Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
للأمنِ في لبنان.. حدودٌ تَرسمُها الدّماء
علي الحسيني
|
الخميس
17
أيلول
2020
-
3:00
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
مرة جديدة يُسفك دم الجيش على يد جماعات سلكت طريق الإجرام والقتل للتعبير عن سلوك إجرامي متجذّر في عقلية رجعية متخلّفة ترى في إجرامها وإنحرافها عن طريق الحق والعدالة، الطريق الأقوم والصحيح لتحقيق نهجها وإعلاء رايتها، فكيف إذا كان الإنتقام من مؤسسة يُجمع القاصي والداني على دورها الطليعي في تثبيت عامل الأمن والإستقرار من خلال دفع ضباطها وعناصرها، فاتورة مُمهورة بالدم والشهادة تحت عنوان، الشرف والتضحية والوفاء.
خلال الأيّام الماضية سُفك دم الجيش في الشمال على يد مجموعة مسلحة بالإرهاب وإيمان مُزيّف اتخذت من رصاص الغدر والخيانة، قانوناً لتنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة جنود قرّروا المضي على خط أسلافهم الشهداء الذين رفعوا رايات النصر والعزّة عند الحدود، ودحروا الإرهاب خلف جبال تُشبه هاماتهم وصلابتهم. وضمن هذا الخط المُزيّن بالإنتصارات، فتح الجيش منذ أيّام جانباً من حروبه الأساسية مع الإرهاب في معركة توّجت بقتله مسؤول مجموعة "داعشية" (خالد التلاوي) واعتقال شريكه عبد الرحمن الرزاق، على الرغم من الخسارة الكبيرة التي لحقت به جرّاء استشهاد أربعة من جنوده.
في السياق، تؤكد مصادر أمنية أن لبنان كله مفتوح أمام العمليات الاستباقية التي تقوم بها مخابرات الجيش بالإضافة إلى بقية المؤسسات الأمنية في البلد والتي تُنتج في كل مرّة، عن كشف خلايا نائمة ومجموعات إرهابية متنقلة، بالإضافة إلى مخابئ للأسلحة أو عبوات معدة للتفجير أو قيد الاعداد. أمّا ما حصل منذ أيّام قليلة، فالمؤكد انه لا يقع ضمن الجرائم التي تتم عن طريق الصدفة، فالمجموعة الإرهابية كانت تُعد لمُخطّط كبير في البلد، لكن حكمة القيادة العسكرية والمُشرفين عليها بالإضافة إلى بقية الأجهزة الامنية، أحبطت هذه المحاولة، والمعروف أن هناك تكلفة غالية دائماً تُدفع في مثل هذه الحالات.
وتكشف المصادر أن قيادة الجيش ومنذ الإنتصار الكبير في الجرود، وضعت في الحسبان فرضيات عدة أبرزها: محاولة الجماعات الارهابية إستنهاض بعض "الخلايا النائمة" في بعض المناطق مع العلم أنه لا توجد لهؤلاء أي بيئة حاضنة في الداخل على الإطلاق. لكن هناك مسعىً دائم لأفراد أو مجموعات سواء بقرار خارجي أو ذاتي، إلى هز الوضع الأمني في البلد وضرب استقراره بطرق متعددة، جازمة بأن إستباحة الأمن لم تعد مسموحة بأي شكل من الأشكال، ومن الآن وصاعداً، ليس من السهل جعل البلد، ساحة مفتوحة للعبة الأمنية ولا حتى ملعباً للمغامرين يُنفذون فيه "هواية" الإجرام والقتل، ولا حتى جعل أي بقعة في لبنان، مقرّاً للإرهابيين أو مستقراً لهم.
وأهم ما تبرزه المصادر في عملية تثبيت الأمن التي يعتمدها الجيش: إغلاق الحدود البرية بشكل كامل وعدم السماح تحت أي من الظروف، بعودة الجماعات الارهابية إلى الداخل اللبناني أو مجرد التفكير بهذا الموضوع. ويجب عدم نسيان أن لبنان ومقارنة مع الدول الأوروبية، هو أقل بلد يتعرض لاعتداءات أو هجمات إرهابية ناجمة عن تحركات لخلايا نائمة. ولكن كل هذا لا يعني أن لبنان بمنأى عن الأحداث بشكل كلّي أو أن الأمن مُستتب مئة في المئة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا