Beirut
16°
|
Homepage
بوغدانوف يحرّض على زاسبكين... تحقيقٌ دوليّ بالانفجار
وليد خوري | الاثنين 31 آب 2020 - 1:54

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري

بعد انفجار الرابع من آب 2020 وفور اطلاق بعض التصريحات من قبل جهات حزبية وشخصيات سياسية لبنانية مطالبة بإجراء تحقيق دولي بشأن الانفجار، بادر رئيس الدبلوماسية الروسية في لبنان السفير الكسندر زاسبكين بالتصريح أن روسيا ستعارض أي قرار دولي يُطرح في مجلس الأمن لإنشاء تحقيق دولي يخص تفجير مرفأ بيروت.

هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، بل اعتبر بمثابة رسالة روسية للمجتمع الدولي مفادها ان التدخل في لبنان من بوابة التفجير للاستثمار السياسي الغربي، كما جرى بملف المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس رفيق الحريري لن يكون مقبول روسياً، بحكم أن موسكو تعلم ما يضمره الغرب تجاه المنطقة ولبنان تحديداً ولا سيما الولايات المتحدة، التي تسعى إلى قلب موازين القوى في لبنان بعد ان عجزت عن تحقيق كامل اهدافها في سوريا. لذلك كان الحزم هو عنوان تصريح السفير زاسبكين.


إلّا أن هذا التصريح لم يعجب المطالبين في لبنان بالتحقيق الدولي ولا سيما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، ما دفعهم إلى التدخل مباشرةً لدى نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف والاتصال به ليشكوا امرهم إليه والوشاية طبعاً بالسفير زاسبيكن كما درجت العادة ومن خارج اللياقات الدبلوماسية، بدعوى أن التصريحات الصادرة عنه كانت متسرعة ومؤلمة لتطلعاتهم بالعلاقة مع روسيا وتضرّ بمصالح روسيا في لبنان، من وجهة نظرهم، وانهم يريدون التأكد من فحوى وجدية تصريح زاسبكين وإذا ما كان ينطوي عن موقف روسي رسمي. فما كان من بوغدانوف الذي يشغل أيضاً صفة مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ان وعدهم بمراجعة زاسبيكن والطلب إليه العودة إلى موسكو في أي أمر حساس كهذا والابتعاد عن مثل هذه التصريحات المتسرعة!

وهنا، لا بدّ من السؤال عن طبيعة العلاقة التي تربط الحريري وجنبلاط ببوغدانوف؟ فإذا كان الاتصال الذي جرى غايته فقط تبيان فحوى تصريح زاسبكين، كان الاجدر بهم ان يتواصلوا مع السفير شخصياً وهو أقرب مكانةً وموقعاً، والاطلاع منه عن وجه نظر بلاده، وان لا يتم تخطيه بهذا الشكل، لا بل والتحريض عليه في موسكو.

فعل من هذا القبيل، يدلّ إلى وجود علاقة ما تجمع بعض أطراف الرابع عشر من آذار وحشد من السياسيين الآخرين ببوغدانوف تتخطى الاعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، ليس آخرها علاقاته مع بعض المستشارين الشخصيين الخاصين ببعض السياسيين، والذي يناوب على اللقاء بهم في موسكو واطلاق مواقف سياسية في هذا المجال.

بحكم الأعراف الدبلوماسية المتبعة، من المفترض ببوغدانوف تبيان الاحداث التي تجري في لبنان من السفير المعتمد من قبل دولته لبناء مواقفه وليس العكس. هذا من صلب عمل السفارات في كافة الدول. السفارات تقيّم الوضع الداخلي في البلدان العاملة فيها وترفع للخارجية المركزية توصيات لاتخاذ التدابير الازمة. أما بوغدانوف وتحديداً في لبنان يتجاوز كل هذه الاصول مخولّاً نفسه العمل مكان السفير إن لم يكن يسلبه صلاحياته، وتسريب عبارات إمتعاضه في كل مرّة يصدف أن تطال زاسبيكن شخصيات 14 آذار بموقف، رغم أن السواد الأعظم منهم، مارس أفعال "الخداع والشتم" بحق روسيا.

فالرئيس سعد الحريري أسدى وعوداً إلى روسيا لم يتحقّق منها شيئاً في كل مرة كان يتولى فيها منصب رئاسة مجلس الوزراء، وجنبلاط دعا اميركا لاحتلال سوريا رداً على التدخل الروسي كما تجرّأ على شتم الرئيس بوتين شخصياً. ربما يجهل بوغدانوف ان من يسمع منهم ويسايرهم في لبنان هم بالاصل أعداء تقليديون لروسيا، يُحسبون على الادارة الاميركية، شديدو القرب من ديفيد هيل ويأتمرون بأوامر السفيرة الاميركية في لبنان، وهم ليسوا أهلاً بالثقة بدليل تسريبهم نوعية الاتصال التي دار بينهم وبين بوغدانوف وافشائهم لاسراراً دار حولها الاتصال تفرض اللياقات ان تبقى مكتومة.

من المؤكد أن بوغدانوف على دراية بكل ما سبق فهو سياسي محترف ومخضرم، ولكن لا بدّ أن مصالحه الشخصية تطغى على مصالح روسيا في لبنان تحديداً ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عموماً وهذا ما يفسر انكفاء روسيا بأكثر من ملف في تلك المناطق. ففي لبنان مثلا من غير المبرر ان تكون روسيا بعيدة عن حلفائها التقليديين الذين يقاومون منفردين المدّ الاميركي في لبنان.

يحدث كل ذلك والادارة الروسية في موسكو صامتة وكأن على رأسها الطير. يوحي صمتها كأنها تتقبل فكرة تجاوز صلاحيات دبلوماسيتها في بيروت من قبل طرف آخر وبالتالي إثارة حساسية حلفائها المفترضين في بيروت، إنما عليها وضع حدّ لتدخلات بوغدانوف وأدواره الغريبة مرغوب فيها لبنانياً من عدة اطراف. على روسيا إعادة الاعتبار إلى ممثليتها في بيروت قبل إتخاذ قرار إستبدال سفير بآخر، بل تحديداً قبل حضور السفير الجديد إلى لبنان لتولي مهامه رسمياً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر