"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

غابت الحواجز الامنية ورجالها عن شوارع الكسليك – جونية وفجرها مع ما يرافقه من احداث دموية أحياناً، وكذلك غاب معها الامن والاستقرار وراحة بال ابناء المنطقة وروادها الذين يواجهون خطر الموت المجاني برصاصة طائشة من هنا او هناك. لدرجة أن من يُتابع الأحداث الشبه يومية او اسبوعية الحاصلة بين ملاهيها الليلية ومطاعمها سيتأكد له ان المنطقة تحولت لمرتع لذعرانات وتعديات مجموعة من الشبان المتلطين خلف نفوذ ذويهم ومعارفهم، وسيدرك ايضاً الفلتان الامني هناك ينذر بكارثة قد تحصل عاجلاً أم آجلاً.

الذعر والهلع، حالتان يسيطران على ابناء الكسليك، نتيجة اشكال وقع قُرابة الساعة الثالثة والنصف من ساعات ما قبل فجر نهار يوم الأحد في منطقة الكسليك - جونية، تطور الى اطلاق نار عشوائي كثيف تخلله كر وفر بين عدد من الشبان على خلفية مخدرات وخلافات شخصية، وقد تركزت الاشتباكات في محيط احد الملاهي بين احد ابناء حورتعلا البقاعية وعصابة أحد ابناء مخيم صبرا.

"ليبانون ديبايت"، وبعد التقصي والتحري عن الاشكال الذي أثار الرعب في نفوس ابناء الكسليك والجوار تمكن من الوصول الى الهوية الكاملة لمطلقي النار، ومعرفة خلفية الاشكال الذي كاد ان يودي بحياة كُثر لولا العناية الالهية التي رأفت بأرواحهم. الاشكال بتفاصيله الكاملة ننشرها ادناه واضعين المعطيات التي بحوزتنا برسم الاجهزة الامنية الغائب بعضها عن المنطقة، على ما يبدو.

أولاً، تبين ان الطلقات النارية منها ما هو عشوائي ومنها عمداً لم ترتد لتصيب عدد من واجهات المحال التجارية وبعض السيارات المركونة في المكان فقط بل اصابت عدد من الاشخاص، اذ سجلت اصابات في افراد المجموعة حاول البعض التستر عنها واخفائها، لكن محاولاته اتضح انها باءت بالفشل.

ثانياً، التلاسن بين مجموعة الشبان الغُرباء عن المنطقة، وقع داخل احد الملاهي الليلية في الكسليك – نتحفظ عن ذكر اسمه لعدم التشهير به، ليتطور الى اشكال حاد وتضارب بين الاطراف المُتنازعة في الداخل ثم تبادل اطلاق نار خارجاً على مرأى من رواد السهر والكاميرات الموضوعة في كافة ارجاء المكان والتي وثقت الاشكال كاملةً.

ثالثاً والاهم، ان الاشكال تعود خلفياته لاشكال شخصي سابق وقع مساء يوم الاربعاء في احد الملاهي الليلية في بيروت بين شابين، تبعه عدة استفزازات ومضايقات ادى الى ما حصل.

للانتقال الى هوية مطلقي النار، عُرف منهم، كل من "ع.ع.م"، 22 عاماً صاحب سوابق ومدمن مخدرات، و"ن.ب" 25 عاماً وصاحب سوابق ايضاً، فضلاً عن مجموعة مؤلفة من حوالي السبعة اشخاص تُرافق "ن.ب" وتتواجد معه في غالبية الامكنة خصوصاً اوقات السهر.

وفي الغوص في التفاصيل، علم "ليبانون ديبايت" ان "ع.ع" أقدم على سرقة مسدس "ن.ب" اثناء تواجدهما سوياً في المهلى الليلي في بيروت، دون ان يشعر الاخير او يُدرك حتى ما حصل نتيجة تأثير الكحول عليهما.

في اليوم الثاني، اي الخميس، عمد "ع.ع" الى التقاط صور للمسدس العائد لـ"ن.ب" ونشرها على صفحته الخاصة على فايسبوك مرفقاً اياها بتعابير واستفزازات غير لائقة ادبياً واخلاقياً.

لم يكتفِ الاخير بذلك، بل عمد ايضاً الى نشر صور تظهره برفقة حبيبة "ن.ب" ومرفقاً ايضاً الصور بتعابير استفزازية وواصفاً اياه بـ"الارنب".
هذه الافعال اثارت سخط وغضب" ن.ب" الذي سُرق مسدسه وتم العبث بكرامته علناً، ما دفعه الى البدء بعملية البحث منذ تلك اللحظة عن "ع.ع" قاصداً مع مجموعته المذكورة اعلاه كافة الملاهي الليلية والاماكن التي يقصدها عادةً "ع.ع"، حتى انه حاول الدخول بالقوة وتحت تهديد السلاح الى اكثر من مكان للتأكد من وجوده او عدمه.

عملية البحث استمرت حتى فجر السبت – الاحد حيث تمكن من العثور عليه في الكسليك داخل احد الملاهي، ما ادى الى وقوع تلاسن ما لبث ان تطور الى اطلاق نار كثيف، ثم لذوذ الطرفين بالفرار.

ما حصل، يؤكد ان الوضع الامني في منطقة الكسليك – جونية ينذر بخطر كبير قد يصل الى كارثة لن يحمد احد عقباهاً وتحديداً الاجهزة الامنية الموجودة في المنطقة.

رواد الكسليك، ينتقدون هذا الوضع الذي يعرض حياتهم يومياً للخطر مطالبين الامن بالتدخل فوراً لوضع حد لهذه المسخرة كما يصفونها والفلتان الامني، مؤكدين ايضاً ان ارواحهم ليست لعبةً بيد "زعران" شُرعت اسلحتهم بجهود الرخص العشوائية المُعطاة ببركة الواسطة والمحسوبيات!

احد رواد الملاهي، يستغرب في حديثه ما يجري في هذه المنطقة تحديداً والمُحاطة أمنياً باكثر من مركز وجهاز، ويلفت الانظار في حديثه الى غياب الدوريات والحواجز في الوقت المفترض ليلاً.

ويغمز في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" الى احد الاجهزة المعني مباشرةً بشارع السهر في الكسليك كما يصفه، بحيث يقيم حواجز امنية بين الـ9 و الـ11 مساءً علماً ان رواد الملاهي وتحديداً مفتعلي الاشكالات لا يقصدون المنطقة في هذا الوقت والجميع على دراية بذلك، والدليل على ذلك ان عمليات اطلاق النار او حتى الاشكالات تحصل قرابة الفجر في ظل غياب تام لاي عنصر امني.

ويسأل الاخير، هل الهدف ترويع واخافة اهالي الكسليك؟ ام المقصود ضرب المنطقة وشلها؟ ماذا ينتظرون ان تسيل الدماء حتى يتحركوا ويضربوا بيد من حديد هذه المجموعات المسلحة التي تسرح وتمرح على عين الدولة حتى ان افرادها المطلوبين يمرون على الحواجز دون ان يوقفهم احد، ما يثير الريبة والتساؤلات حتى الشكوك بتواطؤ ما حاصل.

وفي السياق عينه، يروي احد شهود العيان الدائمين في المنطقة انه احياناً يتم توقيف احد الاشخاص من المطلوبين، بحيث يتم اخذه بسيارة الدورية لدقائق لكنه سرعان ما يطلق سراحه حتى دون تسليمه الى الفصيلة المعنية او فتح تحقيق بما جرى.

وبنتيجة ما تقدم، يتضح ان امراً غير طبيعي يحدث يستدعي التحرك فوراً ومحاسبة المقصرين والمستهترين بحياة اهالي كسروان والجوار.