Beirut
16°
|
Homepage
الحريري يستَبدلُ الغطاء السعوديّ بآخر تركي!
ميشال نصر | الثلاثاء 12 كانون الثاني 2021 - 2:00

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

مع بلوغ التعقيدات السياسية مرحلة خطرة، والبلاد مرحلة الذروة "الكورونية"، ظهر "الجنرال" من بعبدا ليقول بالكمامة ما قاله الصهر اول امس الاحد من دونها، بعدما بان الشيخ في اسطنبول "عالمكشوف" على مائدة السلطان، لتبدأ حفلة خلط اوراق جديدة، تفتح باب الاجتهادات والتأويلات حول توقيت واهداف الصدف وما يمكن ان ينتج عنها.

خبران لا يمكن ان يمرّا مرور الكرام لدى المتابعين لمسار الاحداث لاسباب عديدة، داخليا، دخول الوضع الحكومي اللبناني عنق الزجاجة مع "شخصنة" غير معهودة للملفات، واقليميا المصالحة الخليجية، وعلاقة انقرة المتوترة مع باريس. وسط هذا المشهد فجر الرئيس المكلف قنبلته، وسط اكثر من علامة استفهام وتعجب حول الزيارة وقطبها المخفية وما اذا كان الشيخ سعد قرر الوقوف في الخندق التركي مقابل الخليجيين.


طبيعي ان علاقات طيبة جمعت آل الحريري بتركيا. فعلاقة الاب برئيسة الوزراء السابقة طانسو شيلر كانت معروفة، وكذلك الابن برجب طيب اردوغان، حيث كان الشيخ سعد "شبين" ابن اردوغان. امور غير كافية لتبرير لقاء الساعتين في اسطنبول وتمحوره حول التطورات الاقليمية الحاصلة في المنطقة والتحديات الحاصلة في المنطقة وسبل التعاون بين تركيا ولبنان، بحسب مصادر المستقبل. ولكن لماذا تقصّد الرئيس المكلف في هذا التوقيت بالذات، كشف زيارته وتظهيرها بهذه الصورة؟

يمكننا الخروج بعدة فرضيات في حال توسعنا في الاجتهاد منطقياً، ابرزها :

1- ادراج الزيارة تحت خانة الزيارات الخاصة. ولكن هل يعقل ذلك وهل هذا توقيتها بعد اجازته الطويلة بمناسبة الاعياد؟ بالتأكيد الجواب لا. الا انه هنا لا بد من الاشارة الى ان الزيارة ممكن ان تكون زيارة عمل، خصوصا ان علاقة عمل تربط بين سعد الحريري واحد اقارب اردوغان في شركة اتصالات. وقد سبب هذا الامر جفاء وتوترا في العلاقة بينه وبين الرياض. فهل قرر الحريري زيارة انقرة لتصفية هذا الاستثمار والانسحاب من قطاع الاعمال التركي كبادرة حسن نية تجاه المملكة؟

2-ان يكون مكلفا من قبل باريس بمسعى وساطة مع انقرة على خلفية الخلاف المستعر بين الطرفين شرقي المتوسط. وهنا تؤكد مصادر الايليزيه ان فرنسا لم تكلف الرئيس الحريري بأي مهمة او وساطة مع اي كان، وان ايا من المسؤولين لم يبحث معه هذا الملف، مشيرة الى ان الملف التركي يبحث ضمن اطار الاتحاد الاوروبي، كاشفة ان برلين هي التي تقوم بمساعي منذ مدة على هذا الصعيد انطلاقا من العلاقات الجيدة التي تربطها بتركيا.

اذا لماذا هذه الخطوة اذا ما كانت ستثير "نقزة" باريس؟ وما هي الرسالة التي اراد ايصالها "لعاصمة الاناقة"؟ وهل هي محاولة لتحسين شروط تفاوضه الحكومية بعدما لمس انحيازا لصالح رئيس الجمهورية؟

3-فرضية ان يكون مكلفا من دولة خليجية بنقل رسالة الى تركيا، بعد التطورات النوعية التي شهدها مؤتمر دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في الملكة العربية السعودية، يعزز هذا الشك انه زار الامارات عشية عودته الى بيروت، لتلقي الجرعة الاولى من اللقاح الصيني المضاد لفايروس كورونا، حيث يقال انه التقى عددا من المسؤولين هناك. غير ان مصدرا دبلوماسيا عربيا في بيروت يسارع الى القول انه من الباكر جدا فتح مثل تلك الخطوط حاليا، على اعتبار ان المصالحة مع دولة قطر تحتاج الى اتمام بعض الامور التفصيلية، منهياً كلامه بالتأكيد ان ملف التفاوض مع انقرة سيسلم للدوحة نظرا لمصلحة الاخيرة بلعب هذا الدور نتيجة عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

عليه هل يعني ذلك ان الشيخ سعد اراد تصعيد المواجهة مع الرياض والهجوم الى الامام، بعدما سدت ابواب المملكة في وجهه، خصوصا بعد المصالحة الخليجية التي ستنعكس مزيدا من التشدد تجاه لبنان؟

4-ثمة من يربط الزيارة بعامل تنظيم الساحة السنية الداخلية بعدما نجحت انقرة بتحقيق بعض الخروقات داخلها، ابرزها النائب فيصل كرامي، في ظل الاتهامات لتركيا باختراق الساحة اللبنانية خصوصا شمالا، وتمويلها مجموعات لتنفيذ عمليات تخريب في الممتلكات العامة والخاصة خلال المظاهرات الاخيرة، والتسريبات عن دور للمخابرات التركية في دعم جماعات متطرفة لتنفيذ عمليات امنية، مشيرة في هذا الاطار الى خلية كفتون والعملية التي نفذت في منطقة وادي خالد.
وبحسب مراجع سياسية لبنانية فإن ذلك يعني ان ثمة اتجاه لاصطفاف سياسي جديد في البلد، قد لا يكون بعيدا عنه سعي الحريري للحصول على الغطاء التركي بعد فقدان السعودي.
وهنا تجزم المراجع بأن الامر غير مرتبط بموضوع صراع الاخوين بهاء وسعد، لان مربط خيل الشقيق الاكبر هي الامارات وليس تركيا.

أياً تكن الاسباب فإنه لن يكون من السهل تحديد السبب الذي من اجله كانت رحلة اسطنبول، اذ بدل ان يظهر في الصرح البطريركي في بكركي، ظهر في قصر الرئاسة التركي. ولكن ماذا عن عرض تركيا اعادة اعمار مرفا بيروت شرط تشكيل حكومة برئاسة الحريري مع ما يعني ذلك من خارطة اقليمية جديدة؟

"يا طلب الدبس من... النمس"، "ادب سيس" يقول الشاطر حسن. فعن اي دعم تركي يجري الحديث. وعن اي تدخل اقتصادي لتركيا وليرتها تشهد هبوطا متتاليا في قيمتها. ولكن هل من يشك ان عصب اي دعم مالي انقاذي للبنان هو الدول الخليجية؟ اذا ماذا بعد؟

هي سياسة إجر بالبور وإجر بالفلاحة، عادة ما تكون نتيجتها" انفساخ"من يسير بها...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 11 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 12 المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر