سخرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من إدارة الرئيس دونالد ترامب على خلفية فضيحة مجلة "ذا أتلانتيك"، التي تم خلالها إضافة رئيس تحريرها، جيفري غولدبرغ، إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق "سيغنال"، حيث كان يناقش كبار مسؤولي إدارة ترامب خطط الهجوم على الحوثيين في اليمن.
وكان غولدبرغ قد كشف، يوم الاثنين، عن أنه تم إضافته عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة سرية تضم كبار المسؤولين في إدارة ترامب، حيث جرت مناقشات حول خطط عسكرية سرية، بما في ذلك تفاصيل حول الضربات المرتقبة ضد الحوثيين. وفي تعليق لها على الواقعة، كتبت هيلاري كلينتون في منشور عبر منصة "إكس": "لا بد أنك تمزح معي!"، وأرفقت المنشور برمز تعبيري لعيون متوسعة، في سخرية واضحة من الحادثة.
???? You have got to be kidding me.https://t.co/IhhvFvw6DG pic.twitter.com/bnNG4dGSpI
— Hillary Clinton (@HillaryClinton) March 24, 2025
وأشارت التقارير إلى أن المجموعة أنشأها مستشار الأمن القومي مايك والتز، وشارك فيها وزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جيه دي فانس، واستخدمت منصة "سيغنال" التي تحذف رسائلها تلقائيًا، مما أثار مخاوف بشأن انتهاك قانون السجلات الرئاسية.
وتكتسب هذه الحادثة أهمية كبيرة كونها تأتي بعد 9 سنوات من حملة ترامب ضد هيلاري كلينتون، التي اتهمها باستخدام خادم بريد إلكتروني خاص أثناء فترة عملها كوزيرة للخارجية، وهو ما استغله ترامب سياسياً في حملته الانتخابية لعام 2016. وفي ذلك الوقت، كانت قضية البريد الإلكتروني محورية في السجال السياسي.
وحسب تقرير "ذا أتلانتيك"، فإن غولدبرغ قد تلقى دعوة للانضمام إلى مجموعة التراسل بشكل غير مقصود، حيث تم تداول تفاصيل حساسة حول الضربات العسكرية المرتقبة ضد الحوثيين، بما في ذلك تحديد الأهداف والأسلحة المستخدمة وتسلسل الهجوم.
وقد انتقد السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، آندي كيم، الحادثة بشدة، قائلاً: "هذا غبي للغاية وغير مسؤول. يجب أن يفقد الناس وظائفهم بسبب هذا، ويفضل أن يكون هيغسيث." وفي السياق ذاته، طالب السيناتور روبن جاليغو خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" باستقالة وزير الدفاع، مشيرًا إلى أنه "كان غير مؤهل منذ البداية، وقد أثبت ذلك الآن بالفعل".
في هذا الإطار، أفادت "بوليتيكو" في تقرير لها أن مستشار الأمن القومي مايك والتز أصبح الآن المسؤول الأكثر عرضة للإقالة في إدارة ترامب بسبب مسؤوليته المباشرة عن إنشاء المجموعة وإضافة غولدبرغ إليها، ونقلت المجلة عن مصدر قريب من البيت الأبيض قوله: "الجميع هنا يتفق على أمر واحد: مايك والتز أحمق".
من جهة أخرى، أكد ترامب أنه لم يكن على علم بهذه الحادثة عندما سئل عنها، قائلاً: "لا أعرف شيئًا عن القصة، ولست من كبار المعجبين بمجلة 'ذا أتلانتيك'".
ومن المتوقع أن تدلي مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء بشأن التهديدات العالمية، وسط دعوات لفتح تحقيق فيدرالي لمعرفة ما إذا كانت هذه التسريبات تمثل خرقًا لقوانين حفظ السجلات أو التعامل مع معلومات سرية.