Beirut
16°
|
Homepage
جبهة تصعيد مسيحية قيد الإعداد!
عبدالله قمح | الثلاثاء 25 نيسان 2023 - 7:01

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

المناخ العام لدى القوى السياسية المسيحية هو في رفض تسوية ترئيس رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية. بناءً عليه، يدرس كلّ من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" التصعيد في مواجهة التسوية المقبلة، ومحاولة منع إبرامها بقوة "الفيتو الميثاقي - التمثيلي". في الطريق إلى ذلك، يتبادل الطرفان الأدوار بشكل مدروس، وبتنسيق غير مباشر من تحت الطاولة، تتولاّه أسماء نيابية وأخرى غير سياسية في ما بات يصحّ تسميته "مجموعة معراب - ميرنا الشالوحي"، في حين لا تُعدّ شخصيات كنسية بعيدة عن هذه المناخات.

تبلّغت القوى المسيحية جدّية فرنسية في تأييد وصول سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، مترافقة مع "رفع فيتو جزئي مشروط بحصول أجوبة واضحة" من قبل المملكة العربية السعودية على أن يستكمل البحث بالنسبة لها، ربطاً بتعهدات قطعها فرنجية في فرنسا وتأكيده بأنه يعمل على تأمين المزيد من الضمانات في شكلٍ يريح السعودية. لذلك صبّت إطلالته من بكركي في اتجاه إطلاق مواقف مطمئنة تفتح الطريق أمام أخرى. ولا بدّ أن ذلك جاء بفعل مشورة "شركائه" بضرورة الخروج من منطقة "الغموض الرئاسي".


من هنا، تترقّب الأوساط، بما فيها تلك المسيحية، ما ستُبلغه الإدارة السعودية إلى باريس من ردود على ما نقل إليها من ضمانات وانتظار ما سينقل لاحقاً، إلى جانب زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، إلى بيروت قريباً، على أساس أنها تأتي استكمالاً للمشاورات الجارية وتلك التي جرت، وتتضمّن أجوبةً ونتائج ما درسه السعوديون والقطريون ربطاً بالأجواء التي حملها الوزير نفسه من بيروت خلال زيارته الأولى.

جعجع ينتفض!

من جهة أخرى، كان رئيس حزب "القوات" سمير جعجع يعمِّق خلال ظهوره الإعلامي مساء الأحد منطق "القطيعة السياسية" مع فرنسا إيمانويل ماكرون، وذهب في المواجهة إلى مستويات غير معهودة في العلاقة التي تجمع تاريخياً القوى المسيحية السياسية ب"الأم الحنون"، كاتهامها مثلاً أنها ترعى "حزب الله"، وتتقاسم معه المصالح الإقتصادية، ما يصبّ في خانة "الوشاية" بالدور الفرنسي أمام الأميركيين، وإعادة تذكير الخليجيين أن الفرنسيين يتعاملون مع الحزب الذي صنّفوه "إرهابياً"، ما يرتب تداعيات على سياسة معراب. كل ذلك يعني أن المبادرة التي قادتها السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو باتجاه جعجع سقطت وانتهت.

الأمر ذاته بالنسبة إلى الموقف السعودي في بيروت. ففي أعقاب هجوم "القوات اللبنانية" على "المبادرة الفرنسية" في ركنها المتعلِّق بتسوية سليمان فرنجية ـ نواف سلام، كانت تظن باريس، وطبقاً لما وردها من معطيات، أن معراب تتكاتف مع الرياض، أو أنها تتولى تأدية أدوار بالنيابة عنها أو تصبّ في مصلحتها، قبل أن يتأكد لديها أن "القوات" تنطلق من قراءة ذاتية للمسار وهي تعي جيداً إحتمال إنضاج تفاهم مع السعودية يعود عليها بضرر سياسي، وهو ما تسعى إلى تجنّبه من خلال المبادرة إلى الهجوم على فرنسا كنوع من إيصال الرسائل الساخنة إلى الرياض.

وفي الحقيقة، ما يُنقل عن نواب قواتيين يعزِّز فرضية أن معراب ذاهبة إلى مواجهة تسوية فرنجية، بما في ذلك الوقوف في مواجهة السعودية في حال مالت كلياً باتجاه هذا الخيار، وهو ما يحاول السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تداركه من خلال محاولته المستجدة لتهدئة "شريكه" سمير جعجع، المقبل على "عقاب سعودي" في حال تمادى. ولأخذ العلم، فإن ما نُقل مؤخراً عن لسان مسؤولين سعوديين معنيين في الشأن اللبناني، صبّ في مدار الإنزعاج من خطوات "القوات اللبنانية" التي لا تخدم الإستقرار المطلوب في لبنان خلال هذه المرحلة، وتتعمّد إقحام الرياض في تباين في وجهات النظر مع باريس.

"التيار" يستعين بعون

على مستوى "التيار الوطني"، فالظروف ليست أفضل. تبلّغت الديبلوماسية الفرنسية رسمياً إستياء رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، من تجاهل باريس للمناخات المسيحية الرافضة بشكل كامل لمنطق ترئيس فرنجية. في المقابل، أبلغت باريس استياءها من المقاربات المسيحية الداخلية لموضوع تسوية فرنجية، وحمّلت عضو تكتل "لبنان القوي" سيمون أبي رميا رسائل تصبّ في هذا الإتجاه، مترافقة مع قراءة باريس للأسباب الموجبة التي حملتها على دعم فرنجية بوصفه "يحظى بتأييد داخلي لبناني" من دون أن تعلن تبنّيه، وهذه علامة سياسية فارقة. رغم ذلك، يدرس "التيار" التصعيد في أكثر من إتجاه، فيما زوار قياديين أساسيين في "التيار"، يؤكدون أن ميرنا الشالوحي ستسلك نفس المسار الذي تنتهجه "القوات" في مقاربة الأدوار الفرنسية في ما له علاقة بالتسوية الرئاسية ككل، وهو نوع من "المزاحمة" بين القوى المسيحية.

وتشير معلومات "ليبانون ديبايت"، إلى أن قيادة "التيار" إنكبّت منذ فترة قصيرة على الإعداد لجولات سياسية على الأقضية، شبيهة بتلك التي جرت قبيل انتخابات 2018 وما تلاها، لكن ميّزتها تكمن في حضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون شخصياً، ما يوضح أن "التيار" ذاهب أكثر صوب الإستعانة بجهود قائده التاريخي، ولا يقتصر الأمر على ملفات بات يعالجها داخل "المؤسّسة البرتقالية".

ويُنقل عن مستويات موثوق بها، أن عون سيدشِّن هذه الجولات من جزين الأسبوع المقبل، حيث سيكون له كلمة، وصفها المتابعون بـ "المهمة جداً ولن تتّسم بالهدوء وستعلن إطلاق المواجهة المسيحية لأي تسوية رئاسية لا تتوافق والمناخات المسيحية، أو توافق عليها القوى المسيحية التقليدية، أو لا تتمتع بتأييد أحد أطرافها".

المسيحيون إلى السجن الكبير؟

لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا المسار له تكلفته. فخلال مرحلة 1988 ـ 1990 رفع شعار "مخايل الضاهر أو الفوضى"، فاختارت القوى المسيحية آنذاك (عون ـ جعجع) عدم السير بمخايل الضاهر، فعمّت الفوضى وأتت التسوية على حساب تلك القوى، وكان المسيحيون من دفعوا الثمن. وبعيد توقيع إتفاق الطائف، تحوّل قائد الجيش آنذاك ميشال عون إلى منفاه السياسي في فرنسا، فيما زُجَّ بقائد "القوات" سمير جعجع في سجن وزارة الدفاع. المرحلة تحمل نفس المضامين تقريباً ولو بأشكال أخرى. فالتسوية التي يتحوّل جعجع بنظر كثيرين إلى "مخرِّب أساسي" أمامها ويلحقه جبران باسيل، ستأتي عليه ومن خلفه على الحضور المسيحي في السلطة، حيث سيدخل السجن الكبير في استعادةٍ لمشهدية التضحية بالحضور المسيحي عام 1990، مضاف إليه كل ما تمّ تحقيقه بعيد عام 2005.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر