ليبانون ديبايت:

لا تزال مياه العلاقة بين بنشعي وبعبدا وبينهما الرابية راكدة وسط إضمحلال الوساطات نتيجة رفع سقف الخطاب الإستعلائي الذي لا يؤدي سوى إلى تدمير الحد الأدنى الموجود.

وساطات حزب الله المكوكية لم تفلح، ليس لأن حزب الله فشل في إدارة الصراع، بل لأنه ليس هناك نوايا من كلا الفريقين لتسوية الأمور بينهما، فعلى الرغم من إنفتاح بعبدا على سائر الأطراف ومنهم فرنجية، لا يبدو أن الرابية تنتهج نفس الإسلوب وليس هناك من بوادر إنفراج في نفس بنشعي، وهو ما يزيد من العرقلة التي تغلق الأبواب أمام اي وساطة.

في الفترة القليلة الماضية، عمل مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا على خط "تبريد العلاقة" بين التيارين لتكون مقدمة لأي لقاء قد يعقد. لم يكن ينوي حزب الله التدخل في صميم العلاقة بينهما إنطلاقاً من رأيه بأن الحل يكمن أول في التنازل عن الخطابات القاسية وإتخاذ قرار بالجلوس سوياً عندها تُفتح أبواب الوساطات لتقريب وجهات النظر. مسعى "صفا" إصطدم لاحقاً بجدار رفع فرنجية لخطابه من بكركي وهو ما أدى، وفق مصادر "ليبانون ديبايت" إلى نسف الجهود.

اليوم، يعود الحديث عن هذه الجهود في أعقاب زيارة وفد حزب الله إلى بنشعي المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق الحاج وفق صفا، ولقاءه الوزير السابق سليمان فرنجية. لا تخفي مصادر "ليبانون ديبايت" أنه جرى في اللقاء "طرح العلاقة مع عون بالعموميات" دون الغوص في التفاصيل أو إمكانية إيجاد أرضية للحلول، لكن الوفد أشار لفرنجية "إلى ضرورة إنهاء حالة الخلاف داخل الفريق الواحد والتخفيف من حدة المواقف على القنوات" وهو ما كان مكان تجاوب من البيك.

لكن الحل بالنسبة إلى وجهة نظر بنشعي يكمن في لفتت نظر ناحية فرنجية الذي تعتبر مصادره لـ"ليبانون ديبايت" أن "دعوة رسمية من الرئيس العماد ميشال عون تكفل إنهاء المشكلة وتفتح باباً للمصارحة"، لكن وعلى ما يبدو، أن أجواء الرئيس لا توحي بهذا التوجه بل تكتفي بالدعوة العامة السابقة التي وجهها لمن لديه هواجس لزيارة القصر وفرنجية من ضمنها.

إذاً، ثابتة العلاقة بين بنشعي وبعبدا على هذا النحو حتى ما شاء الله.