Beirut
16°
|
Homepage
6 متغيّرات كبرى في2020 ... فهَل 2021 "عام الحسم"!؟
بولس عيسى | الجمعة 01 كانون الثاني 2021 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - بولس عيسى

مع بداية العام 2021 لا بدّ من مراجعة سريعة لسابقه كي ندرك مسار الأمور خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي تقبع اليوم على صفيح ساخن حيث الأوضاع في سوريا تشهد غلياناً كبيراً وفي العراق النار تحت الرماد أما في اليمن فحدّث ولا حرج.

لقد شَهدنا في العام 2020 متغيّرات كبرى وبارزة على صعيد المنطقة فرضت وجهةً معيّنة للمواجهة وحدّاً أو سقفاً عالياً لها، زِد على ذلك جائحة "كورونا" التي لعبت دوراً كبيراً ليس فقط على المستوى الاجتماعي الصحي الاقتصادي وإنما السياسي فهي قد أسهمت بشكل أو بآخر بإخراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض وهو الذي كان قد صنع عدداً كبيراً من المتغيّرات الكبرى التي سنتكلّم عنها.


المتغيّر الأول، شهدته المواجهة الأميركيّة الإيرانيّة المباشرة حيث ارتفعت حدّتها إلى أعلى المستويات منذ "أزمة الرهائن إيران" في العام 1979، فبالإضافة إلى قيام الإدارة الأميركيّة بمحاصرة طهران وفرض طوق خانق عليها جراء العقوبات فقد أسقطت هذه الإدارة شعار "حدّ الأميركي هو العقوبات" لكي تذهب إلى المواجهة العسكريّة المباشرة وذلك عبر اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي هو بمثابة نقطة اللاعودة واللاتراجع عن هذا المستوى في المواجهة.

المتغيّر الثاني، كان على صعيد المواجهة غير المباشرة ما بين الولايات المتحدة الأميركيّة وإيران والمكان أو الساحة هي سوريا، حيث قام الجيش الإسرائيلي بخرق الستاتيكو العسكري الذي كان مفروضاً لأشهر بضربات جويّة استهدفت العمق السوري وأهداف خرجت عن إطار "الأهداف اللوجستيّة" لتذهب نحو "أهداف عسكريّة استراتيجيّة". والأهم في هذه المواجهة غير المباشرة أنها خرجت عن صمتها وخجلها بحيث أن الجيش الإسرائيلي يسارع في كل مرّة لإعلان تفاصيل عملياته وطبيعة الأهداف.

المتغيّر الثالث، كان في الصراع العربي – الإسرائيلي عبر ما سمّي بـ"صفقة القرن" أو خطة السلام الأميركيّة التي ابتكرها رجل الأعمال الأميركي الأول وباشر بتسويقها وتطبيقها وهي عبارة عن "Package" من الحوافز المالية للفلسطينيين والهدف التكتي منها كان محاولة دمج تل أبيب في المنطقة عبر مشاريع استثمارات اقتصاديّة، أما الهدف الإستراتيجي فهو مرتبط بمسألة تقليم أظافر طهران ومحاربة تمدّد نفوذها في المنطقة تمهيداً لبتر أذرعها واستئصالها من الجذور. هذه الصفقة حاولت أن تحوّل النظرة الدوليّة لهذا الصراع عن الاهتمام بمسائل كمكونات هذا الصراع وأبعاده الدينيّة والتاريخية وجذوره والحقوق المشروعة إلى التركيز فقط على النتائج والمكاسب وهذا ما ظهر جلياً في المتغيّر الرابع وهو ملف التطبيع مع إسرائيل.

المتغيّر الرابع، هو التطبيع الذي أتى كنتاج أولي لـ"صفقة القرن" التي نسفت معادلات شببنا على سماعها كـ"الأرض مقابل السلام" لتحوّلها إلى "المكاسب الاقتصادية والتطبيع مقابل السلام". لن نستفيض في الكلام عن حالة كل دولة أقدمت على التطبيع وسنكتفي فقط بالإشارة إلى أن الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي قد قلب موازين القوى في المنطقة رأساً على عقب وهو بمثابة إشارة لبدء مرحلة جديدة قائمة على تحالفات جديدة وبطبيعة الحال قواعد لعبة جديدة أيضاً. فبعد أن كانت طهران تفاخر بأن لها حدود مشتركة مع إسرائيل أي جنوب لبنان على ما قاله صراحةً المستشار في الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني، أصبح اليوم لتل أبيب حدوداً مشتركة مع إيران في أرخبيل مضيق هرمز وتحديداً في "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى" و"أبو موسى".

المتغيّر الخامس، هو موقف الرأي العام الدولي وخصوصاً الأوروبي من إيران حيث نجحت الإدارة الأميركيّة من تحويل نظرة هذا الرأي العام لطهران من طاقة الملف النووي الصغير إلى نظرة شاملة لسلوكيات النظام الإيراني داخلياً وخارجياً وهذا الأمر تجلّى واضحاً بردود الفعل على موقف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لحظة إعلان نيته العودة إلى الاتفاق النووي.

المتغيّر السادس، هو الدور التركي الذي وفي حنقة قبض ترامب لزمام الأمور في المنطقة والمبادرة تسلل نسخته التركيّة رجب طيّب اردوغان من الخطوط الخلفيّة وصال وجال لاعباً أدواراً مختلفة في المنطقة من التدخل العسكري في ليبيا مروراً باستفزازه الأوروبيين وإطلاقه صراع "جيو-استراتيجي" معهم خط تماسه هو شرقي المتوسط وتدور رحاله حول ثروات مهولة من الغاز والنفط، إلى تمدّده باتجاه آسيا الوسطى عبر أذربيجان.

في المحصّلة، ونحن ندخل العام 2021 هل سنشهد تطوّراً حاسماً في مستقبل الصراع الأميركي – الإيراني في النصف الثاني من هذا العام باعتبار أن إمكانيّة الحل الديبلوماسي أصبحت ضئيلة وتعتريها عقبات عدّة بحكم أن الصراع أصبح محكوماً وملزماً بعوامل جديدة؟ ما مصير ملف الصراع العربي – الإسرائيلي الذي أصب معلوماً أنه لن يعود إلى ما قبل العام 2016 باعتبار أن هناك استحالة لإحداث أي تغيير بحكم أن بايدن شبه ملزم بهامش التحرّك الكلاسيكي التقليدي في هذا الملف؟ ما مستقبل الدور التركي في المنطقة وهل سيعيد استفزاز أردوغان التاريخ إلى العام 1815 ونكون أمام "تحالف مقدّس" آخر للحد من دوره باعتبار أنه يستفز الأوروبيين في المتوسط وروسيا في التمدد إلى آسيا الوسطى؟ الإجابات كلها تبقى في كنف العام المقبل.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 9 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 10 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 6 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 2
"حزب الله" يكشف حقيقة مقتل نصف قادته في الجنوب 11 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 7 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 3
أحزمة نار وتدمير بلدات... تطور جهنمي في الجنوب اللبناني! 12 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 8 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر