Beirut
16°
|
Homepage
سفراء "الرُباعي" يتحرّكون لقطع طريق بعبدا
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 04 أيار 2023 - 7:09

"ليبانون ديبايت"- عبدالله قمح

حتى الآن، لا تبدو حظوظ رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية معدومة، كما لا يمكن اعتبارها محسومة! وعليه أفضل توصيف ينطبق على حالته أن حظوظه متساوية.
تأسيساً على ما تقدم، تُبذل مساع لمحاولة حشد تأييد واسع لفرنجية ومدّه بجرعات دعم إضافية، لجعل حظوظه متقدمة فعلياً نحو كرسي بعبدا وليس متقدماً فقط على المرشّحين الآخرين. إنطلاقاً من هذا البعد، تعمل "خلية الإيليزيه" على آخر محاولاتها لحسم الملف.

هذا ما يمكن استنتاجه من خلال التطورات الدبلوماسية التي طرأت خلال الساعات الماضية. ويُقال إن الثنائي الشيعي هو الفريق الوحيد الذي يملك نصف مرشّح ويسعى إلى تأمين النصف الآخر (والنصاب) من خلال زيادة مروحة تأييد فرنجية فينال أكثر من 65 صوتاً. لذلك هو متقدم في التفاوض. في المقابل الفريق الآخر المعارض باختلاف ألوانه، لا مرشّح لديه بعد إسقاط إسم ميشال معوض، وهو يبحث عن نصف مرشّح ليلاقي به "الموالاة" ويعزز من أوراقه. بناءً عليه، ينشط النائب غسان سكاف في محاولة تأمين توافق حول شخصية يُمكن السير بها. ويبدو بحسب المؤشرات الأخيرة ومصادر الفريق المعارض من تغييريين ومستقلين، أن إسم صلاح حنين يتقدم.


في غضون ذلك كانت بارزة، المواقف الدبلوماسية التي طرأت خلال الساعات الماضية ومن ثم استُتبعت بحركة سفراء، ما يؤشر إلى احتمال توفر ظروف مختلفة. تدشين المواقف جاء على لسان المتحدث بإسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الذي دعا في بيان "القادة السياسيين إلى التحرّك بشكلٍ عاجل لانتخاب رئيس ولتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات..." معرباً عن اعتقاده أن لبنان "يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد". ترافق موقف ميلر مع رسالة رفعها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي روبرت منديز، والعضو الجمهوري جيمس ريتشي، إلى الرئيس الأميركي حول الوضع في لبنان. ويبدو من خلال قراءة ما بين سطور الرسالة، كلام يستهدف في شقٍ أساسي فرنجية وترشيحه. فطبقاً للمسار الراهن، ليس في استطاعة رئيس تيّار "المردة" تأمين تأييد مروحة واسعة لا سيما في صفوف القوى المسيحية المتجمهرة ضده، ما يجعله غير قادر على الإلتزام ببند "توحيد البلاد" في ظل الإنقسام حوله. يُؤخذ على عبارة دعوة القادة السياسيين إلى انتخاب رئيس بشكل عاجل التي جاءت في البيان الأميركي، أنها تعكس انتقالاً أميركياً إلى ضفة أخرى أكثر مرونة أو وضوحاً، سيّما بعدما كان الأميركيون يتعمدون خلال مجالسهم الداخلية "الغموض" حيال مواقفهم الحقيقية من مسألة الرئاسة في لبنان والإكتفاء بذكر المعايير لا الأسماء.

ما يجعل المواقف الأميركية أكثر تقدماً، ما تبعها من حركة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا بإتجاه بعض الشخصيات. فالمواقف التي اتخذتها والنقاشات التي خاضتها، تمثل إعلاناً أميركياً عن بدء التدخل المباشر في مسار أزمة الرئاسة، سيّما أنها تعمدت إبراز مواقف واضحة حيال الملف الرئاسي من خلال الإعلام. ويُقال إن "الإستفاقة" الأميركية ناجمة عن وضعهم في صورة مخاطر استمرار الشغور الذي سينسحب على مواقع أساسية في تركيبة الحكم.

ترافق الحراك الأميركي مع تقدم سعودي مستجد إلى الميدان من خلال الإيعاز للسفير السعودي في بيروت وليد البخاري التحرّك باتجاه المراكز الرسمية الروحية والسياسية. وفي إشارة بالغة، دشّن البخاري حراكه من دار الفتوى في دلالة بالغة تبعها زيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. في موازاة ذلك، كان موفد قطري يجول في بيروت خلال اليومين الماضيين يرافقه السفير القطري إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، كتعويض عن تأجيل زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، ليستكملا الإستطلاع السياسي القطري. وليس بعيداً عاد السفير المصري ياسر علوي إلى التحرّك من جديد بشكلٍ هادئ وبعيدٍ عن الإعلام. وتُرصد له في هذا المجال لقاءات مع الثنائي الشيعي تعمّد إبقائها بعيدة عن الإعلام، وهو سياق تعتمده القاهرة منذ الشغور الرئاسي.

كل هذه الحركة لا تأتي من عدم، إنما من محاولة لتحريك "حجر" على الطاولة الرئاسية. في المقابل هناك وجهة نظر أخرى تتحدث عن احتمال أن يكون ثمة طارئاً دخل على الخط ودفع بتلك القوى إلى التحرّك ربما في محاولة منها لتطويق أي احتمال لوصول فرنجية، خصوصاً بعدما تأكد لديها أن التوجه الفرنسي جدي بالنسبة إلى فرنجية ويُواكب باندفاعة قوى لبنانية أساسية وقادرة، وإن فرنجية يستأنس بالمسار ويرتكز إليه في محاولة تحسين ظروف ترشحه، وقد تقدم خطوة إلى الأمام من خلال ظهوره الإعلامي الاخير الذي قُرئ فيه إعلاناً رسمياً بالترشح ولو أتى على شكل غير مباشر. ولا بد من أخذ المشهد بقالب أوسع. فحراك السفراء بهذا الشكل السريع والمباغت والمفاجئ، يأتي على حساب حراك السفيرة الفرنسية آن غريو، التي تنشط بتكليف من خلية الإيليزيه وليس بتوجيهات من وزارة الخارجية الفرنسية. وتشير المعطيات إلى عدم حصول تنسيق معها حيال الخطوات الدبلوماسية التي قام بها السفراء المعتمدون.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
رد "نوعي" على استشهاد هادي... هل يشكّل حجّة إسرائيلية لاجتياح لبنان؟! 9 اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 5 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 1
بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 10 تصلّبٌ مفاجئ! 6 ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 2
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 11 كتاب يُثير الجدل ولافتة "تحذيرية" في الضاحية الجنوبية: احذروا المرور! 7 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 3
بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 12 ذهبوا لمصادرة "أغلفة تبغية" مزورة... فكانت المفاجأة! (فيديو) 8 الحزب يبدأ "معركة الداخل" ويطلب وضع الجيش "رهن إشارته"... مخطّط سريّ! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر