Beirut
16°
|
Homepage
مخاوفُ شينكر الأمنية ومشاورات "البحص" الرئاسية
ميشال نصر | الاربعاء 16 أيلول 2020 - 2:00

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

حتّى الساعة حركة بلا بركة، فملف التشكيل الى مزيد من التعقيد. مداولات وافكار نتيجتها الى الخلف سر. قلب طاولات مفترض، في وجه الحلفاء قبل الخصوم. لا احد مستعد للوفاء بما تعهد به تحت ضغط "المسطرة الفرنسية". لا شيء يشفع او يرأف بشعب "قرف". من هنا الى اين؟ هل يعتذر اديب فتغرق مبادرة الرئيس ماكرون ؟

أمام ذلك يتساءل كثيرون عن اسباب اصرار الثنائي الشيعي معتبرين انه بالامكان التعويض عن المالية بغيرها متغاضين عن حقائق اساسية اهمها:


1-معركة المالية هي معركة حياة او موت بالنسبة للثنائي، الذي جهد لسنوات لتكريس عرف املا بتحويله الى قاعدة دستورية متى حان موعد تعديل اتفاق الطائف او اسقاطه، عملا على ما درجت عليه العادة اللبنانية.

فالمالية هي الباب الالزامي والاساسي للمثالثة المستترة.

2-عدم رغبة حارة حرك ومن خلفها طهران في تقديم اي تنازل للفرنسيين، رغم ضيق الحبل الملتف حولهما، مفضلين ابقاء اوراق التفاوض لما بعد الانتخابات الاميركية، لعل وعسى. وفي هذا الاطار يجب مراقبة الاوضاع الداخلية في الجمهورية الاسلامية حيث يبدو ان موجة الانفجارات الغامضة عادت لتطل برأسها من جديد.

3-الهجوم الاميركي على كل الجبهات دفعة واحدة، وسط احكام واشنطن الطوق حول طهران، عبر الخطوات السريعة لرئيس الوزراء الكاظمي والذي لاقاه اليها اية الله السيستاني، وثانيا اندفاع الدول العربية الى التطبيع ما جعل اسرائيل على حدود ايران، بعدما كانت الاخيرة تتباهى بذلك، وثالثا، موت القضية الفلسطنية او الاصح تصفيتها وفقا لمندرجات صفقة القرن بعدما انجز سايكس - بيكو جديد للمنطقة واضح المعالم.

امام تلك الصورة يبدو ان لبنان وما تبقى من سوريا هم ساحتا المواجهة الوحيدتين. فكيف يمكن امام ذلك التنازل؟ ومن هو العاقل الذي يعتقد ذلك ممكنا؟ علما ان السيد نصر الله كان سبق وحدد في احدى اطلالاته التهديدية عن مكان الرد على هذه المشاريع متحدثا عن قطع الاعناق.

اذا ماذا يبقى امام هذه المعضلة؟ قد لا يحتاج المرء الى الكثير من التحليل، فإما يسلم الفرنسيون بعجزهم ويقر الرئيس ماكرون بفشله و نهايته السياسية التي حاول رسم انتصارات له على دماء ضحايا الرابع من آب، مسقطا فرصة ذهبية بالتغيير، وإما يلتحق بالخط الاميركي وينضم الى برنامج العقوبات والضغوطات، التي ستجبر رئاسة الجمهورية اللبنانية في نهاية المطاف على وضع حد لحزب المقاومة واعادة التوازن الى ما تبقى من مؤسسات، وإما الى الاندماج بحارة حريك لينتهي العهد قبل سنتين من الموعد. انها لعبة اختيار طريقة الموت التي تمتهنها واشنطن.

كل ذلك على وقع احداث امنية متنقلة، بات تطرح اكثر من علامة استفهام حول ما ستكون عليه الامور، خصوصا ان اللبنانيين "ملوعين" ولم ينسوا بعد طعم صراع الاخوة والرفاق. توترات تخوف منها مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شينكر، الذي ابدى مخاوفه من تطورها وفلتانها، امام مجموعة من الاصدقاء.

وبالعودة الى لقاءات بعبدا فانه يمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات :

1-استقصاد رئيس مجلس النواب ارسال "المعاقب" لمفاوضة رئيس الجمهورية، في خطوة لافتة ومستفزة للاميركيين، لن تمر مرور الكرام، بحسب احد السفراء في بيروت.

2-تصعيد الثنائي الشيعي لموقفه ومطالبه وصولا الى اعادة احياء الثلث المعطل وصيغة الوزير الملك، العرف الذي اوجدته تسوية ملك الدوحة غير المأسوف على نهايته.

3-اشتعال جبهة بعبدا- المختارة التي قررت الرد عن رؤساء الحكومات السابقين ومن خلفهم شارعهم غير المرتاح لخطوة الرئيس عون التي يرون فيها تخطيا واضحا لصلاحيات الرئاسة الثالثة.

غياب جنبلاط اللافت واعتذاره وكتلته عن المشاركة في الاستشارات الرئاسية نائيا بنفسه عن كل العملية الحكومية، مفضلا الابتعاد الى باريس لفترة غير قصيرة لحين مرور عاصفة التغيير، هو الذي كان كشف قبل ايام عن رفضه قبول اي دعوة للحوار في بعبدا حول النظام اللبناني قائلا مبروك علين بعيد عني

4-غياب القوات اللبنانية عن مشاورات بعبدا في تعبير واضح عن الدرك الذي وصلت اليه العلاقة بين الطرفين، التي انفجرت اشكالا امنيا مر على خير وتم استيعابه، غير انه "مش كل مرة لح تسلم الجرة"، فالمسيحيون لم ينسوا بعد تداعيات حرب الطرفين السابقة التي اجهزت على مقومات المجتمع المسيحي.

5- بينت المشاورات وجود خلافات كبيرة بين الاطراف السياسية حول الحكومة، حيث يبدو ان السذاجة الفرنسية لاءمت الطبقة الحاكمة التي "اخدت باريس على قد عقلاتها وبلفتها".

هكذا انتهى يوم امس الى نتيجة واضحة ، بحسب مصادر متابعة، تعليق المبادرة الفرنسية بعد انتكاسها ودخولها غرفة العناية الفائقة، قرار الرئيس المكلف بحسم الامر والاعتذار، منقذا الرئاسة الاولى وحزب الله نسبيا وظرفيا، في انتظار حزمة العقوبات الاميركية الثانية.

ففي توقيت متلازم ونهاية المهلة الممدة حتى يوم الخميس، يبدو ان العقوبات الاميركية ستكون في موعدها غير البريء، على ان تكون على دفعات اسبوعية لم تنجح كل المحاولات الفرنسية في تأجيلها اقله ايام بسبب اصرار الادارة بالسير بها "دعما للشعب اللبناني" ولان لا امل من الطبقة الموجودة المتحالفة والراعية لحزب المقاومة.

على اي حال الساعات القادمة حاسمة لجهة معرفة مصير الفرصة الاخيرة التي ربطت ما تبقى من رصيد سياسي للرئيس عون بها. فهل يخسر "الجنرال" رصيده في زواريب حارة حريك السياسية، فيخسر معه العونيون امال الفرصة الاخيرة بوصول الوريث الى بعبدا، ام يسلك الصهر طريقه بين الالغام فيتجاوز قطوع العقوبات مبقيا على حيثية سياسية ما؟

فالانظار تتجه الى يوم الخميس بعدما "ما زبطت" نهار الاثنين. فما ستكون عليه النتيجة؟

فهل الداخل الذي قصده "استيذ" عين التينة، هو ذاك الراغب بتشكيل حكومة تخرج ماكرون من ازماته الداخلية، او تزيد من ارصدة ترامب الانتخابية؟

ساعات مفتوحة على كل الاحتمالات، فهل من يجرؤ على نسف المبادرة الفرنسية، بعدما انتزع من خلالها شرعية الجلوس الى طاولة رئيسها؟ ومن يتحمل ثمن ذلك؟

تفاءلوا بالخير تجدوه ولا تعيروا للمطلعين على التفاصيل اهتماما فربما تتكرر في التأليف تجربة التأليف طالما ان الله ولي التوفيق بنظر الرئيس اديب.

صحيح ان الوصاية تبدل عنوانها فبدل حافظ وبشار ايمانويل، وبدل ابو عبدو برنار، والمشترك بين الاثنين "نبيه" ما تجرأ يوما على رفض "تمنيات" الاول، فيما تحدى الثاني "يمشي فيها اذا بيقدر".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر