Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
أديب يَسقطُ بـ"الميثاقية الشيعية"
عبدالله قمح
|
الاثنين
14
أيلول
2020
-
3:00
"ليبانون ديبايت- عبدالله قمح
يَمضي رئيسُ الحكومة المكلّف مصطفى أديب بتجاهلِ التوازنات الداخلية. يصرُّ على رفضهِ التّشاور في تشكيلته الحكوميّة مع أيّ مكوّن في مجلس النواب. بَعد التدقيق يتبيّن أن قائمة الاستهدافات تشملُ حصراً التيار الوطني الحرّ والقوى المصنّفة ضمن تركيبة قوى الثامن من آذار ويعزلُ تيار المستقبل عنها، ما ولّد إنطباعاً أن أديب يطبّقُ أمر عمليات سياسي بإسقاط نتائج الانتخابات النيابية سياسياً وإعتبارها بحكم الملغاة.
هذا الأمر له أثمانٍ سياسية. الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وتيار المردة واللقاء التشاوري والحزب الديمقراطي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي سيرفضون هذه المحاولة بعد أن وقفوا في وجهها سابقاً حينَ جرت محاولة لفرض الانتخابات النيابية المبكرة، وعلى الأرجح سيكون لهم موقفاً مرتفعَ السقف. هذا المشهد سينقلنا إلى أزمة سياسية طاحنة ستكون المبادرة الفرنسية أولى ضحاياها.
الرئيسُ المكلّف مصطفى أديب يتجاهلُ كلّ ذلك. هناك شعور يتنامى أن ثمة من يحرّضه على آداء هذا الدور وتطبيق فريضة سياسية من هذا الوزن. الفريقُ الذي يحرّضه يعلم أن مثل هذا التلاعب له إنعكاساته على الوضع السياسي العام. الفريق نفسه يبالغُ في تقدير النتائج، من جهة ثانية لا يقدر على تولي المهمة بالمباشر نتيجة علاقاته السياسية وصورته وعدم قدرته على المناورة، لذلك يوكلها إلى أديب وهو الذي يحمل الجنسية الفرنسية والذي لا يخشى على مستقبل سياسي لديه.
عليه، شُرّبَ أديب حليب السباع. أبلغ مراجعيه "عدم اكتراثه بمناقشة أحد في تشكيلته". تصرّفٌ أغضبَ الرئيس نبيه بري الذي كان يُميّز أديب، فقلب له الصورة، خاصة بعدما سمع منه بشكل غير مباشر بأنه "غير ملزم باقتراحات التسمية التي ترده". هي لطشة للتسمية على حقيبة المالية إذاً. الردّ المرتفع السقف تعامل معه بري بمثله. نسّق مع حليفه حزب الله وأصدر قراراً موحداً بعدم الرغبة في المشاركة بالحكومة. سبق ذلك كلام "عالي" النبرة نقله زوّار عين التينة يُعلن أن بري نسّق مع "أخيه السيد حسن نصرالله قرار عدم المشاركة"، ليترك التمثيل الشيعي المفترض في الحكومة من دون غطاء.
في هذا الوقت، أدركَ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري دقّة ما يجري. أوفدَ نفسه إلى عين التينة في محاولة منه لتهدئة برّي وإيجاد حلّ، لكن برّي تعامل معه بتشدّد. استاء من عدم إقدام أديب على زيارته والتنسيق معه في أمر الحكومة. استاء من تعامله مع الذين سمّوه من الكتل بطريقة استعلائية، ثم أقفل النقاش عند قرار أن الثنائي الشيعي يريد لنفسه حقيبة المالية ونقطة على السطر.
غادر الرئيس الحريري عين التينة مثبتاً أنه على دراية بشؤون وشجون التأليف وله يد فيه بعكس ما يزعم دائماً. ومع مغادرته أبلغ أديب بالنتيجة. بدل أن يتصرّف أديب بطريقة مسؤولة، انكبّ على ترتيب تشكيلته الحكومية عازماً على لقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا ظهر الاثنين. الثنائي الشيعي تبلّغ بقرار أديب مسبقاً، وعين التينة وصلها الاسم الذي اسقطَ على حقيبة المالية مساء السبت. رُفع الفيتو، وتقرّر بالتشاور بين حزب الله وحركة أمل الامتناع عن المشاركة في الحكومة متى كان قرار اديب "تجاهل تركيبة البلد"، ثمّ تولى مكتب الرئيس نبيه برّي صوغ "البيان الحربي" وتوزيعه على وسائل الإعلام.
لغاية ساعة كتابة هذا التقرير، لم يكن أديب قد حجزَ موعداً في بعبدا بعد، لكن التسريبات الصادرة من محيطه ومحيط رؤساء الحكومات السابقين الذين يصنفون كلسان حاله، تجمع على أنه قد أتم عقد تشكيلة من 14 وزيراً وسيعرضها على الرئيس. تصرف فيه شيء من التحدي. بموجب ذلك، للرئيس حق الموافقة أو الرفض، وفي الحالتين البلد مشرّع على أبواب أزمة طاحنة.
في الحالة الاولى لعون حق إصدار مراسيم التأليف إنسجاماً مع قراره "تسهيل المبادرة الفرنسية"، ليكون بذلك قد قذف كرة النار تجاه مجلس النواب، أي وضعها في حضن الثنائي الشيعي. بموجب أحكام الدستور، لا بدّ لرئيس المجلس في أن يعيّن جلسة لمنح الثقة، ويفترض أن الرئيس بري في وارد التعيين، لكن لا يفترض أنه في وارد المشاركة. الأجواء الصادرة عن الثنائي الشيعي تكشف عزمه مقاطعة جلسة الثقة، ما يعني أن مكوّناً رئيسياً من المكونات لن يحجب الثقة فقط بل وميقاقية المشاركة ايضاً التي ستسقط الحكومة قبل الشروع في التصويت.
السيناريو الثاني أن يقدّم أديب تشكيلته ثم يرفضها عون، وفي رفضه سيؤسس إلى إعتكاف أديب لا اعتذاره مصراً على تشكيلته ومحتفظاً بورقة التكليف والتأليف، وهنا يكون عون قد نكثَ بوعده للفرنسيين ويكون أديب قد سلّفَ موقفاً لهم وما عليهم إلا التصرف وفق أحكام أن مبادرتهم قد أنتهت، أو يجري محاولة لاستئصال الورم عبر منح فترة سماح مشروطة لا تتجاوز مهلة ايام ومن ثم يتدخلون من أجل تذليل العقبة الاخيرة وتسيير حقيبة المالية موضع الخلاف. العمل على هذا الخط بدأ، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تبرع بحل المعضلة الحكومية من خلال سفره العاجل الى باريس.
جنبلاط يتهيب اللحظة ويريد تسليف برّي موقفا علّه يعود "بيضة قبان". من جهة ثانية يظهر انه شغوف بالعودة الى آداء ادوار "الوزير الملك" في الحكومات وله مصلحة في اظهار نفسه كمنقذ للمبادرة الفرنسية. مع ذلك، ثمة كمائن يعدّها الاميركيون الذين ينتظرون فشل المبادرة الفرنسية لاحكام الطوق على الوضع اللبناني ودفع الفرنسيين إلى التشدد من خلال جرّهم إلى "منصة العقوبات".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا