى موقع ردّ الفعل. ما جرى كان مخالفاً للأصول، زجّ بأفراد سابقون في المؤسسة في مشهدية "انقلابية" في عمق بيروت شملت مؤسسات تتبع للدولة، أقسم هؤلاء العسكريون على حمايتهما لا انتهاك حرمتها. صحيح أن ثمة من ربط بين حالة الغضب التي تولدت عقب إنفجار المرفأ و "صهيل" بعض العسكريين المتقاعدين ما أسس في إخراج "مشهدية قصر بسترس"، لكن الصحيح أيضاً أن حالة من هذا النوع قد تكون "بروفا" لشيء ما أكبر، أو قد تستدعي إنتباه جهات ما لديها مصلحة في دفع الحالة اللبنانية إلى موجة صدامية تمظهرت بشكل واضح في شوارع بيروت نهاية الأسبوع المنصرم.

من هنا، كان لا بد لقيادة الجيش من التحرّك. هي أصلاً لا تهضم موّال استغلال اسمها أو إجراء ترتيبات من خارج دائرة قرارها. سطّرت مؤخراً قرارات منعت بموجبها مجموعة من الضباط المتقاعدين من دخول حرم الثكنات العسكرية هم وعائلاتهم، تلك القرارات شكلت بالنسبة للبعض نوعاً من انواع العقوبات العسكرية، وقد ضمت بين سطور بنود القرار نوعاً من الاستياء الواضح لدى القيادة العسكرية من تصرفات بعض ضباطها بعدما سكتت عنها طويلاً تبعاً لتفهمها مقتضيات حرية التعبير. يقول قائد فوج المغاوير السابق والنائب الحالي شامل روكز لـ"ليبانون ديبايت" أنه يعتقد أن القرار له علاقة بخلفيات ما جرى في وزارة الخارجية، مع ذلك فإن القرار متروك لتقدير قيادة الجيش، رغم أنه يستهجن شمل عائلات الضباط بقرار المنع، فهذه سابقة!

وفيما يبدو أن القيادة العسكرية ماضية في "إجراءات التأديب" بحق بعض "العناصر المتفلتين" تبعاً لقراءة كل حالة بحالتها، هناك من يرى أن قيادة الجيش تتعامل بكيدية مع بعض الأسماء إنطلاقاً من خلفيات سياسية، متجاهلاً أن "اليرزة" هي في الأصل قائمة على شؤون مؤسستها، وهو منطق ينفيه روكز مستبعداً إحتمالات صدور القرار من منطلق سياسي و"لا أعتقد أن القيادة تتصرّف على هذا النحو أو تصرّف قرارات سياسية ضيقة رغم أن فيه الكثير من الكيدية".

يقول البعض أنه وتبعاً لمرور هؤلاء الضباط والعسكريون في المؤسسة يصبح لها حق عليهم. هم في الأصل ما زالوا إلى حدٍ ما ينتمون إليها إدارياً وهي معنية في أن تَسأل وتُسأل عنهم، وإلى حدٍ ما لديها هامش في مساءلتهم تبعاً لاستغلال اسمها وتوظيفه في نشاطات سياسية... تبعاً لذلك، يتوقع أن تصدر قرارات أكثر صرامة في غضون الايام المقبلة لها صلة في الحد من ظهور العسكريين المتقاعدين في "اللباس العسكري".

يسود اعتقاد أن القرار نابع من خلفية ما جرى في ساحة الشهداء السبت الماضي من مواجهات محدودة وقف خلفها عناصر من مؤيدي النائب شامل روكز يرتدون شعار "المغاوير" أدت إلى مبادرة مواطنين محتجين في الساحات إلى توجيه شتائم صريحة للفوج والمؤسسة العسكرية، ما رتّب على هذه الاخيرة قراراً شمل نوعاً من أنواع التحذير من مغبة إرتداء أي عنصر متقاعد في الجيش اللباس العسكري المرقط بشكل فردي أو جماعي سواء في تجمعات "حزبية" أو تجمعات احتجاجية، بالاضافة إلى التحذير من مغبة الزج بأسماء أفواج وألوية محددة تتبع للجيش أو استغلال اسمائها وهوياتها أو شعاراتها وإدخالها في حمى النزاع السياسي والتظاهرات، تحت طائلة الملاحقة القانونية وربما العقوبات العسكرية!

يستشف من وراء هذا التعميم الداخلي الذي وزع على كافة قطعات الجيش، انه يستهدف في مكانٍ ما النائب العميد شامل روكز، ولو انه يعد من بين أقل الضباط المتقاعدين شغباً، تبعاً لاستخدام أفراد جماعته اسم "فوج المغاوير" في نشاطات وتظاهرات ذات طابع سياسي أو مطلبي أو إجتماعي، على شكل أظهر الفوج وكأنه "علامة تجارية" او ان حقوق ملكيته تعود إلى شخص معنوي آخر.

روكز علّقَ رداً على سؤال "ليبانون ديبايت" حول إحتمال أن يكون هو المعني بالقرار بأن ذلك "لا يعنيه"، أما إذا كان صادراً عن قيادة الجيش بقصد أن يمسني "فأنا استغرب ذلك"، منوهاً إلى أن العرف في لبنان جعل كثر يرتدون الزي العسكري، صحيح أنه ممنوع لكنه موجود وأصبح عادة مع الوقت، أما إذا كان يثير قيادة الجيش لأن بعض الشباب من حولنا يرتدونه رغم أنني لا أطلب منهم ذلك، فلا داعي للهلع "منغيروا ومنلبس شي ثاني، بنطلون جينز وكنزة سودا يفون بالغرض!"، رافضاً اتهامه بأنه يستغل شعار "فوج المغاوير".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
قضية التيكتوكرز... "حرفٌ زائد" يورط رئيس بلدية سابق! 9 "مش كل مرّة بتسلم الجرّة"... حادثة لا يمكن الإستخفاف بها! 5 قطع طريق ورمي أحجار... ماذا يحصل في خلدة؟ 1
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 10 تطورات صادمة في ملف "التيكتوكرز"... وتوقيفات جديدة! 6 ماذا وراء الإنخفاض "اللافت" في أسعار المحروقات؟! 2
دير الأحمر اتخذت قرارها بشأن السوريين… المهلة حُدّدت وهذا ما سيحصل غداً! 11 خوف مسيحي… قلق شيعي وارتياح سني 7 بلبلةٌ لا مثيل لها في صفوف الموظفين... وإجتماع "عاجل"! 3
ما علاقة ملاحقة سلامة أوروبياً بهبة المليار يورو؟ 12 "هزة قوية"... راصد الزلازل الهولندي يُثير الجدل من جديد! 8 إستبدال الشباب اللبناني بالشباب السوري.. فضيحة الهجرة الموسمية! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر