Beirut
16°
|
Homepage
"طفيليات" على خط بعبدا - اليرزة
عبدالله قمح | الجمعة 23 نيسان 2021 - 2:34

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

ثمّة من بدأ يبدي تحسّره على مسار الغلو الذي حطَّ مؤخراً في بعبدا، ذلك أن ما مورسَ بحق مسألة توقيع التعديلات على المرسوم 6433 تحديداً يحتاج إلى شرح مستفيض، إلى تفسيرات حيال كل تلك التقلّبات ، التي دخلت فجأة على موقف رئاسة لم تكن بحاجة إلى تطيير ما بقيَ من صورتها أمام الرأي العام، لأجل نسف إقتراح كانت أول من اندفعَ صوب توقيعه بل وعمل عليه، على الشكل الذي وصل إلى "فوق".

ينفضّ الحلفاء من حول بعبدا رويداً، حتى أقربهم بات يشكو ضعف حال الرئاسة وموقفها السياسي وعدم الثبات والضبابية في خياراتها. أكثر المتشائمين ما كان ليتوقع يوماً ، أن تدخل بعبدا ميشال عون، زمن التقلّبات السياسية غير المفهومة على هذا النحو المؤذي لصورتها قبل أي شيء آخر، أو أن تصبح عرضةً لرياح وتقلبات سياسية مناخية غير واضحة أو مستقرة. تغيّرت الصورة كثيراً، وما كان ثابتاً في السياسة أو يُحسب على ثبات الموقع، ماعاد كذلك، وأضحت لغة المصالح هي الطاغية وعدم الثبات هو المسيطر.


وكما هم الحلفاء كذلك الجيش، ما كان أحد ليظنّ، أن تصل العلاقة بين اليرزة و بعبدا إلى هذا الدرك السيء، ولو بشكل غير معلن. صحيح أن الطرفان يحيطان علاقتهما بهامش واسع من الدقة، بل أن اليرزة تعمل على محاولة استيعاب الهجمات المتأتية من ناح القصر على شكل تسريبات دائمة، تفادياً لأي إشتباك قد يخرج في لحظة عن إطاره المرسوم في ظل بروز أدوار لـ "متطفلين" ظهروا وهم يتحرّكون على كتف العلاقة، لكن الصحيح ايضاً أن في القصر ثمة طرف وأكثر ، ثبت أن لديه مصالح سياسية توسّعية في مدّ "رقعة زيت الخلاف" بالعوامل الايجابية، أو بالحد الأدنى، تعزيز التباين بين الطرفين وترك الحالة تبلغ مداها من النزاع حتى ولو كلّف ذلك الإطاحة بعلاقة ، تُعدّ من البديهيات لأي عهد عليه أن يحكم، وحدّها الأدنى التعايش تحت سقف واحد.. الآن، باتت الخشية تسود من إمكان أن تتحوّل العلاقة بين بعبدا و اليرزة إلى إستثناء في ظرف إستثنائي وعبر خدمات يقدمها مراهقون!

تعلم قيادة الجيش، أن ثمة ازمة ثقة ، زُرعت في قصر بعبدا ولعل أدقّ ما يمُكن قوله أن ثمّة من تعمّد زرعها، وثمة ماكينة ضخمة تعمل على تقطير تلك الازمة واخذها في نواحٍ متعددة كلما سنحت الفرصة لذلك، وحرب التسريبات التي تُخاض ضد قيادة الجيش ووفق اشكال ونماذج متعددة، تُفصح عما يختلج نفوس البعض، ومع ذلك تأخذ لنفسها حيزاً، وتفصل في العلاقة ما بين الرئيس والقائد بل و تحجر نفسها عن رفوف الحمام الزاجل الزاحف نحوها على شكل باعثي رسائل ساخنة.

على ضفة القصر الوضع مختلف. ثمة التباسات تحيط بأدوار قيادة اليرزة لا تخجل أوساط القصر من البوح بها أو الحديث عنها. وتذكر أن تلك "الهواجس"، كانت تُطرح على "بساط أحمدي" وبحرية ودائماً عبر أصدقاء مشتركين كانوا يتبرّعون في محاولة منهم الإستفهام ما يحصل على الضفة المقابلة أو تخفيف ذيول أي انتكاسة محتملة لأي موقف كان. ومن هنا، وحول المرسوم 6433 تؤكد ذات الأوساط، أن لبعبدا الحرّية في إبداء الرأي، وتستغرب أن يجري التعامل مع القصر بمنطق "الفرض" وإخضاع الرئاسة لفحص دم حول حقيقة موقفها من المرسوم وطبيعته. صحيح أن الرئيس كان قد ابلغَ الوفد اللبناني المفاوض حين التقاه قبيل بدء المفاوضات غير المباشرة مع العدو، أنه سيسير حتى النهاية بسقف حدود لبنان الموضوع من قبل قيادة الجيش بناءً على دراسات، لكن للرئيس الحقّ أيضاً في التدقيق بما يرد إليه والخشية الدائمة من "التلاعب"، واعتماد أفضل وسيلة للوصول إلى حق لبنان، بما يكفل إبعاد الاخطار عنه.

لم تكن قضية توقيع المرسوم 6433 هي النقطة التي فاضت بها كأس التسريبات على الجبهتين، قبل ذلك، نمى الاتهام لقيادة الجيش من خلفية وجود مطامح سياسية لديها، تعامل القصر المتأثر بجو التيار معها ، كأنها ثوابت راسخة لا مجال لدحضها أو نقضها، وبدأ من ذلك الزمن يرسّم حدود علاقته، رغم أن كل ما قيل ما زال يمثل، لغاية الساعة، إتهامات سياسية غير ثابتة، مع الأسف يبلغ التأثر بها في نفس القصر.

والمشكلة الأكبر، أن القصر، بات في ضوء المتغيّرات الحالية و "هجرة" أصدقائه عنه، يفتقد إلى العناصر الناظمة للعلاقة المتساوية مع اليرزة وسط طغيان المنطق الاكثري المناوئ لقيادة الجيش في القصر وتحكّمه بمفاصل محددة، وهذا كله له انعكاساته، سيّما على الموقف السياسي ومقدار الدعم الذي تحتاجه قيادة الجيش، ولعلّ هذه الفترة من العهد، هي أكثر فترة تشعر خلالها اليرزة ، أن ثمة من يعزلها عن واقع علاقتها العضوية المفترضة بالرئاسة أو أنها متروكة أو موضوعة في موقع تهمة!

والخلل العضوي هذا الذي بانت تجلياته من خلال تعمد "تسريبة قانا" من جانب "سوّاح" في القصر عملوا على محاولة توريط قيادة الجيش بأمور مجافية للواقع أو إظهارها كمتّهمة عن قصد، والذي لا يمكن وضعه في إطار الرد على موقف الجيش من مسألة المرسوم، ما يقود إلى فهم وجود محاولات لتعزيز الشرخ بين الطرفين، ولن يكون موضوع الـ6433 آخرها!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر