Beirut
23°
|
Homepage
الرد "على المنخار"... إيران ترفض عرضاً رسمياً لدخول "الخماسية"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 09 أيلول 2024 - 7:03

"ليبانون ديبايت- عبدالله قمح

الوضع على أشدّه إيرانياً. تنظر الدولة "القائد" لمحور المقاومة إلى عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لـحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران على أنه "مسٌ بشرفها". تأخر الرد نعم لكنه، بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين بات محسوماً ولا تعثّر عند طرح استفسارات مرتبطة به إذ الجواب واحد: "القرار بالرّد اتُخذ ويبقى اختيار التوقيت".

في عامل المفاضلة المعطوف على برغماتية الإدارة الإيرانية و منظومة "الصبر الإستراتيجي"، هناك مجموعة أهداف لا بدّ من تحقيقها عبر الرّد، سواء كان وفق أسلوب عسكري بحت أو عبر استغلال الضغط الناتج عن التهديد كعاملٍ مؤثرٍ في توفير مساحة المتطلبات الأمنية أو العسكرية، من دون إغفال البعد السياسي المتصل في مسار الحرب على قطاع غزّة.


من يتعمّق في الأحداث الجارية يرصد رغبةً أميركية -ولو أنها تبقى محل شك طبيعي- لإنهاء الوضع السائد في قطاع غزة، أقلّه وفق الشكل الجاري حالياً. ولدى القيادة الإيرانية كما اللبنانيين طبعاً، نماذج عن محاولات أميركية لإنهاء الوضع القتالي هناك واستبداله بنسقٍ آخر من العمليات دون أن يعني إنهاء العمليات العسكرية بشكل كلّي دفعة واحدة. في نفس السياق ينظر الأميركيون، إلى رد حزب الله "الذكي والمدروس" الذي نفذه في 25 من الشهر المنصرم رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر، على أنه فعلٌ أدى إلى تنفيس الكثير من الإحتقان في المنطقة من دون إغفال أن الردّ لم يؤد إلى تخفيض منسوب عمليات "الإسناد" عند الحدود الجنوبية للبنان.

على المستوى الإيراني، من مصلحة طهران التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة متى أن الشعار الذي تتبنّاه جبهات الإسناد هو "المؤازرة" ودفعاً لوقف الحرب على قطاع غزة، شرط ألا يتم بطريقة مواربة إنما وقفاً واضحاً لإطلاق النار مربوطاً بضمانات في استطاعة الجهات الراعية للتفاوض، توفيرها.

مفاوضات سرية إيرانية – أميركية؟
عموماً ثمة حديث واسع ومنتشر حول مفاوضات إيرانية – أميركية جارية لتسوية الأوضاع إستباقاً للدخول في "اليوم التالي"، أو في الحد الأدنى يُقال إن الطرفين الأميركي والإيراني، يجريان جولات من المحادثات السرية على مستوى الخبراء في عُمان. في المقابل يؤكد مسؤولون إيرانيون، بحسب المعلومات التي توفّرت لـ"ليبانون ديبايت"، أن ما يُنقل من معلومات حيال المفاوضات "ليس دقيقاً". ما يجري ليس تفاوضاً بمعنى الجلوس على طاولة مستديرة حيث يمثل كل طرف عبر وفد رسمي يتم عبرها تبادل الأفكار، كما أنها ليست عبارة عن "مفاوضات غير مباشرة" تحصل في عاصمة معينة وتجري من غرفة إلى غرفة ويتم خلالها تناقل رسائل من خلال طرف ثالث، إنما ما يحصل هو أقرب إلى "تبادل الرسائل وفق الأسلوب الجوّال عبر دول وسيطة".

يؤكد المسؤولون الإيرانيون أن الخيار ما زال بالنسبة إلى طهران، هو بعدم الجلوس المباشر مع أي مسؤول أميركي بصرف النظر عن منصبه، أكان دبلوماسياً مبعوثاً أو موفداً، وهذا القرار ساري أقلّه منذ عام 2021.

الوضع نفسه أو القرار نفسه متخذ في ما يرتبط بالمسألة اللبنانية، أي في ممانعة الجلوس مع دبلوماسيين أميركيين.

القرار عند "الثنائي"
لبنانياً، القرار الإيراني هو بترك الحرية للحزب بإدارة الملفات بالتعاون والتنسيق الوثيقين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يتلقى الإيرانيون ما يتم التفاهم عليه من جانب "الثنائي" عبر قناتهم المفتوحة دائماً مع "حزب الله".

خلال المرحلة الراهنة، يجري نقاش داخلي كبير حول سبل استنهاض الملف الرئاسي العالق في عنق التعطيل، وفي السياق اُعيد تفعيل دور "الخماسية الدولية" وجرت لقاءات سعودية – فرنسية في الرياض من المحتمل أن تنسحب اجتماعات في بيروت.

الآن أين إيران من هذا كله؟

قصة ضمّ إيران إلى "الخماسية"
خلال المرحلة الماضية، أي عند ولادة فكرة "الخُماسية"، نمت معطيات عن رغبة، عربية تحديداً، في توسيع إطار "الخماسية" بعدما كانت ثلاثية أساساً. أحد السفراء العرب ولعله السفير القطري، رمى حجراً في بركة "الدول الخمس" مستفيداً من جو تقارب خلّفه الإتفاق الإيراني – السعودي في بكين، طارحاً تحويل "الخماسية" إلى "سُداسية" عبر ضمّ إيران.
يُقال إنه لم يكن هناك من اعتراض عربي أو حتى غربي. السعودية لم تتفاعل سلباً ولم تؤيّد. مصر تركت الموضوع يأخذ مداه دون تدخّل منها. الولايات المتحدة نُظر اليها على أنها راغبة أو صاحبة مصلحة، ودخل السفير الإيراني "الخماسية"، تلقائياً ضمن مسارٍ ممثلة فيه السفيرة الأميركية، ويعقد اجتماعات دورية ولو وفق صيغة جماعية. لذلك تجد واشنطن منفعةً في استثمار هذا المسار في قضايا تتجاوز المسألة اللبنانية ما يمثل فتح قناة تنسيق إيرانية – أميركية في بيروت بدلاً عن دول أخرى. على أي حال يتبقى رأي "العروس".

من وجهة النظر الإيرانية ثمة أسباب لا بُد من أخذها في الحسبان حين يتم تناول الملف اللبناني:
- أولاً، ماذا قدّمت "الثلاثية" قبلاً وفي ما بعد "الخماسية" وماذا ستقدّم، وما في وسع "السُداسية" تقديمه؟
- ثانياً، ماذا يمكن لإيران أن تُقدّم أو أن تُضيف الى هذا المسار المعقّد أصلاً والذي لم يوصل إلى أي نتائج حتى الآن؟
- ثالثاً هل من مصلحة للبنان دخول ايران الى "الخماسية"؟ وعطفاً على ذلك ما هي مصلحة إيران؟

يُعتقد على نطاق واسع أن مصلحة إيران أصلاً مؤمّنة من خلال وجود حلفائها في بيروت، لا بل إنهم شركاء أساسيون في عملية الإختيار والتفاوض الرئاسيين.
تعتقد إيران أن الخيار الداعم دخولها المسار والمدعوم من مجموعة دول، ليس نابعاً وفق توصيف دبلوماسي إيراني عريق، من ضرورات لبنانية بحتة إنما تأتي من خلفيات على صلة بقضايا إقليمية و "لفتح نافذة مع طهران". يضيف أن دخولاً إيرانياً وفق هذا الشكل ليس مقبولاً في الداخل الإيراني أو أنه لن يلقى قبولاً سياسياً إيرانياً داخلياً، على اعتبار ان التدخل بهذا الشكل "الفجّ" في قضايا سياسية رئاسية تخص دولة أخرى مهما كان لهذه الدولة من موقع بالنسبة لطهران، ستؤدي في ما بعد إلى إحراج إيراني أمام احتمال حصول تدخل من قبل دول معينة في ملفات إيران الداخلية ومن ضمنها الرئاسية.
عند هذا الحد توقف طرح السفير القطري الذي سبق أن تمت مناقشته مع السفير الإيراني في بيروت من دون أن يلقى قبولاً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
إسرائيل تستخدم سلاحًا محرمًا في غارة على الباشورة 9 إعلام إسرائيلي يكشف ملابسات الخسارة في أول معركة برية مع حزب الله 5 "تشييع نصرالله يوم الجمعة"... إعلام إسرائيلي يكشف! 1
أزمة جديدة تطل برأسها... ماذا طلب هؤلاء من النازحين؟! 10 للمرة الأولى... غارة "عنيفة" على القاعدة العسكرية الروسية في سوريا (فيديو) 6 بالفيديو: مشاهد "مثيرة للجدل" من داخل غرفة عمليات الحرس الثوري 2
مصير لبنان بيد رجلين 11 "إنفجارٌ ضخمٌ" يهزُّ دمشق إثر إستهداف إسرائيلي (صور) 7 صور حطام صواريخ الهجوم الإيراني على إسرائيل تكشف "المستور" 3
بصورة لمقاتلات "إف- 35"... رسالة من نتنياهو إلى إيران 12 "ضربة" تُسرّع التفاوض 8 "الأمن" يُلقي القبض على مروّج رسالة مفبركة لإخلاء بلدات جنوبية 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر