Beirut
16°
|
Homepage
مناورة الجنوب... "حزب الله" يكرِّس تحوّله
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 22 أيار 2023 - 6:57

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

في زمن التحوّلات، إستكمل "حزب الله" إنجاز تحوّله. وفي السنوية الثالثة والعشرين لتحرير الجنوب، أضحى للمقاومة جيش خَرَجَ من المفهوم التقليدي للمقاومة، أو نقّحه بمزيج ما بين المفهومين. خطَّ هذا المفهوم الشهيد عماد مغنية بعيد حرب تموز 2006. جاءت الترجمة العملية الأولى في القصير وسوريا، والآن باتت الصورة متكاملة في عرمتى.

في نشأته إعتمدَ "حزب الله" كمقاومة، تكتيكات القتال وفق الطراز الدفاعي، أو إجمالاً الحرب الدفاعية. في تحوّل عام 2023 رسم معادلات النهج الهجومي، وجسّدها كلها في مناورة تحمل تلك الأبعاد.


لم تكن مناورة "كسّارة العروش" الرمزية في عرمتى أمس، بكل ما تحمله من مضامين ومصطلحات تفسير، أو موقع جغرافي مشابه لبيئة الجليل، سوى محاكاة تفصيلية عن نهج أعلن الحزب رسمياً أنه قد فرغ من وضع خططه.

مشهدية إقتحام مستعمرة وتدميرها باستخدام قوة نار برّية وجوّية، بما في ذلك إدخال المسيّرات الهجومية ـ التكتيكية نطاق الخدمة الفعلية، ليس سوى تعبير صريح عن انتقال المقاومة من الحديث "النوايا" المستمر والمكرّر عن إدراج المستعمرات ضمن قائمة الأهداف إلى مستوى تنفيذي بالفعل. من بعده بات التكهّن مشروعاً في أن الحزب أنهى خططه أو تحوّلاته في هذا الصدد، وبات في جهوزية هجومية وليس دفاعية. قد يفهم أن المقاومة خرجت كلياً من مفهوم تفاهم نيسان 1996 وباتت المعادلات مختلفة.

ليست تل أبيب مقابل الضاحية أو أي قرية في الجنوب مقابل أي مستعمرة داخل الكيان، إنما باتت المستعمرات على طول الشريط الحدودي في حدّ ذاتها، ومن دون أي مقدمات أهدافاً مشروعة للمقاومة طالما أنها تمثل خطراً وجودياً بالمفهوم الإستراتيجي.

عملياً، ليست المرة الأولى التي يُنجز فيها "حزب الله" عرضاً عسكرياً أو مناورة. كان يتبع كل إجراء من هذا القبيل تطوّر ما. بعيد معركة القصير في سوريا عام 2013 قام "حزب الله" بعرض عسكري داخلي هناك. فهم حينذاك أن "حزب الله" يعبِّر عن انتصاره. بخلاف ذلك، ثمة من فهم سلفاً الرسالة بطريقة مغايرة. كان الحزب يعبِّر عن إنتقاله من جيل إلى آخر بصورة مختلفة كلياً. في مناورة "كسارة العروش" 2023، أي بعد عقد كامل، أتم الحزب ما سبق أن عمل عليه، وزيادة عن عرض القصير تكمن إضافة الحزب بعلنية مناورته، وجعل من الإعلام المحلي والعربي والغربي شهوداً على ذلك.

في الواقع، حقّق الحزب مبتغاه من المناورة قبل حصولها من جراء ما كسبته من اهتمام إعلامي داخلي وخارجي، إلى جانب التركيز الإسرائيلي طبعاً.

طوال الأيام التي سبقت المناورة، بدا الإعلام العبري منشغلاً إلى حدٍ بعيد في قراءة أبعاد الحدث قبل حصوله. كرّس اهتمامه نهار أمس، مع إستخلاصه أن "المناورة تمثل تهديداً جدياً من جانب "حزب الله". من أبرز قراءات ما جاء على القناة 12، من حيث تعبيرها عن مقدار القلق الذي انتاب العدو من تنامي القدرات البرية لدى المقاومة، لا سيما سلاح ضد الدروع، مفترضين أن ما أظهره الحزب، ذات قدرة على إعاقة أي غزو برّي للجيش الإسرائيلي.

الإستناج المبدئي، تجاوز حكماً نتائج التدريبات والمناورات التي قام بها الجيش الإسرائيلي مؤخراً، لا سيما في قبرص المشابهة جغرافياً لجنوب لبنان، وجعل هدفها تعزيز قدرات "سلاح البرّ" والمدرّعات لديه لما تشكّله من "عامود فقري" للعقيدة القتالية الإسرائيلية.

ليس بعيداً، لفتت راجمات الصواريخ المتعدّدة الفوهات والمحمولة على سيارات متحرّكة إلى جانب المسيّرات الضخمة التكتيكية المسلّحة التي ظهرت في مناورة الجنوب أمس، إنتباهاً عبرياً، وجاءت القراءات من قبيل ما ستشكّله من إرباك لمنظومات القبّة الحديدية.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 9 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 5 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 1
بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 10 واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بقوة 5.6 درجة... زلزال "يهز" شمال تركيا! 11 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 7 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 3
عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 12 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 8 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر