أفاد مراسل "ليبانون ديبايت" بأن وحدات الجيش اللبناني والهندسة تتجمع استعداداً لدخول حوش السيد علي بعد انسحاب الجيش السوري، في حين تقوم عناصر الجيش والامن العام السوري بحرق ما تبقى من منازل.
وبدأ الجيش اللبناني تمركزه في الشق اللبناني من بلدة حوش السيد علي، وذلك بعد انسحاب الجيش والأمن العام السوري من المناطق التي كان قد توغل فيها خلال الاشتباكات مع العشائر المحلية.
وأفاد مراسل "ليبانون ديبايت" أن ستين آلية عسكرية قد دخلت إلى الشق اللبناني من البلدة، حيث عزز الجيش اللبناني تواجده بشكل كبير من خلال استحداث نقاط عسكرية وأمنية داخل البلدة.
يأتي هذا التمركز في وقت حساس، بعدما شهدت المنطقة توترات أمنية كبيرة نتيجة الاشتباكات التي دارت بين الجيش السوري والعشائر، ما دفع الجيش اللبناني إلى نشر قواته لضمان استقرار المنطقة وضبط الأمن.
وقد أفادت قناة "الميادين" أن المجموعات المسلحة قامت، صباح اليوم الأربعاء، بإشعال النيران في عدد من المنازل في بلدة حوش السيد علي في البقاع شرق لبنان، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المحليين.
وأوضحت القناة أن حرق المنازل يأتي في وقت حساس بعد أن شهدت المنطقة سلسلة من التوترات الأمنية بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة.
وأشارت إلى أن المجموعات المسلحة من سوريا عمدت إلى نهب منازل المواطنين في بلدة "حوش السيد علي" اللبنانية قبل أن يحرقوها.
وفي وقت لاحق، أفادت قناة "الميادين" بأن الجيش اللبناني وصل إلى جانب المدرسة الرسمية في شرق بلدة "حوش السيد علي" مجتازاً مسافة 1 كلم.
وترافق هذا التصعيد مع وصول رتل من الجيش اللبناني إلى أطراف بلدة "حوش السيد علي" مكون من 60 آلية، وذلك في محاولة لتعزيز التواجد العسكري وفرض السيطرة على المنطقة. وقد جاء هذا التحرك العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة عمليات عسكرية متقطعة بين الجيش اللبناني والجيش السوري الذي يعمل على زعزعة الأمن في المنطقة.
إحراق منازل في حوش السيد علي... و #الجيش_اللبناني يرفع الجهوزية!https://t.co/pHX2ZIajxV pic.twitter.com/5ehUoMKgSb
— Lebanon Debate (@lebanondebate) March 19, 2025
يأتي هذا التطور بعد أيام من الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة، حيث تسلّم الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني جثماني شابين من آل مدلج، اللذين تم اختطافهما وإعدامهما من قبل جهات مسلحة على الحدود اللبنانية السورية. وترافقت هذه الحادثة مع توترات على الحدود، حيث تبادل الجيش اللبناني والجيش السوري النيران في مناطق متعددة على الحدود اللبنانية السورية.
ويُذكر أن الجيش اللبناني كان قد أطلق عملية أمنية واسعة للحد من التسلل المسلح، بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية التي أسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار بين السلطات اللبنانية والسورية. ورغم ذلك، استمرت الخروقات الأمنية، إذ أقدم الجيش السوري على إطلاق النار باتجاه عدة مناطق حدودية، من بينها حوش السيد علي.
ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن المنطقة ما تزال تشهد اشتباكات، مع محاولات مستمرة من الجيش اللبناني للحفاظ على استقرار الوضع الأمني والحد من التصعيد.
وقد أشار المصدر الأمني إلى أن الجيش اللبناني يواصل تعزيز تحركاته في المنطقة، مع نشر مزيد من الآليات العسكرية على أطراف بلدة "حوش السيد علي". ويُتوقع أن تشهد المنطقة خلال الساعات المقبلة عمليات تمشيط لمنع أي عمليات تسلل من الجانب السوري.
في هذا الإطار، تأتي التطورات الحالية وسط توتر متصاعد على الحدود، حيث لا يزال الجيش اللبناني يعمل على تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة.