Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
غاردينيا على كورنيش اللامركزيّة
روني الفا
|
الخميس
25
تشرين الثاني
2021
-
14:45
"ليبانون ديبايت" - بِقَلَم روني ألفا
فتِّشوا معي عن مؤسسة رسميَّة واحدة في لبنان غير منخورة بالفَساد. عِثٌّ وقَملٌ وبقٌّ. رائحة عطنة تفوح من دوائر الدولة عن بعد عشرات الأمتار. وسخٌ يُفقِدُها الهَيبَةَ وَكَسَلٌ معطوفٌ على ثقافة إكراميّات للتعويضِ عن رواتب هزيلة دفعت الموظفين الرسميين الى حصر دوامات حضورهم بيومين في الأسبوع.
نحن بالمعنى القانوني مواطِنون من دون دولة. لا يُفرِحُ أن نصلَ الى هذا الإستنتاج. شيءٌ من كرامتنا الإنسانية يُستباح أن نكونَ في أجمل بقعةِ أرضٍ إنما من دون دولة . كأن تقول يتامى بلا أولياء أمر.
من الطبيعي أن نُستَباح. من كثرة الإستباحة صرنا نتلذذ بها. نستغربُ إذا أتى وقتُ اغتصابِنا ولم يأتِ إلينا المُغتصِب. بعد الإفتعالِ بِنَا يسدّونَ أبوازَنا بكرتونةِ إعاشة. الدولةُ أيضاً استبيحَت وصارت في خبر كان. استباحتُنا وسيلةُ مَحوِنا من المواطنة القديمة. انتهوا من ارتِكابِ الفحشاءِ بأجسادِنا. اليوم أتى موعد اغتصابِ ذاكرتنا الجماعية. سيكونُ علينا أن ننسى لبنان الذي نعرفُه.
عندما تكتمِلُ هذه العملية سنتحوَّلُ من شعبٍ يجنّزُ دولةً إلى شعبٍ يبحثُ عن دولةٍ بديلة. تماماً مثل دور الأيتام التي تستبدلُ الأب والأم الطبيعيين بأبوةٍ وأمومةِ مؤسسات. الدولةُ التي سنريدها لم تُزَفّ لنا بعد. إنها قيد التحضير. مقاديرُها تحددت. يبقى تدويرُ الفرن وخَبزُها.
الجمهوريَّةُ الجديدةُ لن تكون " پريتاپورتيه ". الملبوساتُ الجاهزةُ لا تعذّبُ الزبون وليست " وجعَة رأس ".
ما يعذّبهُ أن تُفصَّلَ الملبوساتُ على مقاسِه. يرضى الكتفانُ ولا يرضى البطن. يرضى البطنُ ولا تَرضى الأرداف. المطلوب خيّاطٌ إستثنائيٌ لجمهوريةٍ صعبة المقاس. صعبةِ المِراس.
بعد ثلاثينَ سنةِ إدمانٍ على الطائف قررنا أن يكونَ الطائفُ " كلينكس " المرحلة. محرمةٌ وسخةٌ مخضّبَةٌ ببقايانا حان وقتُ رميِها. ثلاثونَ سنةٍ في الوحلِ والمحلِ لنطبِّقَ الطائفَ من جديد. مجلسُ شيوخٍ ولا مركزيةً ادارية. هل هذا ما يريدُهُ المواطنُ اللبناني؟ إرضاءُ الطوائف( عفواً العائلات الروحية ) بمجلسِ شيوخٍ وإرضاءُ السياسيين بأحواضِ زهورٍ إضافيةٍ على كورنيشِ اللامركزية؟
بعد كل هذا الفقرِ والتعتيرِ والتفقير سنذهبُ الى جمهوريَّةٍ ميزتها التفضيليةُ حوض غاردينيا على رصيف؟ الطائف أيها المواطن اللبناني هو الدستور الوحيد الذي لا يموت. يكاد يشاركُ الله عزَّ وجلّ بأبديّتِه. أيُّ دولةٍ أخرى بدستورٍ آخر ستحدثُ انفجاراً يَكُونُ انفجارُ مرفأ بيروت بالمقارنة به فرقيعةً صغيرة في عيد جميع القديسين.
أذكُر يا مواطن أنك من الطائف والى الطائفِ تعود. دولةُ الثورةِ قُبِرَت. دولةُ التقسيم أيضاً. دولةُ الدولةِ المدنيةِ أيضاً وأيضاً. صَدقَ من قال أن الطائفَ كُتِبَ بحروفٍ من ذهب. الأصحُّ أنَّ الذَّهبَ صُكَّ من الطائف. أنتَ أيها المواطنُ الشجاعُ خائفٌ فحسب. خوفكَ نابعٌ من أنك متوجّسٌ من المساسِ بالحصص. انت أصلاً لَم تعد تريد دولة حديثة. ترضى بدولةِ الطوائف وتقول في نفسِكَ انه طالما ابتُلينا فلنحفظْ حصَّتَنا على الأقل.
العالمُ بدأَ ينظِّمُ رحلاتٍ سياحيةً إلى المرّيخ وأنت مهمومٌ مغموم: هذا المكتبُ الحديديُّ الصدءُ سيجلسُ عليه شيعيٌ او سنيٌ أو أقليات؟ هذا المبنى الذي يعربشُ عليه أربعةُ جرذانٍ بحثاً عن ملفٍّ ورقيٍ جاهزٍ للقرمطة ومرميٍّ في حمامِ دائرةٍ رسمية. هذا المبنى سيحكمُهُ مارونيٌ أو أرثوذكسيٌ أو درزيّ ؟
عزيزي المواطن. هذا رأسُ سعرِك. رأسُ سعرنا جميعاً في الحقيقة. صيصانُ الطائف. موزعونَ على مزابلِ اللامركزيةِ يحكمُنا ديكٌ صيّاحٌ هو أيضاً يحكمُهُ ديكٌ أكبر هو أيضاً يحكمُه ديكٌ أكبر .
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا