Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
أرقام ووقائع فضائحية في ملفّ النفايات!
طوني عيسى
|
المصدر:
الجمهورية
|
الاربعاء
25
تشرين الثاني
2015
-
7:16
ليس هناك من إثبات على المناخ الفضائحي الذي يستولي على البلد أكثر من ملف النفايات. ففي لبنان، هناك «الأبرياء» الذين يصدِّقون أنّ هناك مشكلة تقنية أو اقتصادية تمنع معالجة الملف. وهناك المتحكِّمون بالقرار، «العالمون» بكلّ شيء... لأنّ الأزمة متعمَّدة ومِن صنع أيديهم!يجري التداول في العديد من الأوساط بأنّ هناك «جبنة» في النفايات يتقاسمها الأقوياء، وهم لن يتخلّوا عنها أيّاً كانت الظروف والاعتبارات. ويتردَّد في هذا السياق أنّ هناك مَن «تمنّى» على لجنة الخبراء، في الصيف الفائت، ألّا تضع تقنية البلازما في دفتر الشروط الذي تتولّى تحضيره.
ولهذا السبب، ساد الاستياء صفوف هؤلاء الخبراء المعروفين بجدارتهم العلمية، والذين شعروا بأنّ هناك مَن يريد أن يفرض عليهم مساراً معيّناً لا يتفق مع الموضوعية العلمية.
ويكشف المطّلعون أنّ عملية إلغاء المناقصات التي جرت كانت متعمّدة، لأنّ المطلوب أساساً نسف الحلول وإبقاء الأزمة حتى تستعصي على الجميع ويستسلموا لعملية التقاسم التي سينضج أوانها.
لماذا تمّ استبعاد تقنية البلازما؟
أولاً، لأنّ اعتماد هذه التقنية يضع حداً عملياً للأزمة. وثانياً لأنّ اعتماد التقنيات الأخرى، إجمالاً، يبقي النفايات مادة «مزعجة» يجب دفع المال للتخلص منها، سواءٌ بالطمر أو الإحراق أو الترحيل أو سوى ذلك.
وفي الحدّ الأدنى يجري الحديث عن دفع 130 دولاراً للطنّ (الترحيل) وقد يصل إلى ما فوق الـ230 دولاراً (الطمر أو الحرق أو التدوير أو الفرز). وتالياً، يصبح ممكناً تقاسم «الجبنة» المقدرة بملايين الدولارات سنوياً.
وأما اعتماد تقنية البلازما فينقل النفايات من كونها مادة «مزعجة» إلى كونها مادة مربحة اقتصادياً. فهو يتكفَّل بالنفايات، كما هي، بلا فرز، ويحوِّلها بكاملها طاقة كهربائية، باستثناء 1% فقط، تجري الاستعانة به كمادة تستخدم في تزفيت الطرق.
وتشير الدراسات إلى أنّ هذه التقنية قادرة على تغطية أكلاف بناء المعامل وتشغيلها. وفوق ذلك، تحقّق مردوداً يقارب الـ45 دولاراً للطن.
والمتوقع من حجم النفايات المتصاعد عاماً بعد آخر، هو أن تؤمِّن جزءاً مهماً من الحاجة إلى الطاقة الكهربائية. فكلّ 1 طن من النفايات ينتج 1200Kw من الطاقة الكهربائية. وفي هذا يمكن إدراك لماذا تطلب دولٌ كالسويد استيراد النفايات، فيما لبنان غارق في نفاياته ويتعثَّر فيها!
فالطاقة الكهربائية الممكن إنتاجها هي 6000Mwh يومياً، أيْ 250Mwh على مدار اليوم. ومع نموّ كمّية النفايات بمعدّل 6%، تصل عام 2028 إلى أكثر من عشرة الآف طن يوميّاً، تنتج بالتالي 12000Mwh أيْ 500Mwh على مدار اليوم، ممّا يعادل 25% من كامل الطاقة المنتجة في لبنان.
وبناء مصنع بتقنية البلازما لنفايات بيروت الكبرى، التي تقدّر بـ2000 طن/اليوم، يعني إنتاج طاقة كهربائية بمقدار 2400Mwh يومياً أيْ 100Mwh على مدار اليوم. وتبلغ كلفة المصنع 240 مليون دولار، وبمردود يومي 240 ألف دولار، أيْ بمردود سنوي يقدّر بـ 80 مليون دولار، وبكلفة تشغيل سنوي تقارب الـ 36 مليون دولار.
هذه المعطيات يشرحها المهندس غطاس القصيفي، الباحث والمطوِّر في الهندسة الميكانيكية التطبيقية. فالبلازما هي حالة المادة الرابعة بعد الصلب والسائل والغاز. وهي غازٌ مشحون إلكترونياً وشديد السخونة، تولّده النجوم طبيعيّاً. ولكن بات ممكناً توليده إصطناعياً باستخدام الطاقة الكهرومغناطيسيّة. وتصل حرارة غاز البلازما إلى 16.000 درجة مئوية خلال تحويل النفايات إلى طاقة.
وتعالج بالبلازما كلّ النفايات العضوية وغير العضوية، المنزلية والصناعية والاستشفائية والانشائية والعسكرية وسواها، إضافة إلى النفايات المطمورة في المطامر والمكبّات المنتشرة في لبنان (مثلاً برج حمود والناعمة).
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا