Beirut
16°
|
Homepage
الراعي: ما تسكتوا... عن إنقلاب "حزب الله"
ميشال نصر | المصدر: ليبانون ديبايت | الاحد 28 شباط 2021 - 6:55

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

دار الزمن دورته وعاد إلى العام ٢٠٠٠، ليشهد الصرح البطريركي ظاهرةً شبيهة بتلك التي عاشتها بكركي غداة عودة البطريرك نصر الله بطرس صفير من الولايات المتحدة الاميركية.
في وقت تتجه فيه أزمة لبنان نحو تعقيدات إضافية ،حيث يبقى الإنقسام السياسي سيّد المشهد الداخلي، بين مؤيد وداعم ومناشد لمؤتمر دولي، باعتبار أن لغة الكلام انقطعت ولم يعد من أمل إلا بالخارج لفرض الانقاذ، وبين "مخّون" ومستهدف للطرح من "جماعة" ربط البلد بالممانعة والمقاومة والمفاوضات بين واشنطن وطهران، في ظل استرخاء المسؤولين "ملقحين" في قصورهم.

في الشكل، إعلاميا محطات تلفزيونية غابت عن التغطية ال "ال. بي. سي" والمنار، لتحتلّ الساحة ال "ام. تي. في" وال "نيوتيفي" لتنضمّ اليها لاحقا "او. تي. في" وتلفزيون لبنان وحتى ال "ان. بي. ان".


أمنيا، إنتشار لأفواج التدخل في القوى السيّارة في الأمن الداخلي لأول مرة، فيما تولّت مخابرات الجيش الحماية داخل الصرح، وشعبياً حضور فاق المتوقع، تقدّمه رجال دين من كل الطوائف.
أما في المضمون ،فكلام آخر . كالمايسترو أطّل من "الشباك" الشهير، الذي يوماً أجبر المطران أبو جودة على تقبيل صورة رئيس الحكومة العسكرية بعد "هرب" البطريرك الى الديمان، موجهاً رسائل سياسية واضحة عالية النبرة واللهجة بحزم ل "حزب الله" وحلفائه، مديراً الحشود بتكتيك ذكي، تاركاً لهم حق إطلاق شعاراتهم وهتافتهم المتوافقة مع إيقاع الكلمة بلغة الثورة، متبسماً علامة الرضى، خارجاً عن النص المكتوب، مرتجلاً موضحاً.

ففي كلمة متقدمة، تقدّمت على كل مواقفه السابقة، أكد البطريرك على عدة نقاط، شارحاً ما سبق وطرحه من حياد ومؤتمر دولي، مقدّماً جديداً أبرزه:

في مسألة الحياد، أعلن ان المطلوب إضفاء صفة دستورية ثابتة للمبدأ الذي طالما خبره اللبنانيون سابقاً.

في أهداف المؤتمر الدولي، تنفيذ جميع القرارات الدولية.

-طرحه حلاً لسلاح "حزب الله"، عند حديثه عن دعم الجيش اللبناني، القادر على استيعاب قدرات الشعب اللبناني في إطار استراتيجية دفاعية.

-تحريضه الثوار على عدم السكوت عن الفساد، الدويلة داخل الدولة والسلاح غير الشرعي وغير اللبناني.

تأكيده أننا نعيش حالة إنقلابية بكل ما للكلمة من معنى، هدفها الإمساك والهيمنة على كل شيئ.

بالتأكيد، لو أراد البطريرك أن يكون ترداداً لصوت الجماهير المنادية "إرهابي إرهابي حزب الله ارهابي" و"هي وهي ويلا إيران طلعي برا"، لكانت كلمته من عيار أثقل وأعنف،غير أنه من الواضح أن كل المساعي لحثّه على التراجع عن مواقفه او التخفيف من لهجته، عبر اتصالات هاتفية تلقاها أو موفدين زاروه ناصحين، لم تلق صداً لديه، وكذلك حملات التخوين والهجوم والتطاول على الدائرة الضيقة منه ضاعت سداً.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عوامل عديدة ساهمت في تأمين الحشد،الذي تخطى المتوقع، وصبّت في مصلحة "الحاشدين" من جهة، كما أنها من جهة ثانية صبغته بالطابع السياسي أكثر، أقله بالنسبة للمشاركين بحسب ما تبيّن مراجعة تصريحاتهم، ولعل أبرزها:

تصعيد "حزب الله" بالواسطة، عبر أبواقه و"طبّيلته وزمّيرته" ، وعبر جيشه الإلكتروني، في استهداف البطريركية وتخوينها، و"مسخرة وشيطنة" مؤيدي طروحاتها.

-مواقف "التيار الوطني الحر" الاخيرة ، وتهجّم مناصريه ومؤيديه على البطريرك، رغم "تعميم التهدئة" الصادر عن القيادة الحزبية، والذي تمرّد عليه الكثيرون، بدليل الحملات الممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي كل الاحوال ليس في الأمر أي جديد على هذا الصعيد، فهو مسار تاريخي يعود الى ثلاثين سنة من العلاقة السيئة بين الجمهور العوني والصرح البطريركي، ومنذ زمن البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي لقبوه "أبو سمير"، واستمر مع الخلف وإن بنسب مختلفة وفقاً لمواقفه.

"زحطة" مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول عبر صوت المدى، و"موضعته" لرئيس الجمهورية وتياره في محور الممانعة، التي سبّبت بلبلة داخل القواعد البرتقالية، ما دفع "بالدكتور" الى التوضيح أن ما قاله يعبّر عن موقف شخصي.

مواقف الشيخ قبلان التخوينية المتتالية، التي تستدرج إلى صراع شيعي - مسيحي، في ظل الدعوات المتتالية لرجال دين مسيحيين بضرورة الردّ وعدم السكوت، فيما اللافت هنا غياب أي موقف لرئيس مجلس النواب.

على وقع أجراس الصرح، غادر المنتفضون محطة انطلاق ثورتهم بنسختها الثانية ... لتتحول بكركي الى بيت الكلّ...

ربّ قائل "بدنا ناكل عنب ما بدنا نقتل الناطور".... على ما يرى الشاطر حسن متنبئاً "بجهنم الابواق التي ستفتح"....ولكن بكركي ما بتهدّد وما بتحكي الا الحقّ.... وسقفها ما عاد مسموحاً النزول تحته.... فما بعد السبت لن يكون كما قبله.... فالكلمة له "لن نخيب أملكم".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"ما زلت أحفظ شيئاً من الود"... وهاب "يهدّد" خلف الحبتور! 9 إنتحرت في بلدة بقاعية... والسبب "صادم"! 5 جماعة "مرعبة" تغزو شوارع لبنان! 1
الحزن يخيم على عائلة الحريري! 10 بعد كشف ملابسات جريمة العزونية... بيانٌ من "التقدمي الإشتراكي"! 6 توقيف المشتبه بهم بجريمة العزونية... تفاصيل مثيرة عن وضع الزوجة! 2
من زغرتا… عملية جديدة تُضاف إلى سجل النزوح السوري وابن البلدة في غرفة العناية الفائقة! 11 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 7 أبو جاسم ضحية خطف جديدة في لبنان... ماذا في التفاصيل؟! 3
توقيف المشتبه بِهم بِجريمة قتل ياسر الكوكاش! 12 وكالة اميركية تتحدث عن تلقيح السحب بِفيضانات الإمارات! 8 آلاف المقاتلين السوريين في لبنان ينتظرون "إشارة العم سام"... ومعلومات من أوروبا! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر