"ليبانون ديبايت"

لا تتوقف السلطة السارقة أحلام اللبنانيين عن لعب دور الإنكار على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والمعيشية والإجتماعية، وأكبر دليل على ذلك أن البلد يغرق يوماً بعد يوم في وحول الجوع والحرمان، وهي منهمكة في توزيع الحصص الوزارية.

المسؤولون يعلمون والعالم بأسره يعلم أنها هذه السلطة لن تستطيع أن تقوم بأي شيء بمفردها، ومن دون أموال من المجتمع الدولي، حتى أن القوى السياسية التي هي جزء من السلطة الحالية وتلعب دور المعارضة من الداخل، لا تعمل بجدية لتغيير الواقع الذي تتخبط فيه البلاد، إلّا من خلال المزيد من المواقف الشعبوية التي طفح منها اللبنانيون.

وحتى الساعة، لا تُحرّك السلطة الفاشلة ساكناً لضبط الوضع الإقتصادي ووقف الإنهيار الكبير الذي يطال جميع القطاعات والطبقات الإجتماعية. الحلول كثيرة أمامها لكنها لا تريد أن تبادر، لأنها تعلم أنه في كل الحالات الإصلاح هو الممر الرئيسي لأي مساعدة خارجية، وأن هذا الموضوع سيكشف حجم الهدر والخسائر التي تسببت بها الإدارة اللبنانية وأدّت الى إفلاس الخزينة اللبنانية، وسرقة أموال المودعين عن غير وجه حق.

ومن الحلول المطروحة حالياً وفي ظل حكومة تصريف الاعمال، هو إكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، أقله في موضوع تحديد الخسائر في المصرف المركزي. كما يمكن أيضاً أن تلجأ هذه الحكومة إلى ما يسمى قرض الإئتمان السريع، الذي يمكن أن يقدمه صندوق النقد الدولي مع بعض الضوابط في عملية صرف هذا المبلغ الذي يمكن أن يحصل عليه لبنان. وهذا القرض سوف يساعد حتماً في ضبط سوق الصرف، وأن يؤمن أموال الدعم من خلال سياسة واضحة لترشيد الدعم، في انتظار إكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي توقفت منذ 8 أشهر من دون وجود أسباب جوهرية.

أمام هذا الواقع الأليم باتت الصورة واضحة جداً أمام اللبنانيين والعالم، وهي أن السلطة لا تريد سوى الحفاظ على وجودها حتى لو "أحرقت روما" بأسرها وشرّدت أولادها، وعدم تحرّكها يؤكد رضاها على ما يحلّ بهم.