Beirut
16°
|
Homepage
مطر في قداس لراحة نفس حرب: لنتحاور بصدق من أجل لبنان
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام | الاحد 02 آب 2015 - 17:20

ترأس مطران بيروت للموارنة بولس مطر، قبل ظهر اليوم، في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، قداسا إلهيا لراحة نفس العقيد داني جوزف حرب، بمناسبة مرور سنة على استشهاده، وعاونه المطران طانيوس الخوري، ولفيف من الكهنة.

حضر القداس: ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون النائب حكمت ديب، النائبان ايلي عون وزياد القادري، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الداخلية السابق مروان شربل، نقيب محرري الصحافة الياس عون، وممثلو القيادات الامنية والعسكرية والهيئات الاجتماعية، والدة الشهيد وأرملته وولداه ريان ورواد وشقيقته وأفراد العائلة، ورفاقه من الضباط والرتباء والعسكريين.

بعد الانجيل، تلا المطران مطر بركة رسولية من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال فيها: "رغبتم، كما اطلعتني زوجة الشهيد السيدة اليونور، إحياء ذكرى استشهاده السنوية الأولى (3 أب 2014-3 آب 2015)، بإصدار هذاالكتيب وتوزيعه على المشاركين في القداس السنوي لراحة نفسه، وعلى الأصدقاء والمعارف"، معربا عن مواساته لزوجة الشهيد وطفليه ووالدته وأشقائه وسائر ذويهم، ولقيادة الجيش.


وأضاف: "العقيد الشهيد داني، منذ انخراطه في سلك الجيش، آمن بقيم هذه المدرسة، فخدم بشرف وضحى من دون حساب، واستشهد وفاء للقسم، هكذا فهم الرتب العسكرية التي كان يرفع اليها عن جدارة واستحقاق، بحسب الأجوبة المعطاة على أسئلة زوجته القلقة دائما عليه في ظروفنا الصعبة، فالرائد بمفهومه قائد يقود العسكر ويكون بالطليعة، والمقدم هو الذي يتقدم العسكر ويكون بالواجهة، ولما سألته عما سيفعل عندما يصبح عقيدا، أجاب بابتسامة، وكأنه يستبطن البلوغ الى ذروة شهادة الدم، وهذا ما حصل في آب 2014".

وتابع: "عرفت الشهيد الحبيب داني، عندما كان يعد ضابطا برتبة رائد، ويخدم في اللواء السادس، بمناسبة زيارتي الراعوية الى أبرشية بعلبك الهرمل، فكان رفيق زياراتنا من رعية الى رعية ما بين شليفا ونيحا، في محطتنا الأولى في 14 و15 آب 2011، فاكتشفنا فيه وجه العسكري المخلص والمتفاني في الخدمة، وكم أسفنا لخسارته، وكم شعرنا بالألم العميق الذي أصاب عائلته وبالصدمة البليغة لطفليه، اللذين لا شك عندنا من ان والدتهما تربيهما على الإعتزام بأن والدهما بطل، من أبطال مؤسسة الجيش، افتدى الوطن وشعبه بدمه، وهو من سمائه يعضدكم جميعا ويستمطر من جودة الله كل خير وعزاء، فليكن ذكره مؤبدا في الصلاة والقلوب".

ثم ألقى مطر عظة، جاء فيها: "يا اخوتي بعد كلام البطريرك لا كلام سوى التعزية باسمه للعائلة العزيزة الوالدة والزوجة الوفية والولدين والاشقاء والاصدقاء، والاهل ولجيشنا الابي الباسل الذي احتفل أمس بعيده السبعين، وهناك علاقة وثيقة بين العيد والشهادة"، مشيرا إلى ان "عيد الجيش هو شهادته القصوى واستعداده للزود عن كرامة الوطن وسيادته، فننحني إجلالا لجيشنا الوطني، خصوصا لشهدائه الابرار الذين حصنوا ويحصنون كرامة لبنان وشرفه".

وقال: "لا كرامة وشخصية لنا دون سيادة الوطن، والجيش يحمي هذه السيادة ويصونها ويؤمن كرامة كل إنسان منا أمام نفسه وأمام التاريخ، لذلك جيشنا عزيز علينا مثل الوطن، هذه أمثولة نحفظها في قلبنا. أما الفداء، فقد علمنا الرب يسوع قيمته عندما قال ما من حب أعظم من هذا. ان يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه".

وأضاف: "الوطن يفتدى لأنه مقدس، فهو ذاتنا الكلية وشرفنا، هو نحن الجماعية ماضيا وحاضرا ومستقبلا، كما تفتدى العائلة، كما يفتدي الاولاد والأحبة، هذا الوطن يفتدى، ونحن نحيي كل إنسان يدخل في الجيش والقوى العسكرية، لأنه يعلن بمجرد دخوله انه يقبل الموت فداء عن وطنه. وعندما يصل الى قمة الفداء، يصل الى قمة الحب".

وتابع: "المرحوم الشهيد داني دخل هذه المدرسة العزيزة، مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، لا حبا بالقتال أو بالسلاح، بل حبا بوطنه وكرامة وطنه، ليعيش فيه أولادنا وأجيالنا بسلام. فقد دخل الجيش من اجل سلام لبنان وسلامة أبنائه، قبل أن يموت ليحيا الآخرون، وهذه قمة العطاء، فالفداء قمة الحياة، ونحن تعلمنا من ربنا يسوع المسيح ان الذين يموتون فداء عن احبائهم او هم لقيامة وطنهم لحياة جديدة، يتمتع بها لاحقا الصليب، الطريق الى القيامة والمجد، الصليب والموت الطريق الى الحياة، لذلك مثلما قام يسوع بعد الصلب من القبر، العقيد داني مع المسيح قام الى الحياة الأبدية، ومع المسيح يفتدي الأرض كلها من أجل سلام يأتيها من الله نتمتع به جميعا ونصلي من أجله".

وقال: "هو اراد الحياة ولم يرد الموت قبل الموت من اجل الحياة، روحه الطيبة تدل على ذلك انطلاقا من ايمانه الراسخ بالرب، هذا الإنسان الذي حمل السلاح اعتاد أن يحمل سبحة العذراء، ويصليها كل يوم تعبدا للعذراء مريم، وإكراما للقديسين، يحب القديسين والصلاة، يحب ربهم الكلي من كل قلبه، تعبد لمريم العذراء. هذا الإنسان غني بكل ما فيه وبكل ما عمل، روح العطاء اخذها من ربه الذي أعطانا كل شيء، وقد تجلى ذلك عندما سقط أرضا وحاول رغم ذلك أن ينقذ رفيقا له العقيد البطل الجمل، وأبى إلا أن يعرض نفسه فداء عن رفاقه حتى الرمق الأخير".

وأضاف: "يصعب على الإنسان عندما يفقد حياته أن يفكر بحياة الآخرين، هذا الأمر الصعب عاشه المرحوم داني عندما كان يفقد حياته فكر بحياة رفاقه. فهو أمثولة لا تنسى من إنسان بطل وقديس في الوقت نفسه، يحب حتى الموت من أجل إنقاذ رفاقه من محنة ومن موت محتم، لذلك نفخر به ضابطا بطلا، وابنا وأبا حنونا وزوجا وفيا، نفخر به انسانا مؤمنا، لبنانيا صميما، نفخر به رجل العطاء تعلمه من ربه الذي أعطاه كل شيء".

وتابع: "سيبقى ذكره مؤبدا كما قال غبطته، عند ربه وفي وطنه وعند الذين أحبوه، وأنتم كلكم ممن أحبوه، هذاالرجل والضابط الكبير والبطل والقديس صلاة الله عليه، نطلب له أن يتمتع بالسعادة الأبدية، حيث هو بالقرب من الرب، وان يبقى مصليا لأجل عائلته ولولديه ليكبرا وتكون الزوجة حامية لهما، ليعبرا فخورين بوالدهما وبكل ما قام به وأعطى ذاته، نصلي على نية وطننا الحبيب لكي نصل الى السلام، الذي من أجله استشهد عزيزنا داني، ونقول لا، وقبل أن يقتل شهدائنا مرتين، مرة بالسلاح وبالشرف، ومرة ثانية عندما نتخلى نحن عن وحدة وطننا وعن محبتنا لهذا الوطن العزيز الغالي، تعالوا نتحد ونتعاون ونتحاور بصدق وإخلاص من اجل لبنان الذي استشهد من اجله داني ورفاقه الأبرار الاحبة، ونكون رسل المنطقة بأسرها من اجل الحياة".

وختم مطر عظته قائلا: "نطلب له الرحمة ولأهله الصبر والعزاء والسلوان، ولوطننا القيامة، ولأجيالنا الجديدة الفرح الذي دعانا الله اليه ليكون فرحنا كاملا بفضل شهدائنا الأبرار، لهم الخلود والعزة، ولكم أيها الاحباء السلام من الأب والإبن والروح القدس".

وألقى ولدا الفقيد ريان ورواد نوايا القداس، تضرع فيها الى الله ليكون والدهم اللذان يفخران به بين الأبرار والقديسين.

والقت أرملة الفقيد اليانور كلمة شكر، جاء فيها: "من رحيف الروح أعزي كل أم شهيد وأخص بالذكر السيدة سامية حرب فهي الأم التي تجرعت هذه الكأس المرة في سبيل وطننا لبنان. كما أعزي كل زوجة شهيد، فهي الزوجة التي ضحت بأساس وركن عائلتها حفاظا على مستقبل أولادنا وأولادكم ليبقى لهم الأمل بالغد، وتأخذ كرامة داني وكرامة كل شهيد حقها".

وأضافت: "أسمى التحيات للمؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وأفرادا، والتي ما زال كل جندي فيها يحمل في نفسه إرادةالبذل والعطاء وروح الشهادة التي حملها داني بشهادته، ونخص بالذكر قائد هذه المؤسسة العماد جان قهوجي".

وشكرت عائلة الشهيد "البطريرك الراعي، وممثله المطران طانيوس خوري، والمطران مطر لترؤسه قداس الرحمة عن روح الشهيد العقيد داني حرب وسيادة المطران ايلي بشارةالحداد".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 10 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 11 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 7 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 3
"نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 12 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر