يُضفي تريّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتخاذ قراره بالدخول في الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية، أبعاداً جديدة على واقع هذه الحرب، ويطرح بالدرجة الأولى، احتمال أن يصرف ترامب النظر عن هذه المشاركة، كما يتوقع الكاتب والمحلّل السياسي في واشنطن وسام يافي، الذي يجد أن الإدارة الأميركية، كانت تتوقع أن تؤدي الضربة الإسرائيلية لإيران إلى إنهاء النظام وإضعافه، إنما برهنت إيران أنها لا تزال تملك قدرات كثيرة كتوجيه ضربات قوية لإسرائيل التي توجّه لها الضربات في المقابل.
ويؤكد المحلّل يافي في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، أنه من الصعب أن يؤدي قصف الطيران إلى سقوط النظام، فإيران بلد كبير وليس من السهل القضاء عليها كبلد وكنظام، خصوصاً وأن هناك تقديراً جديداً من الإدارة الأميركية لحجم قوة الردّ الإيرانية، ولذلك لم تتّخذ واشنطن قراراً بالتدخّل.
أما السبب الثاني للقرار الأميركي وفق يافي، فيعود إلى أن غالبية المحلّلين العسكريين الأميركيين، ليسوا واثقين من أن "ضربة أميركية عسكرية كبيرة ستنهي البرنامج النووي، ولذلك يطرحون الآن ضرب النووي التكتيكي من أجل الوصول إلى المنشآت الإيرانية، في ظل شكوك بأن إيران استبقت الضربة ونقلت المواد الأساسية للتخصيب إلى أمكنة أخرى، وبالتالي، فالإدارة الأميركية لا تريد أن تسدّد ضربةً فاشلة لإيران، لأن ذلك يعني فتح الحرب ليس فقط في إيران إنما في العالم بأسره".
ويستبعد يافي دخول واشنطن في الحرب، لأن العسكريين الأميركيين لا يريدون حصول مثل هذه الضربة، كما أن السعوديين بدورهم يرفضون حصولها.
وفي هذا المجال، يلفت يافي إلى أن الأميركيين باتوا يهزأون بنتنياهو، لأنه يحاول القيام بحرب على حساب الأميركيين، أي أنه يريد تمويل حربه من جيوبهم.
وعن المسار التفاوضي الذي انطلق في جنيف، يؤكد يافي أنه سيتواصل وقد انطلق بين إيران والأوروبيين، لأن الأوروبيين يحاولون إيجاد منفذ من هذه الحرب. كما أنه يشدّد على أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، كان خطوة خاطئة، ولذلك تريد إسرائيل اليوم وقفها، وعملت على إدخال الأوروبيين على الخطّ، فوقاحة الإسرائيليين تمنعهم عن التقدّم إلاّ إذا قام الطرف الآخر بصدّهم.