"ليبانون ديبايت"

رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن "إستشهاد الزميلين في الميادين, قد يكون منطلقاً نحو فتح جبهة الجنوب على مصراعيها ربطاً لما جرى في الساعات الماضية من معلومات بالغة الدقة والأهمية ومؤداها أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين, جاء إلى إسرائيل موفداً من الرئيس الأميركي جو بايدن".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", قال العريضي: "جاء ذلك, بعد معلومات تشير إلى أن العدو الإسرائيلي بصدد القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق في لبنان أكان عبر الحدود البرية في الجبهة الشمالية ومن ثم قصف مدن وبلدات إلى منشآت حيوية في العمق اللبناني بعد سقوط قذائف على إحدى ثكناته العسكرية, تحت ذريعة تعرض المستوطنات والعمق الإسرائيلي إلى عمليات صاروخية وإطلاق مسيرات".

وأضاف, "بعد أن تبلّغت الإدارة الأميركية القرار الإسرائيلي, جاء هوكشتين على وجه السرعة وإتّصل بأحد المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بالقول: حذاري مما قد يصيب بلدكم من عمليات عسكرية ذلك, فكونوا حذرين, وتيقّنوا أن إسرائيل بصدد القيام بهذه الأعمال, وعليكم تجنبها من خلال إلتزام الهدوء على الجبهة الجنوبية, وإلا الآتي أعظم وليس بمقدور أي طرف في مثل هذه الظروف أن يلجم أي عمل عسكري, خصوصاً أن الميدان لا زال مشتعلاً في غزة, والأمور معقّدة وصعبة للغاية".

وتابع, "لا يُستَعبد أن يقوم هوكشتين بأي زيارة خاطفة إلى بيروت كونه على دراية تامّة بالوضع اللبناني من جوانبه كافة, لا سيّما أنه بصدد تحريك الملف الرئاسي والمساعدة في معضلة التمديد أو عدمه لقائد الجيش العماد جوزاف عون, خصوصاً أن السفيرة الأميركية دورثي شيا, تتابع وتواكب هذه المسألة في وقت عُلم أن قطر تتحرّك بهدوء على هذا الخط".

واستكمل, "أسهم مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري إرتفعت, في ظل دوره بحفظ الأمن والحدود إلى أسماء أخرى في طليعتها الوزير السابق المحامي ناجي البستاني, والرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة هارفرد حبيب الزغبي, ما يعني أن هناك سباقاً محموماً, بين التمديد أو عدمه ومن ثم الوصول إلى تمرير الإستحقاق الرئاسي ليكون للبنان رئيس يواجه ويجابه التحديات المقبلة لأن المنطقة مقبلة على حرب استنزاف طويلة وتسويات كبيرة".

لذا برأي العريضي, "لا يمكن أن يكون هناك شغور رئاسي, وحكومة تصريف أعمال, وهذا ما ظهر في الساعات الماضية عندما قال أحد المستشارين في سفارة اوروبية, انتخبو رئيس وحصّنوا بلدكم لأن المسألة طويلة في المنطقة وحرب غزة متجّهة إلى إعادة تكوين الشرق الأوسط, وتسويات تنتطلق من لبنان إلى سوريا, وفلسطين والعراق, وكل الإحتمالات واردة جنوباً من خلال أي حرب مقبلة لأن نتنياهو يريد مصالحة الرأي العام الإسرائيلي وحماية المستوطنات, وقد يقوم بمغامرة غير مسحوبة على غرار ما فعله أرئيل شارون في العام 1982, أي أن لبنان في آتون هذه الحروب والأزمات والصعوبات, ولهذا تأتي التحذيرات وبشكل يومي وعلى مدار الساعة, وفق ما ينقل عن المتابعين بهذا السياق".